07-يناير-2017

يتحدث سكان قطاع غزة عن أن الكهرباء أصبحت حلمًا بالنسبة لهم، ويصبون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي جام غضبهم على جهاتٍ عديدةٍ يحملونها مسؤولية الأزمة، من خلال تعليقاتٍ ساخرةٍ حينًا، وساخطةٍ حينًا آخر، في حين تتفاقم الأزمة أكثر فأكثر دون حلولٍ في الأفق.

12 ساعة، ثم ثماني ساعات، ثم ست، وصولاً إلى ثلاث ساعاتٍ فقط، هكذا تناقصت عدد ساعات وصول التيار الكهربائي إلى المنازل، قبل أن تعلن شركة توزيع الكهرباء أخيرًا عجزها عن وضع جدولٍ لوصل التيار، معللةً ذلك بالعجز الكبير في الطاقة.

الكهرباء تصل ثلاث ساعات وتنقطع لـ21 ساعة في قطاع غزة، والأمن يعتقل محتجين على الأزمة

وخلال السنوات الماضية، انتهجت شركة توزيع الكهرباء تقسيم القطاع المحاصر إلى مناطق تصل التيار الكهربائي إليها وفقٍ جدولٍ محدد، حسب الطاقة المتوفرة. وبدأ الأمر بتوصيل الكهربا 12 ساعةً ثم قطعها لفترةٍ مماثلة، قبل أن يتم التخفيض إلى 8 ساعات وصل مقابل 8 قطع، ثم ست ساعات على النحو ذاته.

اقرأ/ي أيضًا: "الحجاب" في مدرسة بغزة يساوي "أمن الدولة"

لكن ومنذ نحو شهر، انخفض عدد ساعات وصول التيار الكهربائي إلى ثلاث ساعاتٍ فقط، ينقطع بعدها التيار الكهربائي لـ21 ساعةً متواصلة. تقول مصادر محلية، إن ما يزيد المعاناة هنا أنه لا يمكن معرفة وقت وصول التيار وقطعه، خلافًا لما كان عليه الوضع في الجداول السابقة، إذ كان السكان يعرفون المدة المخصصة لمناطقهم، ويرتبون أمورهم على هذا النحو.

وشهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشركة الكهرباء وحركة حماس، التي توصف من قبل أطرافٍ عديدةٍ بأنها الحاكم الفعلي لقطاع غزة حتى بعد تشكيل حكومة التوافق، وصولاً إلى الدعوة لاحتجاجاتٍ سلميةٍ، قبل أن تعتقل أجهزة الأمن في القطاع ثلاثة من النشطاء الذين دعوا لهذه الاحتجاجات، حسب مصادر محلية.

وأكدت مصادر، أن المعتقلين هم الشبان أنس عوض الله، وإسماعيل الحافي، والمحامي محمد أبو حجر، وقد تم التأكد من الإفراج عن الحافي.

في المقابل، تلتزم حركة حماس الصمت، فيما تؤكد شركة الكهرباء أن أصل المشكلة يعود لحكومة "التوافق التي تقصر في مسؤولياتها بتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء"، مضيفة، أن دورها كشركةٍ "يقتصر على التوزيع فقط".

وقالت الشركة إن القطاع يحتاج لما يقارب 600 ميجاوات في ظل الأجواء الباردة، لكن الطاقة المتوفرة حاليًا تقدر بـ147 ميجاوات فقط، موضحة، أن الخطوط الإسرائيلية تعمل بقدرة 120 ميجاوات فيما لا تزال الخطوط المصرية التي تغدي جنوب القطاع تعمل بحوالي 20 ميجاوات خارج الخدمة، بسبب تكرار الأعطال المتكررة في محطة 66 بالعريش.

وأشارت الشركة في بيان لها إلى أن التعديات غير المسؤولة على شبكات الكهرباء، وعدم التزام أكثر من 60 ألف مشتركٍ في دفع المستحقات، سببين أساسيين لتفاقم الأزمة.

لكن هذه المبررات لم تجد من يقبلها بين المحتجين على انقطاع التيار، إذ يتواصل النقد لاذعًا عبر مواقع التواصل للأزمة، وسط احتجاجاتٍ أيضًا على اعتقال الأمن النشطاء المحتجين.

اقرأ/ي أيضًا: 

في غزة.. أن تُصاب بمرضٍ نفسي فإنها لعنة

لوحات غزة الإعلانيّة.. من التحرير إلى التحرر

من غزة إلى بلجيكا.. مغامرة ينقصها الموت