خلال ثلاثة أيام فقط تمكّن الشاب إبراهيم خليل (33 عامًا) من قرية البعينة قضاء الناصرة، وبالتعاون مع فلسطينيين من داخل الخط الأخضر، جمع أكثر من عشرة ملايين شيقل، بهدف بناء منازل للاجئين في الشمال السوريّ بدل الخيام التي لا تقيهم برد الشتاء.
فلسطينيون يهبّون لدعم السوريين في مخيمات اللجوء، بهدف بناء بيوت لهم بدل الخيام
ويقول إبراهيم في حديث لـ "الترا فلسطين" إنّ حملة "دفء.. كن عونًا لهم" بدأت بجمع التبرعات بهدف إرسالها للمخيّمات السورية الواقعة على الحدود السورية - التركية، لشراء الخيم والمواد الغذائية والملابس ووسائل التدفئة، وتم جمع 700 ألف شيقل في بادئ الأمر، ثم وصل المبلغ إلى مليون شيقل، وتعدّاه إلى مليون ونصف، ذهبت على شكل مساعدات إغاثية عاجلة إلى تلك المخيمات.
ويضيف: "يعز علينا أن نشاهد طفلًا يموت من البرد. المطلوب منّا فقط أن نخلع الجاكيت الذي نرتديه، ونُلبسه لطفل لاجئ، وهذا ليس أمرًا معجزًا".
ويبين أنهم شرعوا في آخر ثلاثة أيام بجمع تبرعات لبناء منازل بدل الخيام، واستطاعوا جمع ما يزيد عن 10 مليون شيقل، وهذا رقم مرشّح للزيادة بشكل كبير، حيث ترد التبرعات من مختلف المناطق في الداخل الفلسطينيّ المحتل، من النقب والجولان والقدس والشمال، مشيرًا إلى أنّ الهدف الآن، مواصلة بناء آلاف المنازل للاجئين السوريين، بالعدد الذي يسمح لهم به.
إبراهيم خليل: كميّة الخير والحب من الشعب الفلسطيني تجاه الشعب السوري فاقت التوقعات، والمظلوم هو أكثر من يشعر مع المظلوم
ويتابع: هناك من قدّم مدخراته، أو المبالغ التي كان يخصصها لمناسك الحج أو العمرة، والعديد من الأشخاص دفعوا راتبهم الشهري، كما أن بعض التجار قدّموا أرباح محالهم، وثمة أيتام وأرامل كذلك قدّموا ما يستطيعون لدعم أشقائهم اللاجئين في سوريا.
ويوضح إبراهيم أن الحملة تجمع التبرعات لتوفير المنازل للاجئين تكون مبنية من الأسمنت كبديل للخيام، حيث تبلغ كلفة بناء كل منزل 8500 شيقل، ويتم جمع هذه التبرعات من قبل إبراهيم وفريق النشطاء معه وتسليمه لجميعة "القلوب الرحيمة" بالداخل الفلسطيني، والتي تعمل منذ سنوات طويلة في هذا المجال بالتعاون مع جمعيّة تركية.
ويشير إلى أن العمل الآن باتجاه تسليم قرى كاملة، وليس تعمير منزل وتسليمه بشكل منفرد لعائلة لاجئة، فالقرية يتم تجهيز بنية تحتية فيها ومدرسة ومستوصف ومسجد وسوبر ماركت، وكل منزل فيها تكون مساحته 40 مترًا، ويحتاج بناء القرية من 6 إلى 8 أشهر.
ويضيف أن "القلوب الرحيمة" تعمل مع جمعية تركية أخرى، والتي بدورها تقوم بتنفيذ كل المشروع من حيث الهندسة والبناء، على أن تكون اليد العاملة من اللاجئين أنفسهم مقابل أجر، مبيّنًا أنّ المخيمات المستهدفة من الحملة هي "كوكانيايا" و"الواد الأخضر" وهذه المخيمات تتواجد في مناطق سورية واقعة على الحدود تحت الحماية التركية.
وحول الأرضي التي ستقام عليها المخيمات، يشير إلى إنه في حال كانت داخل الحدود التركية يتم التبرع بها من الحكومة التركية، وإذا كانت موجودة في المناطق السورية فهي تكون ملكية خاصة ويتم شراؤها من صاحب الأرض، أو التبرع بها، وفي مرحلة ما سيتم استرداد هذه الأرض من قبل أصحابها وعليها قرية كاملة، وذلك بعد التوصّل لحل لقضية اللاجئين بعودتهم لمنازلهم وأراضيهم التي هُجِّروا منها.
ويبين أن لهم تجارب سابقة في هذا المجال وكل شيء، يتم توثيقه ونشره بالأرقام والصور، حيث جرى بناء قرى كاملة سابقًا من قبل جمعية القلوب الرحيمة، وحتى الآن تم بناء 1700 منزل.
اقرأ/ي أيضًا: