03-أكتوبر-2017

صورة من غزة يوم أمس - عدسة محمد عابد (Getty)

كسر محتفلون في أحد مطاعم غزة "جرّة الانقسام"، مصرّحين بآمالهم في انتهاء الانقسام إلى غير رجعة، وذلك خلال احتفال أُقيم مساء يوم الإثنين 2 تشرين الأول/أكتوبر، الذي كان اليوم الأول لوصول حكومة التوافق إلى قطاع غزة، مصحوبة بتفاؤل كبير في أوساط شريحة واسعة من سكان القطاع المحاصر في اكتمال الجولة الجديدة من ماراثون المصالحة.

مطعم "رابعة" أقام زفافًا للمصالحة الوطنية على أنغام الموسيقى والزغاريد، بمشاركة فرقة غنائية محلية، وكَسرَ صاحب المطعم وروّاده الجرار الفخارية احتفالاً بوصول حكومة التوافق إلى غزة، في زيارةٍ تمهيدية للمصالحة لم تتكشف نتائجها بعد.

مطعم في غزة يقيم زفة للمصالحة، والمشاركون يكسرون فخارًا خلف الانقسام، في إطار تفاؤل لا يخلو من القلق تجاه جولة المصالحة الجديدة

وكسر الفخار في التقاليد الفلسطينية، يرمز إلى زوال الشر والتخلص، كما يتم كسر الفخار أيضًا بعد زوال شيء ما يكرهه الناس ويرغبون بانقضائه، أو يُال أحيانًا: "بعد رحيل فلان اكسروا الجرة وراه".

اقرأ/ي أيضًا: من أين ستبدأ الحكومة في غزة؟ مصادر رسمية تجيب

إبراهيم رابعة صاحب المطعم الذي أقام الاحتفال في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أرادَ من خلال الحفل أن يعبر عن أمله بأن تنتهي مساعي المصالحة على حقيقة، وأن لا تكون محاولات فقط كالمرات السابقة، وفق قوله لـ"ألترا فلسطين".

 

 

وقال رابعة: "كسرنا الجرار أملاً في أن يكون الثاني من أكتوبر هو التاريخ الحقيقي لنهاية أحد عشر عامًا من الانقسام الذي خلّفَ لنا بطالة وإغلاق معابر وانقطاع كهرباء وفساد ورشاوي ومحسوبيات". مشكلات البطالة وإغلاق المعابر وانقطاع الكهرباء وغيرها من نتائج الانقسام والحصار الطويل لقطاع غزة، كُتبت باللون الأبيض على الجرار الفخارية السوداء، ثم كُسرت قبل بداية الحفل الغنائي، أملاً بأن يرى الغزيون الفرج ولو تدريجيًا بعد تسلّم الحكومة مهامها هناك.

وأضاف رابعة، أن الحفل شهد حضورًا كبيرًا قياسًا بالعدد الطبيعي لزوار المطعم يوميًا، وقد شارك الحضور في الدبكة، وكسر الجرار، قبل أن يوزع عليهم "حلوان المصالحة"، وهو أصابع الكلاج بالمكسرات.

زفة المصالحة هذه، كانت جزءًا من أجواء احتفالية يشوبها الحذر في قطاع غزة، بدأت بخروج الآلاف لاستقبال الحكومة لدى وصولها من خلال حاجز بيت حانون، مرورًا بتعليق لافتات ترحيبية بالوفد المصري الذي وصل لمتابعة تسلم الحكومة مهامها، ولافتات أخرى حملت صور الرئيس محمود عباس، ورئيس الحكومة رامي الحمدالله، وليس انتهاء بالتفاعل الكبير على مواقع التواصل مع الحدث، دون أن يخفي المعلّقون مخاوفهم من تكرار الجولات السابقة الفاشلة.

هذا وعقدت حكومة التوافق الثلاثاء أول اجتماعاتها في قطاع غزة، وقد أكد خلاله رئيس الحكومة تطلعات حكومته للقيام بجميع مهامها على أكمل وجه، وتعهد بأن يبدأ العمل وفق أولويات الشارع الفلسطيني في غزة، وأول ذلك أزمتي الكهرباء والانقسام، إضافة إلى البطالة.

وكان الناطق بلسان الحكومة يوسف المحمود، أفاد بأن حركتي فتح وحماس ستعقدان يوم الإثنين المقبل لقاءً جديدًا في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث استكمال جميع ملفات المصالحة، وعلى رأسها دمج الموظفين.


اقرأ/ي أيضًا: 

عشوائية التنسيق تؤدي لتغيير برنامج الحكومة في غزة

الدجاج والحبش أولاً في غزة.. واللحوم للمناسبات

غزة قبل وصول الحكومة بيوم.. ماذا حدث؟