05-أغسطس-2023
لحظات الوداع الأخيرة للشهيد قصي معطان في برقة - تصوير: محمود معطان

لحظات الوداع الأخيرة للشهيد قصي معطان في برقة - تصوير: محمود معطان

الترا فلسطين | فريق التحرير

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قرية برقة شرق رام الله، منطقة عسكرية مغلقة بعد استشهاد الشاب قصي جمال معطان، إثر مهاجمته من قبل مستوطنين إرهابيين مساء الجمعة. وبحسب ناطق بلسان جيش الاحتلال، فإنّ الشرطة الإسرائيلية وجهاز "الشاباك يحققان في تفاصيل الحادثة التي أدت لارتقاء الشاب بعد تصديه لاعتداءات مستوطنين وصلوا لأراضي قرية برقة.

منذ إعلان استشهاد قصي معطان برصاص مستوطنين شرق رام الله، بدأ الإعلام الإسرائيلي التمهيد لإطلاق سراح المستوطن الإرهابيّ القاتل، مثلما جرى في حوادث مشابهة 

وجاء في "تحقيق أولي" أجراه جيش الاحتلال واستنادًا لتقارير فلسطينية وشهود عيان، فقد بدأت المناوشات مع وصول مستوطنين للرعي قرب قرية برقة، وعلى الجهة الأخرى وصل أهالي القري لإبعاد المستوطنين. وأثناء المواجهة قتل فلسطيني وأصيب 4 وعثر على سيارة فلسطينية محترقة.

الشهيد قصي معطان من برقة شرق رام الله
الشهيد قصي معطان من برقة شرق رام الله 

ووفق روايات متناقلة داخل قرية برقة، فإنّ المستوطن المتطرّف قاتل الشهيد قصي جمال معطان هو المستوطن "اليشع ييرد" الذي احتل تلّة في الأراضي الشرقية للقرية وأنشأ عليها مستوطنة "مجرون"، وينفذ اعتداءات متواصلة بحق الرعاة من أهالي برقا، ويمنعهم من الوصول للكثير من أراضي البلدة، وينفّذ أعمال تصوير جوي لأراضي البلدة، ويبلغ "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال بأي أعمال بناء جديدة؛ لإيقافها.

المستوطن المتطرّف "اليشع ييرد"
المستوطن المتطرّف "اليشع ييرد" - يسار الصورة

والمستوطن "اليشع ييرد Elisha Yered" كان المتحدّث باسم عضو الكنيست عن حزب "قوة يهودية" ليمور سون هار-ميلخ، وقد سبق وأقام بؤرة استيطانية على اراضي بلدة سنجل قبل ثلاثة أعوام لكن أهالي البلدة تمكنوا من طرده منها، وظهر سابقًا في فيديو بعنوان "أسئلة وأجوبة – لماذا يجب محو  قرية حوارة؟". 

ومساء الجمعة، وصل المستوطن المتطرّف "اليشع ييرد" برفقة مجموعة مستوطنين إلى منطقة الحدب في قرية برقة شرق رام الله، وأطلق النار على شبان كانوا يُعدّون الطعام في أراضي القرية، ما أدى لارتقاء قصي.

العشاء الأخير الذي لم يتناوله الشهيد قصي، حيث كان يعد "صاجية" مع أصدقائه قبل أن يستهدفهم المستوطنون
عشاء أخير لم يتناوله الشهيد قصي الذي كان يعد "صاجية" مع أصدقائه قبل أن يستهدفهم المستوطنون

ومنذ إعلان استشهاد قصي معطان برصاص مستوطنين، بدأ الإعلام الإسرائيلي التمهيد لإطلاق سراح الإرهابيّ القاتل كما فعل بالضبط كما حدث قبل نحو عام مع الإرهابي الذي قتل الشهيد علي حرب في سكاكا بسلفيت.

وادّعت الإذاعة العبرية أن المستوطن المتطرف أطلق النار على أهالي القرية بعد أن تعرّضت حياته للخطر، وهو ذات التبرير الذي روَّج له إعلام الاحتلال قبل الإفراج عن قاتل الشهيد علي حرب الذي طعنه مستوطن على أراضي سكاكا/ سلفيت قبل نحو عام.

وكشفت الإذاعة العبرية أن أحد المستوطنين الذين استجوبتهم شرطة الاحتلال ممن شاركوا في اقتحام قرية برقة، كان قد شغل قبل وقت قصير منصبًا في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي. وقالت إن الإرهابي مطلق النار يمكث في المستشفى، بزعم إصابته أثناء اقتحام قرية برقة.

المستوطن المتطرّف "اليشع ييرد"
المستوطن المتطرّف "اليشع ييرد"، قاتل الشهيد قصي معطان

وألمحت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أنّ جيش الاحتلال تواطأ مع المستوطنين المتطرفين من بؤرة "معوز تسيون" غير المرخّصة (إسرائيليًا)، والتي تعد واحدةً من معاقل "تنظيم جباية الثمن" الإرهابي، إذ امتنع الجنود عن الحضور إلى القرية إلّا بعد ثلاث ساعات من اقتحام المستوطنين للجانب الغربي من القرية.

تطابق في التواطؤ مع حالات مماثلة

وبحسب الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب فإنّ تشابهًا يصل حدّ التطابق في آلية تواطؤ إعلام وشرطة وجيش الاحتلال، ولاحقًا المنظومة القضائية، في ملف الشهيد معطان، وملف الشهيد علي حرب.

وأضاف، في البداية بدأ الاعلام الإسرائيلي ترويج أن عملية القتل الإرهابية جرت دفاعًا عن النفس، لعدم وجود جنود لحماية المستوطنين، ثم أظهر المستوطنين كضحية، وتم إجراء تحقيق صوري مع عدد من المستوطنين، وذلك تمهيدًا لدور القضاء في الجريمة، والذي يهدف غالبًا لتبرئة القاتل ومنحه حصانة تحول دون ملاحقته أمام القضاء الدولي أو قضاء بعض الدول التي يتيح قانونها ملاحقة مجرمي الحرب الذين لم تتم محاكمتهم (فقرة القبة الحديدية).

وبحسب أنس أبو عرقوب فإن تكرار مثل هذه الحوادث يؤدي إلى الاستنتاج بأن عنف المستوطنين ما هو إلا عنف دولة ينفذه مقاول، "فالحديث يدور عن منظومة ترى في إطلاق رصاصة على رأس فلسطيني ليس أكثر من حادثة يجري تبريرها للرأي العام".

وأشارت "هآرتس" إلى شهادات لمئات الأشخاص، بينهم جنود أدّوا الخدمة العسكرية في الضفة، تتضمن قصصًا تتمحور حول العلاقة بين الجنود والمستوطنين، وخوف الجنود من اعتقال المستوطنين، وكذلك عن المستوطنين الذين يصدرون التعليمات للجنود.