05-يناير-2023
الترويج للذهب في غزة

أصدرت نقابة الصاغة وتجار المعادن الثمينة في غزة، الخميس، قرارًا بمنع ظهور أصحاب محلات بيع الذهب بالصوت أو الصورة أو الاستعانة بالأشخاص "المؤثرين" خلال ترويجهم لمقتنياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع السماح لهم بعرضها عبر الصور أو مقاطع الفيديو بدون صوت.

تابع هاني سكيك: "نحن نقدم النصائح للزبائن ونبيع بأسعار جيدة، ولكن للأسف البعض لا يريد ذلك، وبدهم الزبون يبقى أعمى"

وأكدت النقابة في بيانها وجوب الالتزام بتسعيرة النقابة المعتمدة، كما قررت حذف جميع المحتوى المرئي لصوت أو صورة "صاحب المحل أو المؤثرين الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي من تاريخ صدور القرار، متوعدة من يخالف القرار بتعريض نفسه للمساءلة القانونية.

الشاب هاني سكيك، صاحب أحد معارض بيع الذهب في غزة، وجد نفسه مقصودًا بشكل مباشر بهذا القرار، كما يقول، بعدما حصد حسابه عبر "تكتوك" عشرات آلاف المتابعين، ومثل ذلك من الإعجابات حازت عليها مقاطع الفيديو التي ينشرها من متجره الواقع في سوق الذهب الأثري، وسط مدينة غزة، حتى صار محله مزدحمًا بالزبائن.

توجه هاني بمناشدة لرئيس لجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة عصام الدعاليس، "لإنصافه" بعد تلقيه إخطارًا من وزارة الاقتصاد بمنع نشر أي فيديو يتضمن صورته أو صوته خلال ترويجه لقطع الذهب في متجره، مؤكدًا أنه في الأصل ملتزم بعدم نشر أسعار الذهب، ويمتنع عن التجريح في أصحاب المعارض الأخرى "الزملاء" حسب وصفه.

تلغرام الترا فلسطين

وقال هاني سكيك لـ الترا فلسطين إن مقاطع الفيديو التي ينشرها تساعد المواطنين والزبائن على فهم بيع الذهب وشرائه، ولذلك لقيت تذمرًا من قبل بعض التجار، ما دفع عددًا منهم لتقديم شكوى ضده.

وأوضح، أنه اتفق قبل شهرين مع وكيل وزارة الاقتصاد عبد الفتاح الزريعي على عدم عرض أسعار أي منتج أو التجريح بأي شخص من أصحاب معرض بيع الذهب، إلا أنه تلقى يوم الأربعاء (4 يناير) بلاغًا بمنع ظهوره بالصوت أو الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبينًا أن القرار الجديد جاء تحت ذريعة وضع ضوابط للمهنة.

وتابع هاني سكيك: "نحن نقدم النصائح للزبائن ونبيع بأسعار جيدة، ولكن للأسف البعض لا يريد ذلك، وبدهم الزبون يبقى أعمى". 

في المقابل، يُبرر نقيب الصاغة محمد حبوب قرار النقابة بتلقيهم الكثير من الشكاوى، حول "سوء استخدام" مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لبيع الذهب، إضافة إلى عريضة تحمل توقيع المئات ومن تجار الذهب، أبدوا فيها انزعاجهم من طريقة البيع والترويج عبر مواقع التواصل.

قال محمد حبوب، إن المئات من تجار الذهب وقعوا على عريضة أبدوا فيها انزعاجهم من طريقة البيع عبر مواقع التواصل، وأن الكثير من مقاطع الفيديو التي ينشرها ثلاثةٌ أو أربعة من أصحاب المعارض "تسيء إلى المهنة، ويُستخدم فيها أسلوب ركيك"

واعتبر محمد حبوب، أن الكثير من مقاطع الفيديو التي ينشرها ثلاثةٌ أو أربعة من أصحاب المعارض "تسيء إلى المهنة، ويُستخدم فيها أسلوب ركيك ومصطلحات مثل لدينا الذهب الأصلي" على حد قوله.

وقال: "بعد لجوء بعض أصحاب المعارض لترويج لبضائعهم عبر مواقع التواصل، اضطر آخرون إلى ذات السلوك من باب المنافسة وحدثت إساءات لبعض التجار، وأمام ذلك اضطررنا لوضع حد لهذه القضية".

ونوه محمد حبوب، أن نقابة الصاغة -قبل إصدار قرارها- اجتمعت بأصحاب بعض معارض بيع الذهب وطلبت منهم الاقتصار على تصوير قطع الذهب، أو نشر فيديوهات للمعروضات مصحوبة بآيات من القرآن، أو مقاطع أناشيد، إلا أنه لم يتم الالتزام بذلك.

وأضاف، أن مهنة بيع الذهب لها حساسية خاصة من الناحية الأمنية، "فلا يجوز الترويج لها كما يتم الترويج للمنتوجات الغذائية، وهذه الطريقة في بيع الذهب غير مسموح بها في دول الجوار".

أكد عبد الله شرشرة لـ الترا فلسطين أنه لا يوجد سند قانوني لمثل هذا التعميم، ولا منطقّ ولا روح

وانتقد حبوب أيضًا استعانة أصحاب محلات بيع الذهب ببعض الأشخاص المشاهير عبر مواقع التواصل، واستخدامهم مصطلحات مثل "هذا الذهب الأصلي"، ونشر صور ضيافة لزبائن المحل، معتبرًا ذلك تجاوزات في أصول المهنة.

ورغم المبررات التي ساقها نقيب الصاغة محمد حبوب، إلا أن الناشط الحقوقي عبد الله شرشرة أكد أن تعميم النقابة بهذه الصياغة وأسلوب التعبير عن فحواه هو "غير دستوري ويتناقض مع أبسط مبادئ حرية الرأي والتعبير، كما أنه مناقض للقانون الأساسي وقانون حماية المستهلك".

وأكد عبد الله شرشرة لـ الترا فلسطين أنه لا يوجد سند قانوني لمثل هذا التعميم، ولا منطقّ ولا روح، مضيفًا: "من بداهة القول أنه لا سُلطة لنقابة الصاغة في فرض محتوى هذا التعميم، بل محزن لدرجة أنه يعكس الحالة العامة والسمة الدكتاتورية للإدارة في عالم ما بعد الانقسام".