أعلن أعضاء "كتلة البناء والتحرير" التابعة لحركة فتح استقالتهم بشكل جماعي من مجلس بلدية الخليل، أكبر بلديات الضفة الغربية، "بسبب فشل البلدية في تحقيق الأدنى من مطالب الناس"، بينما قال رئيس البلدية إن الاستقالة "غير قانونية"، ورفض مبررات كتلة فتح الاستقالة.
أضاف يوسف الجعبري، أن الساعات الأخيرة شهدت إطلاق نار وتهديدات لأعضاء في المجلس البلدي، بسبب عدم وفاء رئيس البلدية تيسير أبو سنينة بوعوده الانتخابية لبعض أقاربه بتوفير وظائف لهم
وتأتي استقالة الأعضاء الستة، مساء الخميس، في ظل تطورات متسارعة تدور في مدينة الخليل وبلديتها، آخرها سلسلة عمليات إطلاق نار ليلة الخميس استهدفت ممتلكات أعضاء في المجلس البلدي ومرافق للبلدية.
وقال رئيس قائمة فتح في بلدية الخليل يوسف الجعبري لـ الترا فلسطين، إن ما دفعهم للاستقالة هو ما حصل خلال فترة العام ونصف الماضية بعد الانتخابات الأخيرة، "فقد تواجدنا في المجلس لخدمة أبناء شعبنا، ولكن للأسف البلدية لم تعطي للمواطنين الحد الأدنى من مطالبهم" حسب قوله.
وأوضح يوسف الجعبري، أن الخليل في العام ونصف الماضية عانت من نقص في المياه، ومشكلة في الكهرباء والبنية التحتية والنفايات، "ومشاكل كثيرة تراكمت داخل بلدية الخليل، وبالتالي لم نستطيع خدمة المواطن".
وأضاف يوسف الجعبري، أن الساعات الأخيرة شهدت إطلاق نار وتهديدات لأعضاء في المجلس البلدي، بسبب عدم وفاء رئيس البلدية تيسير أبو سنينة بوعوده الانتخابية لبعض أقاربه بتوفير وظائف لهم.
وتابع: "لذا حفاظًا على السلم الأهلي وعلى المؤسسة تقدمنا بالاستقالة، ولأننا لم نحقق الحد الأدنى من طموحات الناس التي انتخبتنا (..) والموضوع ليس له علاقة بأي تقسيمة سياسية، وقد يكون هناك استقالات قادمة من القائمة الأخرى".
ولكن، أليس هذا هروبًا من المسؤولية؟ سألنا يوسف الجعبري، فأجاب قائلاً: "نحن دخلنا في المجلس البلدي لكي نحقق طموحات الناخب الذي وضع بنا هذه الثقة، ولكن كان هناك قرارات معطلة وتخبط إداري وإشكاليات مالية والكثير من الأمور التي تهم المواطن، وبناء عليه استقلنا عندما لم نحقق الحد الأدنى من طموحات الناس التي انتخبتنا".
في المقابل، يرد رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة على اتهامات كتلة فتح له بالقول إنه "يتحدى كل أهل الأرض أن يكون هناك شخصٌ قد حصل على وعد بالتعيين في البلدية، سواءً في الدورة الحالية أو الدورة السابقة، ولو كنت وعدت أحدًا بالتوظيف كنت سأوظفه، فنحن نملك الأغلبية، ولكن لا يمكن أن أعد إلا بشيء أنا مقتنع فيه، وإن كان هناك من يريد أن يهرب من مسؤولياته فهو حر".
تيسير أبو سنينة: أتحدى كل أهل الأرض أن يكون هناك شخصٌ قد حصل على وعد بالتعيين في البلدية، سواءً في الدورة الحالية أو الدورة السابقة، ولو كنت وعدت أحدًا بالتوظيف كنت سأوظفه، فنحن نملك الأغلبية
وردًا على الاتهامات بالفشل في تحقيق الحد الأدنى من مطالب الناس، قال تيسير أبو سنينة، إن المشاريع في الخليل "لم تتوقف ولا لحظة، وهناك عمل كبير، وكان كل العمل في المجلس البلدي بالتوافق، رغم محاولات هائلة لوضع عقبات أمام المجلس من أطراف كثير معروفة، ومن منظومات كبيرة، ولكن المجلس البلدي بقي متماسكًا، ويتقدم وأكمل مشاريعه واجترح مشاريع جديدة".
واعتبر تيسير أبو سنينة استقالة كتلة فتح في المجلس البلدي "غير قانونية، لأن الاستقالة القانونية تقدم للمجلس البلدي من خلال مدير البلدية ومن ثم تصل للمجلس البلدي، والمجلس يرفعها للحكم المحلي". في المقابل، يرد يوسف الجعبري على ذلك قائلاً إن القرار اتخذ اليوم، وغدًا (الجمعة) عطلة رسمية، والاستقالة ستقدم خطيًا للمجلس، وسوف يكون هناك ردٌ عليها مطلع الأسبوع القادم.
وأكد أبو سنينة، أن الشرطة تتابع التطورات الأمنية الأخيرة وجرائم إطلاق النار والتهديدات، إذ تم تقديم شكاوى بخصوصها للشرطة، وهي من تتابع الموضوع وتجلب المعتدين للقضاء.