04-يونيو-2024
كمائن للمستوطنين على طريق بيت ايل بعد إعادة فتحه.. عن كذبة "التسهيلات"

فتح الاحتلال الحاجز لساعات محددة، الجنود ينكّلون بالعابرين والمستوطنون يرشقونهم بالحجارة

على مجموعات خاصّة لمتابعة الطرق عبر تطبيقات الهاتف، يُحذّر السائقون بعضهم من المرور عبر حاجز "بيت ايل" أو ما يعرف بـ "الدي سي او DCO" حيث المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، الذي أغلقته قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، وأعادت فتحه منذ يومين فقط، وحاولت تسويق الأمر على أنه "تسهيلات".

يومان فقط مرّا بعد إعلان الاحتلال إعادة فتح طريق حاجز بيت ايل المؤدي لمدينة البيرة، المغلق منذ 7 أكتوبر، حتى اشتكى السائقون من تفتيش إسرائيلي معقّد، ومن تكدّس المركبات، والأهم.. المستوطنون يرشقونهم بالحجارة

وكانت "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال أعلنت الإثنين عن فتح حاجز بيت ايل، أمام حركة الفلسطينيين بشكل يومي بين الثامنة صباحًا والثالثة بعد الظهر. لكن شهود عيان ومركز حقوقي، أكدوا بأن إجراءات معقّدة يفرضها جنود الاحتلال على السائقين لدى مرورهم عبر الحاجز، وفيما لو مرت المركبة، فإنّها ستكون في مرمى حجارة المستوطنين واعتداءاتهم.

حاجز بيت ايل المدخل الشمالي للبيرة، مغلق
نشر أحد السائقين هذه الصورة لتكدّس المركبات على طريق بيت ايل، وحذّر من تواجد المستوطنين والجنود

وخلال اليومين الماضيين، انتشرت مقاطع فيديو توثّق قيام المستوطنين بتحطيم زجاج مركبات المواطنين أثناء المرور عبر حاجز بيت ايل، كما أظهرت الصور طابورًا طويلًا من المركبات جرّاء الانتظار الطويل على الحاجز، والتفتيش الذي يفرضه الجنود.

وعقب "فتح الحاجز" الذي ظلّ مغلقًا منذ السابع من أكتوبر، دعا المستوطنون عبر مجموعات على منصّات التواصل، للتظاهر بهدف منع مرور الفلسطينيين.

يقول مدير مكتب النقل الخاصّ في مجمع البيرة حسن زهور، إن المرور عبر حاجز بيت ايل قبل الحرب كان يسهّل تنقّل السائقين إلى شمال الضفة الغربية وجنوبها، لذا كان قرار فتح الحاجز بمثابة الفرج بالنسبة لهم، بعد المعاناة طوال الأشهر الماضية، واضطرارهم للدخول في الأزمات المرورية عند مخيم قلنديا والجلزون وعين سينيا.

المرور عبر حاجز بيت ايل قبل الحرب كان يسهّل تنقّل السائقين إلى شمال الضفة الغربية وجنوبها

ويشير زهور في حديثه لـ "الترا فلسطين" إلى أنّ السائقين توجّهوا بالفعل إلى حاجز بيت ايل للمرور عبره، لكنهم تفاجأوا بإجراءات معقّدة وتفتيش طويل للمركبة، وتدقيق في الهويات، مع استفزاز الجنود للسائقين، وطلب تفتيش الهاتف، والتوقيف لساعات تحت أشعة الشمس، ما جعل المرور عبر الطرق الحالية "أقلّ وطأة"، خصوصًا أنّ 5 مركبات تعمل في مجمّع البيرة تعرضت للتكسير لدى مرورها عبر حاجز بيت ايل.

مدخل البيرة الشمالي طريق بيت ايل
سائق آخر حذّر عابري طريق الحاجز من تواجد المستوطنين عند "إشارات بيت ايل"

ويستغرب حسن زهور من تسويق الاحتلال لفتح الحاجز وأنّ ذلك يأتي "ضمن التسهيلات"، مع أنه يترافق مع إجراءات تفتيش معقّدة، بالإضافة لإفساح المجال للمستوطنين لتنفيذ عمليات انتقام من الفلسطينيين.

مركز القدس للمساعدة القانونية: مناورة تكرّس الفصل العنصري

بدوره أفاد مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان أنّه يتابع ملف حاجز بيت ايل منذ شهر آذار/ مارس الماضي، من خلال التوجّه للمطالبة بفتح الحاجز، وقد عملت المحامية فاطمة ناصر الدين/ طُبجي، على توجيه مراسلات وتقديم التماس للمحكمة العليا الإسرائيلية، ومثّل المركز مجالس وبلديات بيتين وسلواد والبيرة ودير جرير والطيبة وبرقة ودير دبوان وعين يبرود ورمّون، التي تحتاج للمرور بشكل يومي عبر الحاجز.

وأضاف المركز، أن المحكمة العليا الاسرائيلية أمهلت "الإدارة المدنية" والجيش حتى 13 حزيران/ يونيو للرد على الالتماس حول إغلاق حاجز المحكمة (والمعروف بحاجز ال دي سي او)، ومن ثم أعلنت "الإدارة المدنية" عمّا أسمتها "تسهيلات" على الحاجز، وذلك من خلال فتحه في ساعات محددة، وهو ما اعتبره مركز القدس تحايلًا وذلك بمنع استخدامه خلال ساعات الذروة، إذا أن غالبية مستخدمي الطريق من الفلسطينيين يستخدمونه للوصول إلى أعمالهم قبل الثامنة صباحًا، ويعودون منه بعد انتهاء أعمالهم أي بعد الثالثة عصرًا، ما يعني أنّه لا يمكنهم استخدام الطريق بحسب المعلن إسرائيليًا. ومن ناحية أخرى، سمحت سلطات الاحتلال للمستوطنين بالعربدة على الشارع في اليوم الأول لفتح الحاجز، لتدّعي لاحقًا أن منع مرور الفلسطينيين في الشارع المذكور إنما هو إجراء هدفه حمايتهم.

مركز القدس: الإدارة المدنية بإعلانها عن "تسهيلات" لـ "فتح الحاجز" تلتفُّ على توجهات المحكمة العليا الإسرائيلية، وتحول دون أخذ قرار ملزم، وهذه "مناورة" يتناوب فيها المستوطنون وجنود الاحتلال على القيام بالأدوار

وأضاف المركز، أنه بالفعل في اليوم التالي، أي صباح اليوم الثلاثاء انتشر جنود الاحتلال في المكان وأعاقوا حركة السيارات المارة ما تسبب بأزمة خانقة.

واعتبر مركز القدس أن قرار سلطات الاحتلال باستمرار إغلاق الشارع من جهة بلدة بيتين، واستمرار إغلاق طريق سلواد/ عين يبرود، لا يسمح بحل مشكلة معظم الملتمسين من قرى شرق رام الله، إذ سيبقون مجبرين على سلوك طريق يبرود عين سينيا الضيق وشديد الانحدار، ما يُشكّل خطورة كبيرة، خاصة مع وجود شاحنات نقل كبيرة، ومع أزمة منطقة مخيم الجلزون.

ورأى المركز أن هذه المناورة تهدف لتكريس الفصل العنصري باعتباره إجراء لتحقيق الأمن. وطالب بمحاسبة المستوطنين على عربدتهم بدل معاقبة الفلسطينيين على سلوك المستوطنين. وأشار إلى أنها "مناورة" يتناوب فيها المستوطنون وجنود الاحتلال على القيام بالأدوار.