26-أكتوبر-2022
تشييع وديع الحوح

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

استعرضت أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية عملية اغتيال وديع الحوح كإنجاز هام لجهاز "الشاباك" وجيش الاحتلال في مواجهة "عرين الأسود"، باستثناء معلق صحيفة "هآرتس" الذي رأى أن التعاطي مع الاغتيال وعمليات الاحتلال تجاه العرين يحمل بعض المبالغة.

وحدة النخبة في جهاز الاستخبارات العسكرية 8200 كان لها اليد الطولى في جمع المعلومات الاستخبارية، مستخدمة منظومات اختراق الهواتف الذكية خاصة بها تشبه التي تنتجها منظومة "بيجاسوس" وتبيعها لدول في الخارج

المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرائيل، قال إن الاهتمام الإسرائيلي بمجموعة "عرين الأسود" له سببٌ أساسي، "فهذه المجموعة الحديثة، ذات البناء الهرمي التنظيمي غير المتبلور، لا تميل إلى أي تنظيم، لكنها تتلقى الأموال من الجميع، وقد نجحت في إلهاب مشاعر الجيل الفلسطيني الجديد في الضفة الغربية، واكتسبت تأييدًا كبيرًا، ما يوضح أن المجموعة ظاهرة تتعاظم قوتها ولن تتآكل بسهولة".

الشهيد وديع الحوح (يمين) وإلى جواره المعتقل مصعب اشتية من عرين الأسود في نابلس
الشهيد وديع الحوح (يمين) وإلى جواره المعتقل مصعب اشتية من عرين الأسود في نابلس

ويخلص هرائيل إلى أن الادعاء الإسرائيلي بأنه يتم تحطيم مجموعة "عرين الأسود" باغتيال قادته، خاصة بعد اغتيال تامر الكيلاني ووديع الحوح، ما هو إلا ادّعاء غير موثق، دون أن يستبعد وجود صلة بين الانتخابات الإسرائيلية والعمليات في نابلس، وتضخيم حجمها إعلاميًا.

من جانبه، افي سخاروف المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أشار في افتتاحية الصحيفة إلى أن وديع الحوح كان يعلم أن مصيره هو الموت، وقد شارك منشورًا على حسابه في فيسبوك بتاريخ 13 تشرين أول/أكتوبر قال فيه: "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نستشهد"، مضيفًا أنه منذ اللحظة التي بدأت فيها مجموعة "عرين الأسود" مراكمة الدعم الشعبي أصبح واضحًا أن الاستهداف الإسرائيلي سيبدأ.

وفي تقرير آخر لـ"يديعوت"، أوضحت أن وحدة النخبة في جهاز الاستخبارات العسكرية 8200 كان لها اليد الطولى في جمع المعلومات الاستخبارية، مستخدمة منظومات اختراق الهواتف الذكية خاصة بها تشبه التي تنتجها منظومة "بيجاسوس" وتبيعها لدول في الخارج.

القوة الخاصة التي نفذت عملية اغتيال وديع الحوح كان لديها تعليماتٌ واضحةٌ باغتياله وليس اعتقاله، وعلى هذا الأساس أطلقت القوة في الميدان نيرانًا كثيفة نحوه

وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن القوة الخاصة التي نفذت عملية اغتيال وديع الحوح كان لديها تعليماتٌ واضحةٌ باغتياله وليس اعتقاله، وعلى هذا الأساس أطلقت القوة في الميدان نيرانًا كثيفة نحوه.

وقال المراسل العسكري للإذاعة روعي شارون، إن العملية تمت بمشاركة وحدة النخبة "سييرت متكال"، وكان قرار الاغتيال "استثنائيًا"، ففي معظم الحالات المشابهة تحاول القوات اعتقال الشخص المستهدف وليس قتله، دون أن يوضح سبب هذا القرار الاستثنائي هذه المرة.

في حين انتقد المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" تال ليف رام "المبالغة في القدرات العسكرية لعرين الأسود" على حد تعبيره، مبينًا أن العملية التي ينفذها "الشاباك" والجيش "انتقائية وجزئية" وبالإمكان توسيعها، وهي من الناحية التكتيكية "ناجحة جدًا".

وأشار إلى أن قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية يتحدثون بلسانين، فمن جهة يصفون المقاتلين الذين يتم تصفيتهم بأوصاف كبير ويعتبرونهم قادة التنظيم، وكأن الحديث يدور عن "تنظيم إرهابي دولي"، بينما داخليًا يصفون "عرين الأسود" بأنهم مجموعة هواة وقدراتها العسكرية منخفضة.