30-مارس-2021

صورة أرشيفية - gettyimages

فجأة، تعالت الأصوات "الفتحاوية" التي تردد أن الانتخابات لن تجري بدون القدس، "ترشحًا وانتخابًا وتصويتًا"، في ظل معلومات أن سلطات الاحتلال رفضت إجراءها داخل المدينة، ما أثار مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لإلغاء الانتخابات، خاصة مع فشل حركة فتح في التوصل لقائمة نهائية تمثلها في الانتخابات التشريعية.

فتح وحزب الشعب وجبهة النضال كلها أكدت أنه لا يمكن إجراء الانتخابات بدون القدس

حزب الشعب وجبهة النضال وحركة فتح، كلها لم تُسجل قوائمها لدى لجنة الانتخابات المركزية حتى نهاية دوامها (اللجنة) ليوم الثلاثاء، وهذه الفصائل الثلاثة هي التي علت أصوات قادتها بالتأكيد أنه "لا انتخابات بدون القدس". في المقابل تجمع الفصائل والكتل التي ستشارك في الانتخابات على أهمية إجراء الانتخابات في القدس، دون انتظار موافقة إسرائيلية على ذلك، وإنما إيجاد بدائل، أو توحيد الصراع في وجه الاحتلال لإجرائها في القدس.

اقرأ/ي أيضًا: استقالات من "فتح" ومخاض القائمة الانتخابية ما يزال متعسّرًا

يقول القيادي في حركة حماس جمال الطويل، إن المكونات الفلسطينية المختلفة في حواراتها المتعددة وبشكل خاص في شهري شباط وآذار الأخيرين "أكدت على حق أهلنا في القدس في المشاركة في هذه الانتخابات ترشيحًا وتصويتًا".

وأضاف الطويل لــ الترا فلسطين: "يجب أن لا ننتظر إذنًا من الاحتلال، لأنه لم يغب عن أذهان الفصائل وهي تتحاور في القاهرة إجراءات الاحتلال التي لا تتوقف، والرد على هذه الإجراءات لا يكون بعدم إجراء الانتخابات، وإنما بالبحث عن بدائل وهي كثير ومتوفرة".

حماس: نستطيع وضع صناديق الاقتراع في الأقصى وكنيسة القيامة وممثليات الاتحاد الأوروبي وتركيا

هذه البدائل، وفق الطويل، "أننا نستطيع على سبيل المثال وضع صناديق الاقتراع في المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة وفي ممثليات الاتحاد الأوروبي وتركيا وأي دولة لها ممثلية في القدس".

اقرأ/ي أيضًا: 25 قائمة على طاولة لجنة الانتخابات

وأوضح، أنه إذا شعر الاحتلال وضمن هذه المعادلة أنك تقول له إما أن نجريها في القدس وإما لن نجريها، تكون هذه فرصة للاحتلال لرفض إجراء الانتخابات، لأن الاحتلال لا يريد انتخابات لا في القدس ولا في خارجها.

وأكد الطويل، أن "الرد على الاحتلال لا يكون بالحرد، كما أن تقول له إذا لم تتوقف عن الاعتقالات لن نجري انتخابات، أو إذا لم تكف عن اقتحامات الاقصى لن نذهب للأقصى، وإذا لم توقف هدم بيوت الناس من الشيخ جراح وحي البستان في القدس فإننا سنرحل"، مشددًا أن الرد يجب أن يكون بالإصرار على إجراء الانتخابات.

الجبهة الديمقراطية: من غير المقبول تعطيل إجراء الانتخابات (..) ويجب وضع خطط بديلة لإجراء الانتخابات

أما مفوض قائمة الجبهة الديمقراطية رسمي عبد الغني، فأوضح أن أن "معركة القدس يجب أن تقام حتى نهايتها، ويجب أن لا تكون معطلة لإجراء الانتخابات".

اقرأ/ي أيضًا: 48% يشككون بنزاهة الانتخابات.. وأغلبية يستبعدون قبول فتح وحماس بالنتائج

وأضاف عبد الغني لـ الترا فلسطين، أن القوى والسلطة ولجنة الانتخابات يبحثون في وضع خطط بديلة لمنع الاحتلال من إجراء الانتخابات في القدس، "وبالتالي علينا أن نواصل النضال والجهود من أجل إرغام الاحتلال على إجرائها في القدس، عملاً بالاتفاق السابق مع السلطة كما وقع في انتخابات 2006 ونواصل هذا الضغط".

وأكد أن "من غير المقبول تعطيل إجراء الانتخابات بعد حرمان شعبنا على مدى السنوات الطويلة الماضية من حقه في ممارسة هذا الحق الوطني الديمقراطي في انتخاب ممثليه"، مطالبًا بوضع خطط بديلة لإجراء الانتخابات.

الجبهة الشعبية تدعو لاجتماع قيادي عاجل لاتخاذ قرار وطني حول مسألة الانتخاب في القدس

من جانبه، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، قال إن موقفهم من الانتخابات بشكل عام أنها "مجالٌ للاشتباك مع الاحتلال في كل بقعة من بقاع فلسطين"، مبينًا أن الجبهة طالبت منذ البداية أن تكون معركة مباشرة لفرض الانتخابات في القدس، حتى لا نسلم الاحتلال فرصة التقرير في مصير القدس.

اقرأ/ي أيضًا: الترا فلسطين يحصل على قائمة الجبهة الشعبية الانتخابية

ودعا الغول في حديثه لـ الترا فلسطين إلى اجتماع قيادي عاجل "يقرر كيف سنخوص المعركة لإجراء الانتخابات مع القدس، وأن يُتَّخذَ قرارٌ وطنيٌ تجاه هذه المسألة، بدون أي تشتيت للمواقف، لأننا نخوض معركة جدية مع الاحتلال".

بينما النائب السابق حسن خريشة، المرشح للانتخابات عن كتلة "وطن للمستقلين"، وصف شعار "لا انتخابات بدون القدس" بأنه "كلمة حق يراد بها باطل"، مضيفًا أن "من يعجز عن تشكيل قائمة ويعيش صراعات داخلية الآن لبس قضية القدس" وفق قوله في حديث لـ الترا فلسطين.

خريشة: "من يعجز عن تشكيل قائمة ويعيش صراعات داخلية الآن لبس قضية القدس

وأضاف خريشة لـ الترا فلسطين، أن القدس جرت فيها انتخابات ثلاث مرات حسب البروتوكلات الموقعة بين منظمة التحرير و"إسرائيل" في أعوام 1996، 2005، 2006.  لذا، وفق خريشة، "يبدو أن هناك من يعيش أزمة تنظيمة ومن لم يستطع تشكيل قائمة فلجأ لهذه الطريقة".

ورأى خريشة، أن الأصل خوض معركة لإجراءات الانتخابات في القدس، "لأنه من غير المعقول أننا كسلطة فلسطينية ونتحدث عن دولة ولها سيادة أن نطلب موافقة من إسرائيل على إجرائها في القدس، لأن لديهم القدرة على إجرائها في القدس بعيدًا عن الاحتلال".


اقرأ/ي أيضًا: 

شباب "حزب الكنبة": فرصة لإعادة الموضعة والتأثير

عزمي بشارة: وحدة الشعب الفلسطيني أهم من الانتخابات على سلطة تحت الاحتلال