خلال الأسبوع الأخير، نُشِرت صورٌ لقتل ضبعين في الضفة الغربية، ما دفع مناصري البيئية والطبيعة إلى تكثيف حملاتهم التوعوية التي تدعو لعدم قتل الضباع في فلسطين، نظرًا لأهمية وجودها.
في بلادنا نوع واحد من الضباع وهو الضبع المخطط، وهو يتعرض للقتل مؤخرًا
في بلادنا نوع واحد من الضباع وهو الضبع المخطط، وهو يوجد أيضًا في الشرق الأوسط وإيران وتركيا والهند.
اقرأ/ي أيضًا: فيديو | غواصان يطاردان الطبيعة والأسماك في أعماق بحر غزة
أطلق أجدادنا قديمًا تسمية "الضبع" على بعض الأماكن كالوديان والكهوف، وهذا دليلٌ واضح على وجوده السابق في المنطقة.
وتؤكد سلطة جودة البيئة، أن الضبع يتعرض للقتل "العبثي والمتعمد"، ما أدى لاختفائه وتناقص أعداده من الطبيعة في فلسطين، وانقراضه في مناطق أخرى.
هل يستحق الضبع القتل؟
تقول سلطة جودة البيئة، إن وجود الضبع في البرية ضروري لتوازن النظام البيئي، فهو يقتات على الجيف وينظف البيئة منها، وبالتالي يمنع انتشار الأمراض.
كما أن الضبع يتغذى على الخنازير البرية ويحد من انتشارها، حيث أن انتشارها بأعداد كبيرة يؤدي لتدمير المزروعات، لذلك يعد الضبع صديقًا للمزارع.
الضبع يقتات على الجيف والخنازير البرية، فيحمي المزروعات ويمنع انتشار الأمراض
وتؤكد أن الضبع المخطط حيوانٌ "خجول مسالم" بالرغم من كل الأساطير التي نسجت حوله أنه يضبع ويقتل، فلم تسجل أية حادثة من هذا النوع في التاريخ، على عكس الضبع المرقط المتواجد في إفريقيا.
من جانبه، يؤكد مدير مركز التعليم البيئي سيمون عوض، أن الضبع المخطط هو حيوان غير مفترس وإنما "جبان" وينسحب أمام أي مواجهة مع الحيوانات الأخرى، ومن الممكن أن يفترس فقط حيوانات صغيرة وضعيفة ومريضة.
كناس الطبيعة
وفي حواره مع الترا فلسطين، يقول عوض إن الضبع المخطط يتغذى على الجيف، لذلك يسمى "كناس الطبيعة"، وبالتالي دوره مهم في التوازن البيئي وتنظيف الطبيعة من الجيوانات الميتة.
لكن عوض حذر من الاقتراب من الضبع إذا كان مع صغاره، موضحًا أن كل الحيونات تمتلك صفة واحدة مشتركة إذا كانت معها صغارها، فإنها تهاجم للدفاع عنها.
الضبع المخطط جبان، لكن إذا كان صغاره معه يصير شرسًا
لذا ينصح عوض بعدم الإقتراب من الحيوان إذا كان معها صغارها، لأنها تكون شرسة.
الجدار قلل أعداد الضباع
وأشار عوض إلى أن بناء سلطات الاحتلال لجدار الفصل العنصري وانتشار الأسلاك الشائكة، أوجد مشكلة في الثدييات الكبيرة في فلسطين، فهي حيوانات لا تفكر وتمشي مع العوائق، وعندما تصل إلى منطقة سكنية تقتلها الناس.
كما أن الجدار الفاصل والأسلاك الشائكة قطعت التواصل الأرضي على الحيوانات وحرمتها من التجول، ما يؤدي إلى قلة فرصة التزاوج وحدوث ما يسمى بالانعزال جيني، وبالتالي تناقص أعدادها.
وأكد عوض، أنه لا توجد دراسة حديثة حول أعداد الضباع في فلسطين، ولكن في آخر دراسة قبل عشرين عامًا كان وضعها طبيعيًا في المنطقة، أما مع الوضع الحالي والممارسات الحالية فالأعداد تتناقص.
ودعا الخبير إلى الاتصال بسلطة جودة البيئة عند مشاهدة الضبع، وهي المخولة للتعامل مع الضبع ونقله لمنطقة أخرى.
لأول مرة.. تحنيط جنين ضبع
قبل أسبوع، تعرضت أنثى ضبع حامل لحادث دهس في منطقة الظاهرية جنوب الخليل.
تقول سلطة جودة البيئة في محافظة الخليل إنها أبلغت متأخرة بالحادث، ولم يتمكن الطاقم من إنقاذ أنثى الضبع وجنينها.
ووفق المهندس بهجت جبارين من سلطة جودة البيئة، فإن الإنثى كانت بعمر 15 سنة، وتم أخذها إلى متحف التاريخ الطبيعي بجامعة بيت لحم وتم تحنيطها، كما تم تحنيط جنينها، وهو إجراءٌ يتم لأول مرة في مناطق السلطة الفلسطينية.
اقرأ/ي أيضًا: