06-ديسمبر-2020

صورة أرشيفية - gettyimages

الترا فلسطين | متابعة فريق التحرير

وفق اتّفاق وقّعه زعيما حزب "الليكود" و"أزرق- أبيض" في نيسان/ ابريل الماضي، تحت ضغط جائحة كورونا، تقرر تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية يتناوب على رئاستها بنيامين نتنياهو ثم بيني غانتس، وتستمر ولايتها حتى 2024.

عدم مصادقة نتنياهو على إقرار الميزانيّة للعامين المقبلين، رأى فيها غانتس خطوة تشير لعزمه حلّ الحكومة

تقرر في حينه أن يتولى نتنياهو الحكم حتى تشرين ثاني/ نوفمبر 2021، ثم يليه غانتس في المنصب لمدة عام ونصف، ويجري تقاسم رئاسة الحكومة مجددًا في المدّة المتبقية.

اقرأ/ي أيضًا: "إسرائيل": اليمين يتقدّم استطلاعات الرأي

لكنّ عدم مصادقة نتنياهو على إقرار الميزانيّة الإسرائيلية العامّة للعامين المقبلين، رأى فيها غانتس خطوة تشير لعزمه حلّ الحكومة بمجرد أن تحل مناوبة غانتس في رئاستها.

الأمر الذي عزز مخاوف غانتس هو إصرار نتنياهو على إقرار ميزانية للعام المقبل بدلًا من عامين، حيث تبين أن نتنياهو يريد أن يضمن ميزانية منفصلة لعام 2021، الذي يكون خلاله على رأس الحكومة، وعندما تحين مناوبة غانتس يضطر لإقرار ميزانية جديدة، وعندها يعرقل حزب نتنياهو (الليكود) ذلك، ويتم الذهاب لانتخابات جديدة.

إصرار نتنياهو على إقرار ميزانية لعام واحد بدلًا من عامين سيضمن له ميزانية منفصلة للعام الذي يكون خلاله على رأس الحكومة

الموعد النهائي لإقرار الميزانية العامة وفقًا للقانون الإسرائيلي سواءً كانت لعام أو عامين هو 23 كانون أول/ ديسمبر. وفي حال لم يتم ذلك، فهذا يعني انتخابات جديدة في شهر آذار/ مارس المقبل.

وفي محاولة بمثابة "الفرصة الأخيرة"، كما وصفتها وسائل إعلام عبرية الأحد، يلتقي بيني غانتس مع وزير المالية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (الليكود) على أمل التوصّل لاتفاق بشأن تمرير الميزانية ليضمن بقاء الحكومة مع نتنياهو، وتناوبه على رئاستها.

قبل ذلك، كان غانتس قال "إمّا تمرير الميزانية فورًا"، وبالتالي "حكومة فاعلة" أو "الذهاب إلى الانتخابات".

والأربعاء الماضي، صوّت غانتس وحزبه (أزرق - أبيض) على مشروع قانون لحل الكنيست (بالقراءة الأولى)، علمًا أن المشروع سيُعرض مجددًا على لجنة الكنيست والدستور لمناقشته قبل إعادته للهيئة العامة للتصويت عليه بالقراءتين؛ الثانية والثالثة

تشريع حل الكنيست يحتاج اجتياز ثلاث عمليات تصويت داخل الكنيست ليصبح قانونًا

يُذكر أن تشريع حل الكنيست يحتاج اجتياز ثلاث عمليات تصويت داخل الكنيست ليصبح قانونًا، ما يتيح لنتنياهو وغانتس مزيدًا من الوقت لحل خلافاتهما بشأن الميزانية، على أن يجري ذلك قبل الموعد النهائي -وفقًا للقانون- لإقرار الميزانية العامة. وفي حال لم تقر الميزانية فإن الانتخابات القادمة ستكون في شهر أيار/ مايو من العام المقبل.

اقرأ/ي أيضًا: 4 أسباب تدفع نتنياهو وغانتس للحفاظ على الحكومة

ويشكك الكثير من خبراء الشؤون السياسية في "إسرائيل" بجدية خطوات نتنياهو لإنقاذ حكومة الوحدة. وحتى الآن يرفض غانتس إقرار ميزانية منفصلة لعام 2021، وفي حال تم ذلك، فسيحصل نتيناهو على ورقة جديدة لعرقلة "التناوب" لأن الفشل في إقرار ميزانية لعام 2022 يعني التوجه لانتخابات جديدة.

وكان نتنياهو وغانتس قد تنافسا في ثلاث جولات انتخابية منذ منتصف سنة 2019، كانت الأفضلية فيها لنتنياهو لكن ليس بشكل حاسم، ثم في النهاية ذهب غانتس لحكومة ائتلافية مع نتنياهو في شهر أيار/ مايو الماضي، لكن الخلافات ظلّت محتدمة بينهما.

والخيار المفضّل لنتيناهو هو إنهاء مدّة ولايته رئيسًا للحكومة ثم اللجوء لانتخابات قبل تولي غانتس مناوبته رئيسًا، وفي تلك الحالة ستكون أزمة كورنا قد انتهت وتراجعت حدّة الازمة الاقتصادية الناجمة عنها.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي العام أن غالبية الإسرائيليين سيؤيدون اليمين وحزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، فيما لو جرى حلّ الحكومة، والذهاب لانتخابات مبكرة.

الخيار المفضّل لنتيناهو هو إنهاء مدّة ولايته رئيسًا للحكومة ثم اللجوء لانتخابات قبل تولي غانتس مناوبته رئيسًا

وبحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه القناة 12 الإسرائيلية، نهاية الأسبوع الماضي، فإن اليمين الإسرائيلي سيعزز قوته بالحصول على 67 مقعدًا في الانتخابات المبكرة، أي بزيادة مقدارها مقعد واحد عن الانتخابات الأخيرة.

وجاء حزب "الليكود" في المقدمة بـ30 مقعدًا، يليه حزب "يمينا" المتطرّف بزعامة نفتالي بينيت بـ21 مقعدًا، ثم حزب "هناك مستقبل/ ييش عتيد" على 17 مقعدًا، فيما حافظت أحزاب الحريديم المتشددة (شاس/ يهودوت هتوراة) على 8 مقاعد لكل منها.

وبذلك، سيحصل المعسكر المناهض لنتنياهو على 53 مقعدًا، وعلى رأسه ائتلاف "حزب هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد، وحزب "تيليم" بزعامة موشى يعلون حيث سيحصلان على 17 مقعدًا، والقائمة العربية المشتركة ستحصل على 12 مقعدًا، ما يعني خسارة ثلاث مقاعد عن الانتخابات الأخيرة.

حمّل 40% من الجمهور الإسرائيلي نتنياهو مسؤوليّة حل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة

وحلّ في نهاية القائمة "حزب يسرائيل بيتنو" بزعامة أفغيدور ليبرمان بـ7 مقاعد، ويزاحمه في ذيل القائمة كذلك حزب "ميرتس" بذات العدد من المقاعد.

وجاء في الاستطلاع أن 33% من الإسرائيليين يرون أن نتنياهو هو الأنسب لرئاسة الوزراء، في مقابل 18% صوّتوا لنفتالي بينيت، و13% ليائير لابيد، بينما لم يحصل بيني غانتس على تأييد يزيد عن 7%.

كذلك، حمّل 40% من الجمهور الإسرائيلي نتنياهو مسؤوليّة حل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة، مقابل 20% رأوا أن غانتس هو السبب.


اقرأ/ي أيضًا: 

"المتميزون للإعلام": من أسرار صعود المستوطنين

"إسرائيل" مصدر التهديد الأول للفلسطينيين... ماذا يقول العرب؟

دلالات: