خاص الترا فلسطين | فريق التحرير
أكد سياسيون فلسطينيون ، أن اتفاق أوسلو قد "انتهى فعليًا منذ زمن"، غير أن السلطة الفلسطينية تواصل التمسك به "لعدم وجود خيارات أخرى، ولمصلحة شخصية لدى قيادة السلطة في هذا الاتفاق" وفق رأيهم في أحاديث منفصلة لـ الترا فلسطين، بمناسبة 30 عامًا على توقيع اتفاق أوسلو، الذي قال الرئيس الراحل ياسر عرفات عنه إنه "كان الاتفاق الممكن وليس الأفضل".
مروان كنفاني: "رفض الإسرائيليون منذ بدء المفاوضات الإشارة أو الإيحاء أو القبول بأي صيغة تشير إلى مستقبل العملية السلمية، أو أهدافها، واعتبروا أن كل مرحلة من مراحل المفاوضات قائمة بذاتها"
وتؤكد السياسات الاستيطانية والأمنية لحكومات الاحتلال المتعاقبة انهيار اتفاق أوسلو، الذي تم التوقيع عليه ليكون لمدة خمس سنوات على أن تبدأ بعدها مفاوضاتٌ حول ملفات الحل النهائي وهي" القدس الشرقية، اللاجئين، الاستيطان، الحدود والمياه والسيادة"، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بعد مقتل إٍسحق رابين رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من المفاوضات، ليستمر الاتفاق الانتقالي 25 سنة بدلاً من خمس سنوات، مع إحداث تغيير شامل وعميق في الضفة الغربية لن يسمح بإقامة أي كيان فلسطني متصل ومتواصل.
السياسي الفلسطيني ناصر القدوة، أكد لـ الترا فلسطين أن اتفاق أوسلو "انتهى بشكل فعلي بعد اجتياح الضفة الغربية عام 2002 في عملية السور الواقي، "والمشكلة الرئيسية أن القيادة الفلسطينية قبلت أن تكمل رغم رفض إسرائيل العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل 28 أيلول/سبتمبر 2000".
ورأى ناصر القدوة أن الواجب الآن هو البحث عن صيغة بديلة، "وأن نتعلم من أخطائنا الكبيرة"، وهذا، وفقًا له، "يحتاج إلى تغيير واسع وعميق لكل المجموعة الحاكمة وضرورة إجراء انتخابات وحوار وطني حقيقي".
ناصر القدوة: المشكلة الرئيسية أن القيادة الفلسطينية قبلت أن تكمل رغم رفض إسرائيل العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل 28 أيلول
حنان عشراوي، التي مثلت منظمة التحرير في محادثات مدريد 1991، قالت لـ الترا فلسطين: "لم يتبق أي شيء بالنسبة للاتفاقيات وتحمل إسرائيل مسؤولياتها وحتى احترام الإتفاقيات والقانون الدولي"، مبينة أن مسار أوسلو الذي شمل عدة اتفاقيات بدأت من إعلان المبادئ 1993، خلفت أمرًا واقعًا مريرًا للفلسطينيين، وكرست الاحتلال، وأعطت "إسرائيل" مساحة وزمنًا للتوسع وضم الأراضي الفلسطينية للاستيطان في الضفة، وضم القدس، وتعميق الاحتلال وتحويله إلى واقع تعتقد "إسرائيل" أنه سيكون دائم.
ورأت حنان عشراوي، أن اتفاقية أوسلو "كرست ضعف الجانب الفلسطيني وحوّلته إلى تجمعات سكانية مقطعة الأوصال، وخلقت نظامًا فلسطينيًا معتمدًا على إسرائيل في كل شيء، من حرية الحركة والتنقل إلى الاقتصاد، مضيفة: "كل النواقص ونقاط الضعف في الاتفاقية كرّستها إسرائيل لتقوية الاحتلال وإضعاف السلطة الفلسطينية".
وقالت: "من المفارقات أن إسرائيل أخلت بكل التزاماتها وبكل بنود الاتفاقية التي تتعلق بالاستحقاقات الفلسطينية وتمسكت بالدور الأمني للجانب الفلسطيني. وحتى العالم الغربي ينظر اليوم إلى دور النظام الفلسطيني هو الحفاظ على أمن إسرائيل، وأمن المستوطنين وجيش الاحتلال، وكلاهما (المستوطنون والجيش) يمارس دورًا إرهابي وإحلاليًا في الضفة الغربية ويقوم بجرائم".
حنان عشراوي: إسرائيل أخلت بكل التزاماتها وبكل بنود الاتفاقية التي تتعلق بالاستحقاقات الفلسطينية وتمسكت بالدور الأمني للجانب الفلسطيني
وأضافت، حنان عشراوي أن "إسرائيل والعالم الغربي يحملون الفلسطينيين مسؤولية حياة وأمن من يرتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية (المستوطنون والجيش)، ويُسائلون الأمن الفلسطيني عن سلامتهم، بينما الشعب الفلسطيني ممنوع من أي نوع من المقاومة وحماية نفسه".
وقال أمين عام "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي لـ الترا فلسطين: "لم يبق من أوسلو سوى الالتزامات المفروضة على الجانب الفلسطيني، وللأسف الشديد نتنياهو كما وعد في كتابه: (كتاب تحت الشمس) عام 1994 بأن يسقط إتفاق أوسلو وينهيه وهذا ما فعله".
وأكد مصطفى البرغوثي، الذي شارك في مفاوضات "مدريد 1991"، أن قيادة السلطة الفلسطينية تعلم بأن اتفاق أوسلو فشل لكنها تُصر عليه، "وهذا لأن هناك من لديه رؤية بأن هذا هو السبيل الوحيد، وهناك فئات من القيادة يخشون على مصالحهم من الانخراط في النضال الوطني".
وتابع البرغوثي: "نهج أوسلو قائم على ثلاثة أوهام، الأول: إمكانية الحل الوسط مع الحركة الصهيونية وفي الواقع هي لا تقبل بأي حل ما لم يغير ميزان القوى. والثاني: التدخل الأمريكي لفرض حل. والوهم الثالث: التفاوض بديلاً للكفاح الوطني، بينما كل حركات الكفاح والتحرر الوطني تقاوم وتفاوض".
مصطفى البرغوثي: قيادة السلطة الفلسطينية تعلم بأن اتفاق أوسلو فشل لكنها تُصر عليه. نبيل عمرو: العالم كله لو غيّر رؤيته عن أوسلو، فإن الموقف الرسمي الفلسطيني يعتبر أن هناك إمكانية لإنقاذ ما تبقى
من جانبه، نبيل عمرو، مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، قال لـ الترا فلسطين، إن اتفاقية أوسلو "انتهت من قبل الجانب الإسرائيلي ولكن الجانب الفلسطيني الرسمي ما زال يتعاطى مع بقايا الاتفاقية كمشروع قابل للإنقاذ، والرهان الفلسطيني عال جدًا على أن يقوم الأمريكيون والأوروبيون وبمنع انهيار الاتفاقية بصورة مطلقة ونهائية".
وأوضح نبيل عمرو، أن "الموقف الرسمي الفلسطيني يعتبر أن لا بدائل عن الاتفاقية، وأن التراجع عن أوسلو يعني تقديم بديل أقوى فيه صياغة لمشروع سلام تكون اليد الفلسطينية فيه قوية، وحقيقة الوضع الفلسطيني ليس بهذه الصورة والشكل"، مؤكدًا أن "العالم كله لو غيّر رؤيته عن أوسلو، فإن الموقف الرسمي الفلسطيني يعتبر أن هناك إمكانية لإنقاذ ما تبقى وسط غياب البدائل".
ورأى، أن الأزمات السياسية والاقتصادية والاستيطانية الناتجة عن أزمات أوسلو لن يكون لها حلٌ في المرحلة الحالية، مضيفًا أن صعود الليكود الإسرائيلي في المشهد السياسي واغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، نتج عنه تصميمٌ إسرائيلي بإنهاء فكرة الحل التفاوضي مع الفلسطينيين.