04-أبريل-2018

وصل التنسيق بين دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مستويات متقدمة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأزمة السورية، والعلاقة مع إيران، ويتمثل ذلك بالتوافق على "صفقة ترامب" حول فلسطين، وبقاء بشار الأسد في السلطة، ومواصلة التصدي لإيران، وفق تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أعده خبيرها لشؤون الشرق الأوسط تسفي برئيل.

"ترامب والسعودية ينسقون المواقف: يتنازلون عن سوريا للأسد ويتجاهلون غزة" هو عنوان مقال برئيل، الذي قال فيه إن ترامب وابن سلمان بقيت بيدهما ورقة لعب أخيرة، وهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يضع الطرفان نصب أعينهم "صفقة القرن" بوصفها كنزًا سريًا لا يعرف أحد مضمونه باستناء بعض التفاصيل، وهما ينسقان جيدًا في مسألة التظاهرات بغزة، وضحايا هذه التظاهرات، ومكانة حركة حماس.

هآرتس: تنسيق سعودي أمريكي يقوم على تهميش قضية فلسطين وتسليمها لمصر، وتوافق بينهما على "صفقة القرن"

وأشار برئيل إلى تصدي واشنطن لمبادرة كويتية طالبت بإدانة إسرائيل في مجلس الأمن، على خلفية قتل 15 متظاهرًا في أول أيام مسيرات العودة، مبينًا أن السعودية ساهمت بدورها في التخفيف من حدة ردة الفعل على ما حدث، عندما رفضت الاستجابة لطلب الرئيس محمود عباس عقد قمة عربية عاجلة.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية لـ السلطة: هذه صفقة ترامب ولا مجال لنقاشها

وأضاف، "طريقة تعاطي ابن سلمان وترامب مع ما يجري في غزة، واستسلامهما للواقع في الملف السوري، تخدم استراتجية أمريكية سعودية واضحة؛ تقوم على أساس التعامل مع الصراعات التي قد تقود إلى حروب دولية، والقضايا التي تُثير اهتمام الدولتين، مثل التصدي لإيران، حيث سيواصل ترامب وابن سلمان التنسيق ضدها لأنها تهدد إسرائيل والسعودية".

ونوّه برئيل إلى أن الأزمة السورية لا تهدد إسرائيل، ولا تشكل خطرًا عليها، لذلك فإنها وفق استراتيجية ترامب وابن سلمان لا تحتاج لمساعدة قوى عظمى. ينطبق ذلك على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ لا يرى فيه الطرفان تهديدًا للعالم، ولا تهديدًا لاستقرار الإقليم، "لذلك يجب عدم تبذير الجهود الدولية العربية. فبإمكان مصر التعاطي معه من الجانب العربي، وهي تُريد ذلك، وهذا ما يحدث الآن، ولن يتجاوز الأمر هذا المستوى".

ورأى برئيل أن الاستراتيجية السعودية – الأمريكية الآن ستجعل فصائل المعارضة في سوريا تعيد تقييم مسارها، وتفهم بأنها لم تعد تستطيع تجنيد العداء بين الدول والعظمى تجاه سوريا لتحقيق امتيازات سياسية. وقال: "روسيا ستكون اللاعب الوحيد في الساحة. ربما هنا تكمن في كل ذلك بشرى للمواطنين السوريين الذين يستمر قتلهم بالعشرات يوميا" وفق تعبيره.


اقرأ/ي أيضًا:

"إيلاف" يحتفى.. السعودية لم تكن عدونا يومًا

فيديو | قواعد السلام الإسرائيلي مع السعودية

آيزنكوت: نتعاون مع السعودية وخطابنا يتشابه