09-أكتوبر-2022
مسلحون في نابلس - Nasser Ishtayeh/Getty

مسلحون في نابلس - Nasser Ishtayeh/Getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرًا مطوّلًا حمل عنوان: "عرين الأسود"، أعده معلِّقُها للشؤون العسكرية "تال ليف رام"، خلص فيه إلى أن جيش الاحتلال ومخابراته عاجزون عن فهم هذه المجموعة من المسلّحين في منطقة نابلس، وصياغة خطوات فعّالة لمواجهتها.

جيش الاحتلال ومخابراته عاجزون عن فهم هذه المجموعة من المسلّحين في منطقة نابلس، وصياغة خطوات فعّالة لمواجهتها

وكتبت الصحيفة: "على بعد كيلومترات قليلة من حوارة (جنوب نابلس) وتقاطع المنازل في القرية، حيث وقع هجوم إطلاق النار الأخير، وقع هجومان إضافيان هذا الأسبوع ضد قوات الجيش. وخلف هذه الهجمات الثلاثة، تتوحّد الحالة التنظيمية الجديدة في نابلس المعروفة باسم "عرين الأسود".

تقرير مطوّل نشرته صحيفة "معاريف" حمل عنوان: "عرين الأسود"
تقرير مطوّل نشرته صحيفة "معاريف" العبرية حمل عنوان: "عرين الأسود"

وأضافت أن هذه المنظومة صعبة للغاية بالنسبة للمنظومة العسكرية والاستخبارية، لأنها على عكس المنظمات القائمة والمعترف بها، فهي تُشكل مفهومًا جديدًا وغريبًا من ناحية اتّساع نطاقها.

ليست كالخلايا التنظيمية

وجاء في مقال معلّق الشؤون العسكرية بصحيفة "معاريف" العبرية أنّه ومنذ سنوات طويلة، تعاملت "إسرائيل" بنجاح مع خلايا تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وقد تم إحباط مئات الهجمات، وهو ما أسهم في الحيلولة دون تمكّن تلك المجموعات من إعادة استئناف نشاطها وترميم بنيتها، ومن هنا قدّرت المنظومة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية أنه لا حاجة لتنفيذ عملية على غرار عملية ثانية على غرار "السور الواقي" التي نفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية عام 2002.

وعن السمات الجديدة لـ "عرين الأسود" التي تختلف بنيويًا عن حماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل رأى المعلق العسكري للصحيفة أنّ هجوم إطلاق النار هذا الأسبوع قرب مستوطنة ألون موريه شرق نابلس والذي أصيب فيه سائق سيارة أجرة إسرائيلي بجروح طفيفة، يعبّر بوضوح عن نمط العمليات والتوجّهات الجديدة في المنطقة، والتي يصعب على  المنظومة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية التعامل معها.

هجمات غير متوقعة

وأشار كاتب المقال إلى أن الشاب سلمان عمران، وهو ناشط معروف في حماس وكان معتقلًا في السجون الإسرائيلية، بإطلاق رشقة من سلاح آليّ عن سطح مبنى في بيت فوريك، على حافلة مستوطنين وسيارة أجرة. وفي غضون بضع دقائق، تمّ تحميل شريط فيديو يوثّق الهجوم على الشبكات الاجتماعية، وفورًا أعلنت "عرين الأسود" المسؤولية عن العمليّة.

وطبقًا للصحيفة فإن هؤلاء الشباب الذين لا يعملون تحت راية معيّنة، يسعون إلى قيادة خط وطني متشدد جديد ضد "إسرائيل"، وحتى هذه اللحظة في المنظومة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، لم ينجحوا في التعرّف على البنية التحتية وعلى والتسلسل الهرمي لقيادة هذه المنظمة، التي يزيد استخدام الشبكات الاجتماعية من شعبيتها في الشارع، كما يزيد نطاق الشباب المتحمّس للمشاركة في الاتجاه والأفكار الوطنية المعدية التي تطرحها المجموعة المسلحة.

أخطر من جنين، لقرب نابلس من المستوطنات 

ويرى ليف رام أنّ "عرين الأسود" تشكّل خطرًا أكبر من المجموعات المشابهة في جنين، وذلك لقرب نابلس من المستوطنات مقارنة بمنطقة جنين التي كانت بؤرة التصعيد الأخير، حيث وقعت معظم حوادث إطلاق النار والهجمات، بالإضافة إلى طرق المرور المشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا يؤدي إلى زيادة سريعة في تنفيذ الهجمات التي تستهدف إطلاق النار على المدنيين، وبالتالي فإن نابلس التي كانت خامدة نسبيًا لسنوات، تعد أكثر خطورة بكثير بالنسبة لاستقرار المنطقة والمستوطنين، ومن وجهة نظر أمنية إسرائيلية فإنها تشكل تحديًا أكبر من جنين.

عملية إطلاق النار قرب بيت فوريك شرق نابلس، الأسبوع الماضي
عملية إطلاق النار قرب بيت فوريك شرق نابلس، الأسبوع الماضي - Nedal Eshtayah/Getty

وكشفت الصحيفة عن مخاوف سائدة لدى جيش الاحتلال ومخابراته من استنساخ هذه الظاهرة في أماكن أخرى في الضفة الغربية: "الجيش الإسرائيلي والشاباك قلقون من أن هذه الظاهرة سوف تمتد من نابلس إلى مناطق أخرى من الضفة الغربية، ويمكن بالفعل رصد بوادر أولية على الأرض في أماكن أخرى. حماس والجهاد الإسلامي، كما ذكرنا، لا تقفاً وراء هذه المجموعات، ويبدو أنها ظهرت في الميدان بشكل عفوي".

ليس لديهم عنوان واضح

وبحسب الصحيفة، تنبع الصعوبة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي والشاباك في التعامل مع المجموعة الجديدة من حقيقة أنه ليس لديهم عنوان واضح؛ فهم بدون مؤسسات تنظيمية وليس بينهم مطلوبون كبار، كما أن قدرة الجيش والشاباك على جمع المعلومات الاستخبارية الأولية من أجل إحباط الهجوم المقبل أكثر تعقيدًا، وفي كثير من الأحيان يكون قرار تنفيذ الهجوم عفويًا. مدللة على ذلك بإطلاق النار على مظاهرة مستوطني شمال الضفة الغربية ورئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية يوسي داغان الأسبوع الماضي، والتي أصيب فيها جندي إسرائيلي. وقالت الصحيفة إن هذه الحادثة كان من الممكن أن تنتهي بنتائج أكثر فداحة.

ولفت المعلق العسكري للصحيفة إلى الاعتقاد السائد لدى جيش الاحتلال مخابراته بأن تنفيذ اجتياح واسع لن يحقق الأهداف الإسرائيلية، وقد يؤدي إلى تصعيد في مناطق أخرى في المخيمات، حيث يتم الحفاظ على الهدوء النسبي. ووفقًا لوجهة نظر الجيش، فإن الاشتباكات مع المسلحين، وزيادة عدد القتلى في صفوف الفلسطينيين، كما كان الحال في الأشهر الأخيرة، لن تؤدي إلى زيادة الردع، وبالتالي، فإن المهمات العسكرية في قلب المدن لا ينبغي تنفيذها إلا عندما تكون هناك حاجة عملياتية واضحة لاعتقال المطلوبين وإحباط عمليات على وشك الحدوث. 

وتختم الصحيفة بالقول إنّ النقطة المضيئة هي المصالح المشتركة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية لتهدئة النفوس، المصالح التي تتطلب من الطرفين مواصلة العمل معًا، وأن العمل السريع والفعّال للأجهزة الأمنية الفلسطينية في إعادة الإسرائيليات وأطفالهن بعد دخولهم نابلس، يثبت إلى حد كبير أن هذه المصالح ما تزال قائمة.