06-يوليو-2022
الحاج أمين الحسيني (gettyimages)

الحاج أمين الحسيني (gettyimages)

بثّ التلفزيون الاسرائيلي الرسمي "كان"، مساء الثلاثاء، الحلقة الأولى من الجزء الثاني من المسلسل الوثائقي "أعداء"، وتدور مجريات الحلقة حول شخصية الحاج أمين الحسيني أو كما يطلق عليه كثيرًا خلال الحلقة "المفتي".

بث التلفزيون الاسرائيلي الرسمي "كان"، الحلقة الأولى من الجزء الثاني من المسلسل الوثائقي "أعداء"، وتدور مجريات الحلقة حول شخصية الحاج أمين الحسيني

وحول ما جاء في الحلقة، يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، إن معدي الحلقة، عملوا على إيصال المُشاهد الذي لا يمتلك معرفةً تاريخيةً كافيةً إلى نتيجة واحدة، فحواها أن الحاج أمين الحسيني، كان شريكًا في بلورة الحل النهائي لمسألة اليهود، أي مخططات قادة ألمانيا النازية من أجل تنفيذ حملة إبادة جماعية منهجية ضد اليهود سعيًا لإجبارهم على مغادرة ألمانيا وأوروبا.

معدو الحلقة، عملوا على إيصال المشاهد الذي لا يمتلك معرفةً تاريخيةً كافيةً إلى نتيجة واحدة، فحواها أن الحاج أمين الحسيني، كان شريكًا في بلورة الحل النهائي لمسألة اليهود

والحلقة التي حظيت بحملةٍ ترويجيةٍ كبيرة، ادّعت أن الحسيني ساهم في صياغة الحل النهائي، رغم أن هذا الادعاء لم يثبته أي مؤرخ مُعتبر من الألمان أو اليهود الذين درسوا وثائق ألمانيا النازية وتحديدًا ملف الحل النهائي، بحسب أبو عرقوب.

ويشير أبو عرقوب إلى أن فكرة ربط المفتي بالنازية وإظهار الفلسطينيين بوصفهم شركاء في تنفيذ المحرقة النازية، جاء إثر تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق بنيامين نتنياهو خلال خطبة ألقاها أمام عددٍ من أعضاء الكونغرس الصهيوني العالمي في القدس عام 2015، مدعيًا أن هتلر لم يخطط لحرق اليهود، بل سعى فقط لطردهم من أوروبا، لكنّه عدل عن رأيه هذا بعد لقاء مع الحسيني.

وحول خطاب نتنياهو، يضيف أبو عرقوب قائلًا إن نتنياهو تعرض لسخرية كبيرة من سياسيين إسرائيليين ومؤرخين، بعد هذا الخطاب، وكان من بينهم الرئيس الإسرائيلي الحالي اسحق هيرتسوغ، الذي كان فيها حينها زعيمًا للمعارضة الإسرائيلية، والذي كتب على حسابه على موقع فيسبوك "حتى لو كان نتنياهو رئيس الحكومة ابنًا لمؤرخ عليه الالتزام بالحقيقة، فالمفتي التقى هتلر في عام 1941 بينما بلورت النازية الحل النهائي في الثلاثينيات من القرن الماضي". ويتابع أبو عرقوب حديثه حول ردود الفعل الإسرائيلية على خطاب نتنياهو، مشيرًا إلى أن الرد الأبرز جاء من قبل مؤسسة تخليد ذكرى المحرقة النازية "ياد فاشيم" الإسرائيلية التي نفت صحة ادّعاءات نتنياهو على لسان المؤرخة الرئيسية في المؤسسة دينا بورات التي أكدت أن مزاعم  نتنياهو غير صحيحة بكل المعايير، فهتلر لم يحتج إلى مساعدة وتشجيع من المفتي لتنفيذ الحل النهائي، مضيفةً أن السجلات التاريخية الخاصة بلقاء هتلر والمفتي في نهاية 1941 تنفي ذلك، كما أن المحرقة بدأت قبل ذلك بكثير.

ويزعم فريق إعداد الفيلم، وبالاستناد على ما يقولون أنه أرشيف المفتي، أن الحسيني كان قد بدأ علاقته في الحزب النازية، قبل فوزه بالانتخابات عبر القنصل الألماني في القدس، وطالب بفرض حصار على اليهود وأن هذه الفكرة تطورت وصولًا إلى الحل النهائي. ولم يبين فريق إعداد الفيلم مدى دقة الوثائق التي اعتمدوا عليها، أو طريقة الحصول عليها وكيفية وصولهم إلى أرشيف المفتي الذي لم يتح حتى الآن.

وكان مسلسل "أعداء" الوثائقي قد تمحور في جزئه الأول والذي عرض في بداية العام الماضي، حول 5 قادة عرب سابقين، وهم صدام حسين وياسر عرفات وجمال عبد الناصر ومحمد السادات وحافظ الأسد، بالإضافة إلى آية الله الخميني، وتقوم فكرته على استعراض ملف شخصي للأسماء السابقة من خلال مقابلات مع قادة المخابرات الإسرائيلية ومن خلال لقطات أرشيفية وشخصيات قريبة منهم، بالإضافة إلى إسرائيليين قابلوهم.