04-يوليو-2022
رفضت كافة الفصائل الفلسطينية نتائج التحقيق الأمريكي في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة (gettyimages)

رفضت كافة الفصائل الفلسطينية نتائج التحقيق الأمريكي في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة (gettyimages)

الترا فلسطين | فريق التحرير

أثار إعلان وزارة الخارجية الأمريكية نتائج التحقيق في استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، عصر الإثنين، موجةً ردود أفعال فلسطينية رافضة للنتيجة التي خلُص إليها التحقيق، والتي تبدو أقرب للرواية الإسرائيلية، وهو ما ظهر من خلال "التمسّك الإسرائيلي" في التحقيق الأمريكي وإصدار ردود فعل سريعة سواء من الجيش وحتى رئيس الوزراء، باعتباره إعلانًا للبراءة.

أثار إعلان وزارة الخارجية الأمريكية نتائج التحقيق في استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة موجة من ردود الأفعال الفلسطينية الرافضة للنتيجة التي خلُص إليها التحقيق

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه وبناءً على تحقيق حضره المنسق الأمني الأمريكي مايكل فنزل، فإن إن الرصاصة التي استهدفت رأس الصحفية شيرين أبو عاقلة، لا يمكن تحديد مصدر السلاح الذي أطلقت منه.

ورجح التحقيق أن يكون إطلاق النار من جنود جيش الاحتلال قد تسبب في استشهاد أبو عاقلة، فيما اعتبر  أن إطلاق النار لم يكن متعمدًا.

ويبدو أن التحقيق الأمريكي، قد فضّل أن يتماهى مع الرواية الإسرائيلية، مع تقديم التحقيق في سردية "متوازنة"، استباقًا لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، ومن أجل إغلاق الملف.

وأدانت الفصائل والأطر والهيئات التمثيلية الفلسطينية، نتائج التحقيق الأمريكي، ورفضته بشكلٍ قاطع، باعتباره منحازًا لإسرائيل، مع الإصرار على تحميل "إسرائيل" مسؤولية اغتيال أبو عاقلة.

وفي أول ردود الفعل الفلسطينية على نتائج التحقيق الأمريكي، أصدرت النيابة العامة الفلسطينية بيانًا رفضت فيه نتائج التحقيق وقالت: "إن النتائج التي توصلنا إليها في قضية اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، بُنيت على مجموعة من الأدلة والبينات الدامغة والتي تضمنت تقارير فنية ومعاينات وإفادات شهود العيان؛ حسمت بشكل قاطع أن اغتيال أبو عاقلة كان باستهداف مباشر من أحد أفراد قوة جيش الاحتلال المتمركزة بالمكان، وأثبتت بالوجه القاطع أن وقت ومكان وقوع الجريمة لم يكن هناك أي مظاهر أو مواجهات مسلحة".

رفضت النيابة الفلسطينية الإدعاء الأمريكي بأن الرصاصة قد تعرضت إلى ضررٍ بالغ مما يجعل من الاستحالة مطابقتها مع السلاح الذي أطلقت منه

كما رفضت النيابة الفلسطينية الادعاء الأمريكي بأن الرصاصة قد تعرضت إلى ضررٍ بالغ ما يجعل من الاستحالة مطابقتها مع السلاح الذي أطلقت منه، مشيرةً إلى أن هناك إمكانية لذلك، بحسب الفحوصات التي أجرتها على الرصاصة، مؤكدةً استعادة الرصاصة من الجانب الأمريكي وذلك بعد نقلها إلى التحقيق في مركز إسرائيلي وبإشراف أمريكي، عقب تسليمها للفحص أول أمس.

وأكدت على أن نتائج أي تحقيق غير ملزمة للنيابة العامة قانونيًا، مضيفةً  أن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تعمد اغتيال الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وسنعمل على استكمال إجراءاتنا القانونية لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية".

بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة"، مضيفًا، "لن نقبل بأي حال من الأحوال التلاعب بنتيجة التحقيق الفلسطينية، وسنتابع قضية اغتيالها في المحاكم الدولية، خاصة أمام المحكمة الجنائية باعتبار أن "إسرائيل" هي المسؤولة عن قتلها وعليها أن تتحمل النتائج".

من جانبه،  قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ "إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة وسنستكمل إجراءاتنا أمام المحاكم الدولية". مؤكدًا على أنه، "لن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل".

حركة حماس رفضت نتائج التحقيق وشككت في نزاهته

أما حركة حماس فقد رفضت نتائج التحقيق وشككت في نزاهته، وعبرت عن ذلك في بيانٍ صحفي استهجنت فيه نتائج التحقيق الأمريكي في اغتيال الشهيدة أبو عاقلة معتبرةً إياه "انحيازًا فاضحًا لرواية الاحتلال، واستهتارًا بالدم الفلسطيني، ومحاولةً لتبرئة الصهاينة من تبعات هذه الجريمة النكراء التي هزَّت العالم". وأكدت حماس على تحميل الاحتلال المسؤولية الأولى والمباشرة عن جريمة اغتيال صحفية قناة الجزيرة أبو عاقلة داعيةً إلى فتح تحقيق دولي مستقل، ورفع القضية إلى محكمة الجنايات الدولية لكشف الحقيقة، ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة.

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نتائج التحقيق الأمريكي منحازةً وتُبرّر جريمة جيش الاحتلال في قتلها. وأشارت الجبهة الشعبية إلى أن بصدور نتائج التحقيق تبيّن من جديد" للمراهنين على الإدارة الأمريكيّة بأنّ تحقيقها منحازٌ لصالح تبرئة الاحتلال وجنوده، ولصالح قتل الحقيقة التي كانت تنقلها شيرين عن جرائم الاحتلال وفاشيته وعنصريته التي تتمظهر يوميًا بأشكالٍ مختلفة".

وطالبت الجبهة الشعبية السلطة الفلسطينية بنقل ملف اغتيال الشهيدة أبو عاقلة إلى محكمة الجنايات الدولية لمتابعة التحقيق بأسرع وقت.

أما عائلة شيرين أبو عاقلة فقد دعت الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات فورية لتحقيق العدالة.

من جانبها، اعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين نتائج التحقيق سياسيةً وأمنية بهدف التهرب من تحميل "إسرائيل" مسؤولية استهداف أبو عاقلة واغتيالها. مشيرةً إلى أنها  ماضية حتى النهاية مع الشركاء، وعلى رأسهم الاتحاد الدولي للصحفيين، في إجراءاتها القضائية بالمحكمة الجنائية الدولية، ضد قيادة جيش الاحتلال وحكومته ومنفذي الجريمة، حتى ينالوا عقابهم وفق القانون الدولي".

في "إسرائيل" يبدو أن هناك ارتياحًا من نتائج التقرير الأمريكي

وفي "إسرائيل" يبدو أن هناك ارتياحًا من نتائج التقرير الأمريكي، ورغم ترجيحه أن تكون الرصاصة قد أطلقت من جنود جيش الاحتلال، إلّا أنه قطع إمكانية الجزم بذلك، كما أنه أكد على طرحٍ إسرائيلي سابق، يؤكد على أنه ولو ثبت استشهاد أبو عاقلة برصاصةٍ إسرائيلية، فهو استهداف غير مقصود.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إنه حتى بدون الاختبارات الباليستية، "يمكن التأكد من عدم وجود نية لإلحاق الأذى في أبو عاقلة، وأن إسرائيل تعرب عن أسفها على وفاتها".

أما وزير جيش الاحتلال بيني غانتس فقد علق على نتائج التحقيق مباشرة في مقطعٍ مصور نشره على حسابه على موقع تويتر، اعتبر فيه أن المسؤول الأول عن استشهاد أبو عاقلة هو المقاومين الفلسطينيين، وأن جنود جيش الاحتلال أطلقوا النيران على باتجاه مصادر إطلاق النيران، مؤكدًا على أن الرصاصة لا يمكن تحديد مصدرها كما جاء في التحقيق المخبري لكن التحقيق سوف يستمر. معبرًا عن استمرار دعم جنود الجيش الإسرائيلي، قائلًا: "من واجب جنود الجيش وقادتهم حماية المستوطنين ولهم كل الدعم من المستوى السياسي لأداء مهمتهم، نحن نحافظ على طهارة السلاح ونفعل ما لا يفعله أي جيش لتجنب إيذاء المدنيين". وخطابه يقترب من التصريحات في الأيام الأولى، التي أعقبت استشهاد أبو عاقلة، واعتبرت أن ما يثار حول القضية سوف يؤدي إلى تردد جنود جيش الاحتلال مستقبلًا خلال عمليات إطلاق النار، ليأتي وزير الأمن ويبدد هذه المخاوف بشكلٍ واضح.

وعقب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا قال فيه إنه "لا يمكن تحديد إذا كانت أبو عاقلة قد أصيبت بنيران المسلحين الفلسطينيين الذين قاموا باطلاق النار في المنطقة بصورة عشوائية ودون تحكم أو بنيران خاطئة من  جنود الجيش الإسرائيلي". وأضاف البيان "لقد أكد تحقيق الجيش الإسرائيلي بشكلٍ قاطع وبصورة جازمة بأنه لم يتم توجيه إطلاق النار من قبل قواتنا تجاه أبو عاقلة بشكل متعمد".