08-أبريل-2024
الدمار في غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الأحد، الحرب على قطاع غزة بعد مرور نصف عام عليها، وتراوحت الآراء بين أن الحكومة لم تحقق أهدافها فيها حتى الآن، فيما رأى آخرون غير ذلك.

وقال اللواء احتياط يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال، خلال لقاء مطول مع القناة 12 بمناسبة مرور نصف عام على الحرب على غزة: "انتهت الحرب في غزة بالطبع، لكن الوضع القتالي لم ينته بعد لأن هناك أهداف لم يتم تحقيقها"، مضيفًا أنه لم يتم استكمال الهدف الأساسي والأهم منها باستعادة الأسرى الإسرائيليين.

 الدعم والشرعية لـ"إسرائيل" لدى الولايات المتحدة بدأت بالتلاشي

وأكد أن القرار الذي كان يجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخاذه ولم يتخذه بشأن اليوم التالي أدى إلى إعادة سيطرة حماس على خانيونس، وهذا ما يحدث في الوقت الحالي في كامل قطاع غزة، حيث تستمر سيطرة حماس في جميع أنحائه. وهذا يؤدي إلى "تلاشي كل الإنجازات التي حققتها الحرب".

وأشار زيف إلى أن بقاء الجيش داخل خانيونس يعني استمرار الوضع "الدفاعي"، مع زيادة المخاطر وتزايد احتمالية تعرض القوات للخسائر. مشيرًا إلى أنه لا يمكن البقاء في خانيونس بالاعتماد على عدد قليل من القوات، بل يتطلب ذلك تخصيص الكثير من الجهد اللوجستي وسيؤدي في النهاية إلى خسائر بشرية كبيرة.

مضيفًا أن خطوة الانسحاب تأتي استنادًا إلى اعتبارات عسكرية، مما يتيح للفرقة المنسحبة إعادة تنظيم صفوفها والاستعداد لعملية رفح. وهذا يسمح بحركة النازحين من رفح إلى خانيونس، حيث لا يوجد لديهم مكان آخر يمكنهم اللجوء إليه.

فيما انتقى مؤاف فاردي، محلل الشؤون السياسية في التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان"، استعراض نصف سنة من الحرب من زاوية العلاقات بين إسرائيل وواشنطن، معتبرًا أن الدعم والشرعية لـ"إسرائيل" لدى الولايات المتحدة يتلاشى. ورأى أن الأمريكيين ينبذون سياسة "إسرائيل" في قضية اجتياح رفح، مشيرًا إلى أن الذروة وصلت عندما وضع جو بايدن خطوطًا حمراء لنتنياهو، لم تشهد تل أبيب مثلها من قبل، وأكد أن "إسرائيل" تخسر دعم أهم الدول الحليفة، وهي بحاجة ملحة إلى الولايات المتحدة. 

على سكان "مستوطنات غلاف غزة" إدراك أن الحرب لم تنته بعد، وإن عادوا إلى منازلهم فسوف يجدون أنفسهم في مرمى الصواريخ

من جانبه، رأى المراسل السياسي للقناة 13 الإسرائيلية، ألموغ بوكير، أن النجاح أو الفشل في العملية العسكرية في قطاع غزة يرتبط بشكل كبير بالأحداث الأخيرة، مثل إطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف.

وأكد أنه يجب على السكان الذين تم إجلاؤهم من غلاف غزة أن يدركوا أن الحرب لم تنته بعد، وأنهم عندما يعودون قد يجدون أنفسهم في مواجهة جديدة مع إطلاق الصواريخ، مضيفًا أن القادة السياسيين الإسرائيليين يقدمون تنازلات لحركة حماس في الأيام الأخيرة، مما يعكس التوتر الحالي في قطاع غزة.

وفي ذات السياق، قال إيال بيركوفيتش، محلل الشؤون السياسية في قناة 13: "نحن الآن عند مرور نصف سنة على الحرب، وفي رأيي الشخصي، الحرب قد انتهت، وما يحدث الآن هو عمليات اقتحام. لكن بالنسبة لضراوة الحرب، فقد انتهت"، مضيفًا أن هناك أربعة أمور لم تتحقق بعد: تفكيك حماس، واستعادة الأسرى، واستمرار إطلاق الصواريخ، وعدم عودة المستوطنين إلى منازلهم، فيما قال إنه في اختبار النتيجة العامة، فإن "إسرائيل" فشلت طوال الوقت، وأشار إلى أن النتيجة النهائية لهذه المعركة لم تتحدد بعد، وإذا لم تنتهِ بفوز واضح، فسيكون ذلك بداية السقوط. وختم قوله بإنه: "لا يمكن للمعركة أن تنتهي إذا لم يدرك رئيس الحكومة هذا الأمر، فإذا انتهت المعركة في يوم من الأيام، فسينتقل إلى البيت".