08-يناير-2024
مظاهرة للاتحادات العمالية في الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة. 14 ديسمبر 2023

مظاهرة للاتحادات العمالية في الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة. 14 ديسمبر 2023

الترا فلسطين | فريق التحرير

لعقود من الزمن، كانت أبرز النقابات الأمريكية داعمة للاحتلال إلى حد كبير. ولكن اليوم، وفي خضم عودة الحركة العمالية الأميركية إلى الظهور، يحث بعض الناشطين نقاباتهم على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وهو التغيير الذي يعكس تحولاً أوسع بين الأجيال، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

 

العلاقة بين "إسرائيل" والنقابات الأمريكية 

تنبع العلاقة التقليدية الوثيقة بين الحركة العمالية الأميركية والاحتلال من عقود من دعم قادة العمال اليهود لـ"إسرائيل" بقوة، حتى قبل تأسيسها. ففي عام 1917، أصدر اتحاد العمال الأمريكي قرارًا يدعم وعد بلفور، وطوال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، تبرعت النقابات بملايين الدولارات للهستدروت، اتحاد العمال الوطني في "إسرائيل".

وبعد تأسيس "إسرائيل" في عام 1948، بدأت النقابات الأمريكية الاستثمار في برنامج السندات هناك، وذلك باستخدام أموال من صناديق الإضراب ومعاشات التقاعد، وبحلول عام 1994، تم استثمار مليار دولار في تلك السندات من قبل حوالي 1700 نقابة عمالية أمريكية، وفقًا لبحث أرشيفي أجراه جيف شوهرك، مؤرخ العمل في جامعة إمباير ستيت.

تاريخيًا،  أدى دعم النقابات لـ"إسرائيل" إلى توترات داخلية.

وقال شوهرك لنيويورك تايمز: "من نواحٍ عديدة، يمكنك القول بأن النقابات الأمريكية ساعدت في بناء دولة إسرائيل".

وفي عام 1980، أعلن رئيس اتحاد العمال ومؤتمر المنظمات الصناعية أن الدولة الفلسطينية ستكون "دولة إرهابية" و"كارثة تامة للولايات المتحدة" أمام مئات من المحامين العماليين والمسؤولين النقابيين. وفي عام 1982، نشر الاتحاد إعلانًا في صحيفة نيويورك تايمز يعلن فيه دعم "إسرائيل" في حربها ضد لبنان.

في بعض الأحيان، أدى دعم النقابات لـ"إسرائيل" إلى توترات داخلية، حيث احتج بعض أعضاء النقابة على هذه العلاقة. في عام 1949، وهو نفس العام الذي قامت فيه نقابة عمال الملابس الدولية بشراء سندات إسرائيلية بقيمة مليون دولار، طلبت مجموعة من أعضائها من الاتحاد دعم اللاجئين الفلسطينيين، وفي عام 1973، ترك الآلاف من عمال السيارات العرب الأمريكيين في ديترويت وظائفهم لفترة وجيزة احتجاجًا على الدعم المالي الذي تقدمه نقابتهم للاحتلال. وفي عام 2002، بعد أن تحدث رئيس الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية، في التجمع الوطني من أجل "إسرائيل"، قامت مجموعة من أعضاء النقابة بتوزيع عريضة تدين دعمه للاحتلال.

 

التغير المثير في موقف النقابات الأمريكية

منذ اندلاع العدوان على غزة، كشفت المناقشات حول الحرب عن انقسامات أعمق حول كيفية تمثيل النقابات لأعضائها المتنوعين، وكيفية الموازنة بين الدعوة السياسية والتداعيات المهنية.

وقد واجهت نقابة الكتاب موجة من الإحباط من أكثر من 300 عضو عندما لم تقم النقابة بإدانة طوفان الأقصى على الفور في 7 تشرين الأول\ أكتوبر، وتقاضي شركة ستاربكس نقابة موظفيها، بشأن استخدام النقابة لصور الشركة في منشور مؤيد للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أثار كريس سمولز، رئيس اتحاد عمال الأمازون، ردود فعل عنيفة بسبب منشور مؤيد للفلسطينيين تضمن عبارة "من النهر إلى البحر".

وتأتي التغييرات في المواقف النقابية تجاه الاحتلال في لحظة انتعاش أوسع للحركة العمالية الأمريكية. إذ بلغت نسبة الموافقة العامة على النقابات 67٪ العام الماضي، مقارنة بـ 54٪ قبل عقد من الزمن، وفقًا لمؤسسة غالوب .

يقول خبراء العمل إن المطالبة ببيانات مؤيدة لوقف إطلاق النار من النقابات الأمريكية هي دليل على تحول الأجيال

والآن، يتطلع العديد من الناشطين إلى رؤية نقاباتهم تغتنم الزخم الذي شهدته هذه الفترة من خلال اتخاذ مواقف جريئة بشأن القضايا التقدمية، التي يرونها جزءًا من تاريخ مشاركة العمال الأمريكيين في السياسة الوطنية والدولية، بحسب ما شرحت صحيفة نيويورك تايمز. 

ويشعر بعض منظمي النقابات أنهم إذا كانوا يخوضون معارك سياسية في الداخل، فيجب عليهم خوض معارك في الخارج أيضًا، فيما يقول خبراء العمل إن المطالبة ببيانات مؤيدة لوقف إطلاق النار من النقابات الأمريكية هي دليل على تحول الأجيال، إذ أن هناك موجة جديدة من القيادة من الناشطين الشباب الذين نشأوا بعد انهيار عملية أوسلو للسلام في التسعينيات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن سيث غولدستين، المحامي العمالي الذي عمل مع اتحاد عمال الأمازون قوله: "يتم توليد هذا من قبل شباب الحركة الاجتماعية، الجيل Z، جيل الألفية"، مضيفًا: "لا أعتقد أنهم مناهضون لإسرائيل بالضرورة. لكن ما رأوه في إسرائيل هو حكومة نتنياهو".