14-سبتمبر-2022
توضيحية

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

استعرضت صحيفة "هآرتس" في تحقيق نشرته يوم الإثنين عددًا من الحالات التي قدم فيها جيش الاحتلال روايات كاذبة حول اعتداءات قام بها جنوده في الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم اضطر إلى التراجع بعد ظهور أدلة تؤكد كذب مزاعمه، مؤكدة أن هذا "النهج الفاشل" أفقد جيش الاحتلال "مصداقيته" أمام الصحافة العالمية.

استطلاع رأي نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية بداية العام الحالي، أظهر أن ثقة الجمهور الإسرائيلي في جيش الاحتلال تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد، وقد ساهم في ذلك بيانات النفي التي تتحول لاحقًا إلى اعترافات وإجراءات يتم اتخاذها لإخفاء المعلومات

واستهلت "هآرتس" تحقيقها بالإشارة إلى إعلان جيش الاحتلال نتائج تحقيقه في قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، حيث كان قائد الضفة الغربية في جيش الاحتلال يهودا فوكس يتحدث عن ظروف قتل شيرين، وزعم أن الحدث تزامن مع إطلاق نار كثيف في المنطقة، فقاطعه مراسل (BBC) قائلاً إن هذا الادعاء غير صحيح، ولم يكن هناك إطلاق نار كثيف في الموقع.

وعلقت "هآرتس" أن هذه ليست المرة الأولى التي لا تصدق فيها وسائل إعلام أجنبية رسائل جيش الاحتلال، مشيرة إلى استطلاع رأي نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية بداية العام الحالي، أظهر أن ثقة الجمهور الإسرائيلي في جيش الاحتلال تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد، وقد ساهم في ذلك بيانات النفي التي تتحول لاحقًا إلى اعترافات وإجراءات يتم اتخاذها لإخفاء المعلومات.

وأشارت إلى تحقيق شبكة (CNN) حول قتل شيرين أبو عاقلة، الذي خلص أنها قتلت برصاص جنود الاحتلال، وقد أعقبته رسائل متضاربة من قادة الجيش ومسؤولين في "إسرائيل" حول هذا الموضوع، كان منها ادعاء أن التحقيق لا يستند على أي أساس، وأن الفصائل الفلسطينية شاركت في إعداده. لكن في النهاية جاءت نتائج تحقيق جيش الاحتلال لتعترف أن هناك احتمالاً كبيرًا أن تكون قد قتلت برصاص جندي إسرائيلي.

وانتقلت "هآرتس" إلى حالة أخرى من حالات الفشل في إخفاء جيش الاحتلال لجرائمه، وهي جريمة قتل المسن عمر الأسعد في قرية جلجيليا قضاء رام الله خلال شهر كانون ثاني/يناير الماضي، مبينة أن جيش الاحتلال زعم في البداية أن المسن عمر قاوم فحصًا أمنيًا وأن الجنود احتجزوه بعض الوقت ثم أفرجوا عنه، لكن لاحقًا تبين أن الجنود قيدوا يديه بالأصفاد، وغطوا عينيه، وسدوا فمه بقطعة قماش، وتركوه على قدميه لأكثر من ساعة، ثم غادروا الموقع وتركوه دون التأكد من حالته، حيث كان قد فارق الحياة.

وأفادت أن جيش الاحتلال لم يتوصل إلى هذه الاستنتاجات إلا بعدما أُجبر على التحقيق في القضية بسبب وجود شهود على الواقعة، وأيضًا لأن الأسعد كان يحمل الجنسية الأمريكية، وقد طلبت الإدارة الأمريكية توضيحات من "إسرائيل" حول قتله.

جيش الاحتلال لم يتوصل إلى الاستنتاجات في قتل عمر الأسعد إلا بعدما أُجبر على التحقيق في القضية بسبب وجود شهود على الواقعة، وأيضًا لأن الأسعد كان يحمل الجنسية الأمريكية، وقد طلبت الإدارة الأمريكية توضيحات من "إسرائيل" حول قتله

رواية ثالثة كاذبة صدرت عن جيش الاحتلال وتطرقت لها "هآرتس" في تحقيقها، وهذه المرة تتعلق بالمواجهة العسكرية -التي أطلق عليها جيش الاحتلال "الحزام الأسود"- في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2019، عندما هاجمت طائرات الاحتلال هدفًا في دير البلح بزعم أنه منشأة تدريب لحركة الجهاد الإسلامي. آنذاك، زعم الناطق باسم الجيش أن الهجوم أسفر عن اغتيال قائد وحدة الصواريخ في لواء وسط غزة في حركة الجهاد الإسلامي إلى جانب خمسة من أفراد عائلته.

وأوضحت "هآرتس"، أنها أجرت تحقيقًا مطولاً حول الشخص المستهدف في عملية الاغتيال، وسألت مصدرًا رفيعًا في القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال حوله، وتبين أنه ليس معروفًا، وهو بالتأكيد ليس شخصًا بارزًا في الجهاد الإسلامي. لاحقًا، تغيرت رواية جيش الاحتلال، فظهرت فجأة رواية أن المبنى فارغ، ثم في النهاية اعترف الناطق باسم الجيش أن النشر الأول كان خاطئًا "وتم بحسن نية" على حد زعمه.

وأكدت، أن "عملية الحزام الأسود" شهدت أكثر من قصف قام به جيش الاحتلال دون التحقق من الهدف وعدم وجود مدنيين فيه، كان منه أيضًا منزل عائلة السواركة، الذي رفض جيش الاحتلال بعد قصفه الاعتراف بحدوث خلل في اختيار الهدف، لكن بعد شهور من الهجوم، اعترف أنه كان يجب تعريف المبنى كمجمع مدني به نشاط عسكري، وليس كمجمع عسكري. واعترف، أنه لم تم تصنيف المبنى بشكل صحيح ما كان سيتعرض للهجوم.

اعتداءٌ آخر رصدته "هآرتس"، وهذه المرة في الخليل في شهر كانون أول/ديسمبر 2018، عندما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز على مدرسة ابتدائية، إلا أن الجيش سارع إلى نفي الفعل، وقال إن الرياح هي التي تسببت بوصول الغاز إلى المدارس، وجنوده لا يطلقون القنابل على ساحات المدارس. لكن بعد حوالي أسبوع نشرت منظمة "لنكسر جدار الصمت" الحقوقية الإسرائيلية مقطع فيديو يوثق إطلاق جندي قنابل غاز على المدرسة أثناء وجود الطلبة بداخلها.

وأفادت أن إدارة المدرسة قدمت صندوقًا به قنابل غازية فارغة، قالت إن الجنود أطلقوها نحو ساحة المدرسة، وعندما توجهت "هآرتس" إلى جيش الاحتلال غيَّر روايته حول الحادثة، وقال إنها "حادثة استثنائية سيتم التحقيق فيها".