12-سبتمبر-2022
جيش الاحتلال

الترا فلسطين | فريق التحرير

يواصل جيش الاحتلال والصحافة الإسرائيلية في الأسابيع الماضية نشر أخبار وتحليلات حول "انهيار الوضع الأمني" في الضفة الغربية، والخطورة التي يشكلها المقاتلون والخلايا العسكرية في شمال الضفة، خاصة نابلس وجنين، على الإسرائيليين ليس فقط في المستوطنات المقامة في الضفة، بل في المدن المحتلة داخل الخط الأخضر، مثل "تل أبيب".

هذه الأنباء، قد تشكل مؤشرات لنية جيش الاحتلال تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة، قد تخلف عددًا كبيرًا من الضحايا ودمارًا كبيرًا، وهو ما ورد بالفعل في القناة 13 بأن الجيش يستعد لتنفيذ "عملية واسعة النطاق" في جنين ومخيمها والبلدة القديمة من نابلس

وفي أحدث ما نُشر، نقلت الإذاعة العامة عن "مصادر عسكرية واستخبارية" حول وجود العشرات من الإنذارات بأن جهات فلسطينية تنوي تنفيذ هجمات، وأن معظم هذه الإنذارات قادمٌ من جنين ونابلس. وبحسب الإذاعة، فإن شرطة الاحتلال تطلب من الإسرائيليين التحلي بأعلى درجات الحذر واليقظة أثناء التواجد في المناطق المكتظة.

وأوضحت الإذاعة، أن جيش الاحتلال وجه رسائل لقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية طلب فيها منهم العودة بسرعة إلى العمل بقوة ضد المقاتلين في نابلس، لمنع فقدان السلطة الفلسطينية سيطرتها على نابلس كما حدث في جنين. وأضافت، أن تقديرات جيش الاحتلال و"الشاباك" تشير أن نابلس باتت قريبة جدًا من الخروج عن السيطرة الفلسطينية.

هذه الأنباء، قد تشكل مؤشرات لنية جيش الاحتلال تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة، قد تخلف عددًا كبيرًا من الضحايا ودمارًا كبيرًا، وهو ما ورد بالفعل في القناة 13 مساء يوم الجمعة الماضي، بأن الجيش يستعد لتنفيذ "عملية واسعة النطاق" في جنين ومخيمها والبلدة القديمة من نابلس.

يُشير الصحافي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب إلى أن جيش الاحتلال اعتاد استباق عملياته العسكرية والاجتياحات الموسعة والاغتيالات بجهود دعائية مبرمجة تستهدف جمهوره من جهة، والرأي العام الدولي من جهة أخرى، مبينًا أن هذه الدعاية في العادة تعتمد على المبالغة، وتقوم على مبدأ المحاصرة الإعلامية برسائل إعلامية واضحة قصيرة، تأتي على لسان المراسلين العسكريين للقنوات والمعلقين العسكريين، ثم إنذارات حول هجمات وشيكة مزعومة على لسان الناطقين باسم الجيش وقادته.

ونوه أبو عرقوب أن هذا السلوك كان واضحًا قبل عدوان "بزوغ الفجر" في شهر أيار/مايو الماضي، عندما تدحرجت التحليلات الإعلامية حول عملية مباغتة من قطاع غزة إلى "إنذار ساخن محدد"، وصولاً إلى تعليمات مباشرة للمستوطنين في محيط غزة لاتخاذ إجراءات الحذر، سرعان ما تطورت إلى حظر تجول، لينتهي الأمر بعدوان عسكري تخلله اغتيال قياداتٌ في سرايا القدس.

ويؤكد أبو عرقوب لـ الترا فلسطين أن السلوك الدعائي الإسرائيلي قبيل عدوان "بزوغ الفجر" يُمكن ملاحظته في ما يُنشر حول شمال الضفة، حيث النشرات الإخبارية الرئيسية في القنوات التلفزيونية والإذاعات تقدم نفس الوجبة بالتزامن، متحدثة عن تصاعد غير مسبوق في تنفيذ العمليات، وفي إنذارات العمليات الوشيكة، رغم أن الواقع على الأرض لا يظهر سقوط ضحايا بين جنود الاحتلال والمستوطنين.

السلوك الدعائي الإسرائيلي قبيل عدوان "بزوغ الفجر" يُمكن ملاحظته في ما يُنشر حول شمال الضفة، حيث النشرات الإخبارية الرئيسية في القنوات التلفزيونية والإذاعات تقدم نفس الوجبة بالتزامن، متحدثة عن تصاعد غير مسبوق في تنفيذ العمليات، وفي إنذارات العمليات الوشيكة

وأضاف، أن المعلقين العسكريين في الصحف الإسرائيلية -وهي أقل متابعة في إسرائيل من قنوات التلفزة- يتحدثون أن معظم محاولات تنفيذ العمليات نفذها شبانٌ يعملون بشكل منفرد ولا علاقة لهم بأي تنظيم، وأن محاولاتهم اتسمت بالتسليح الضعيف، إذ استخدموا بنادق محلية الصنع ذات كفاءة منخفضة ومهارات عسكرية محدودة، مع دافعية مرتفعة لإيقاع خسائر.

ورأى أبو عرقوب، أن هناك رابطًا قويًا بين الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة وهذه التحذيرات لعملية كبيرة قد تُنفذ في شمال الضفة، مشددًا أن المعارك الانتخابية على مدار السنوات الماضية شكلت بالفعل عاملاً أساسيًا في اتخاذ القرارات بشن العمليات العسكرية. يظهر هذا بوضوح بعد عملية "بزوغ الفجر" التي أظهرت على أثرها استطلاعات الرأي تحسن شعبية يائير لابيد وبيني غانتس، وزيادة عدد المقاعد التي قد يحققها كلٌ منهما في الانتخابات المرتقبة.

وأوضح، أن المستوى السياسي الإسرائيلي تلتقي مصلحته مع رغبة رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الذي يقترب من مغادرة منصبه في تنفيذ عملية واسعة في شمال الضفة، تكون "استعراضية منخفضة التكاليف من ناحية الخسائر في الجانب الإسرائيلي"، يستثمرها لابيد في معركته الانتخابية وتكون جواز سفر لكوخافي الذي يتطلع لدخول الحياة السياسية، كما فعل سلفه بني غانتس الذي ارتكز في دعايته الانتخابية قبل سنوات إلى عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم جيشه في الحرب على غزة.

وأشار أبو عرقوب إلى أن ضخ الأنباء بهذا الشكل عن اجتياح محتمل لنابلس وجنين من شأنه دفع المقاتلين في هذه المناطق إلى تكريس جهودهم في البحث عن مخابئ بدلاً من الانشغال للتخطيط بتنفيذ عمليات أو مهاجمة أهداف إسرائيلية، وهذا يُحقق مبدأ "جلب النار" الذي يقوم على تحويل جهود المقاتلين إلى إطلاق النار ردًا على الجنود أثناء الاقتحامات بدلاً من المبادرة إلى تنفيذ عمليات داخل الخط الأخضر قد تؤدي لوقوع قتلى إسرائيليين.