الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية الجمعة، مقالًا لمحلل الشؤون العسكرية عاموس هرئيل، تحت عنوان "عشية تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو - ايتمار بن غفير.. الإرهاب المنظّم يعود".
عاموس هرئيل: ثمة دور للتطورات في الساحة السياسية في إسرائيل على الأوضاع الميدانية، والفلسطينيون سيتوصّلون لاستنتاجات من مكونات الحكومة الإسرائيلية المقبلة..
ورأى كاتب المقال عاموس هرئيل أنّ "الكابوس" الذي يخشاه جهاز الشاباك الإسرائيلي تحقق بعملية القدس المزدوجة صبيحة الأربعاء الماضي، لكنّه أشار إلى "تطوّرات داخل إسرائيل، من شأنها مفاقمة أجواء التصعيد".
وبدأ هرئيل مقاله بتشخيص الحالة السائد في الضفة الغربية من وجهة نظر "الشاباك" وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" التابع لجيش الاحتلال، فقال إنّ جهاز "الشاباك" يبحث عن الإشارات التي تدل على خلايا منظمة محترفة على تنفيذ عمليات تزرع الدمار الكبير. أمّا في جهاز "أمان" فثمّة قلق من ظواهر شعبية مثل "عرين الأسود" في نابلس، والتي قال إنها ألهبت حماسة الجيل الفلسطيني الشاب في الضفة الغربية، وقوّضت سيطرة السلطة الفلسطينية في الميدان. لافتًا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يتخوّف من محاكاة هذه الظاهرة الشعبية في مناطق أخرى.
وبحسب مقال "هآرتس" فإن عملية القدس قد تكون مؤشرًا على عودة العمل العسكري الفلسطيني المنظم، صباح يوم الأربعاء الماضي تحقق "كابوس الشاباك"، وللمرة الأولى منذ 6 سنوات ونصف، وقع انفجار، خلية زرعت عبوتين ناسفتين، ونفذت التفجير عن بعد تقريبًا بالتوازي، في محطتين للحافلات، قتل إسرائيلي وأصيب 20.
مقال "هآرتس": عملية القدس قد تكون مؤشرًا على عودة العمل العسكري الفلسطيني المنظم
وأشارت الصحيفة إلى أن "أمان" و"الشاباك" لا يعتبران الأحداث في الميدان انتفاضة ثالثة، لعدم انضمام الجماهير الواسعة للاحتجاج لكن "الخطر يكمن في القدس" فهي مصدر دائم للقلق خصوصًا في السياق الديني المتعلق بالمسجد الأقصى، كما تخشى المنظومة الأمنية والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية من الاحتكاك المتزايد بين المستوطنين والفلسطينيين، إلى جانب ضعف السلطة الفلسطينية شمال الضفة الغربية.
وعن دور التطورات في المشهد السياسي الإسرائيلي في تفاقم حالة التصعيد في الضفة الغربية يقول المعلق العسكري للصحيفة: "ثمة دور للتطورات في الساحة السياسية في إسرائيل"، والفلسطينيون سيتوصّلون لاستنتاجات من مكونات الحكومة الإسرائيلية المقبلة، أولها: لا توجد فرصة لاستئناف أي مفاوضات سياسية، على الأقل ما دامت إدارة جو بايدن لا تفرضها على كل الأطراف. والأميركيون لا يظهرون مثل هذه النية حاليًا. وثانيًا، ستضع الحكومة المقبلة، لأول مرة، رجال اليمين المتطرّف في عدة مناصب حسّاسة، وسيكون بمقدور المستوطنين وأنصارهم التأثير على السياسة والقضايا اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية مثل البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، وشرعنة البؤر الاستيطانية غير المرخصة.
التطورات في المشهد السياسي الإسرائيلي لها دور في تفاقم حالة التصعيد في الضفة الغربية
وتلفت الصحيفة إلى أن وعود ايتمار بن غفير، بتسهيل تعليمات إطلاق النار ستنعكس من الناحية الفعلية على مستويين، فقد تعهّد ايتمار بن غفير ومؤيديه بمنح رجال الشرطة والجنود الإسرائيليين تعليمات إطلاق نار متساهلة، فيما يدعمون الآن أي اطلاق نار ينفّذه الجنود، وذلك سيترجم إلى سياسات في أوساط القيادة العسكرية الميدانية وسلطات إجراء التحقيقات في النيابة العسكرية وقسم التحقيقات مع رجال الشرطة "ماحاش". و"ماحاش" مختصر باللغة العبرية لجملة "همحلكا لحكيروت هشوطريم" أي قسم التحقيق مع أفراد الشرطة الإسرائيلية، وهي وحدة تابعة لوزارة القضاء، ويقع على عاتقها تبرئة عناصر شرطة الاحتلال بعد تنفيذ جرائم بحق الفلسطينيين في حال جرى كشفها إعلاميًا.
وبثّ التلفزيون الإسرائيلي الرسمي قبل نحو عام، تقريرًا لمراسل الشؤون القانونية في برنامج "من الجانب الآخر" ينتقد مهنية قسم التحقيق مع رجال الشرطة "ماحاش"، والفساد المتفشي فيه، وتغاضيه عن جرائم وجنايات ومخالفات يقوم بها أفراد الشرطة، من إلغاء مخالفات قانونية، إلى تزوير حقائق وإخفاء أدلة تدينهم، ومن الممكن أن تؤدي إلى تقديم لوائح اتهام ضدّهم، مثلما تم إغلاق ملف الشهيد إياد الحلاق، للادّعاء بعدم وجود أدلة وكاميرات توثّق لحظة إطلاق النار عليه.