الترا فلسطين | فريق التحرير
"تنبعث منه رائحة الموت"، هكذا وصف مراسل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مجمع الشفاء، في تقرير مطول تحدث فيه عن الدمار الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى الشفاء ومحيطه.
ورافق المتحدثون باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الصحفيين الأجانب إلى المجمع بعد ظهر أمس الأحد، قبل ساعات فقط من انسحاب آخر القوات الخاصة الإسرائيلية.
ضابط إسرائيلي كبير في وحدة الأسطول 13: "ربما لم يكن نظام الأنفاق بالأهمية التي كنا نعتقده من قبل"، ومقاتلو حماس كانوا يعملون من فوق الأرض
وذكر تقرير الصحيفة أنه تم تدمير معظم الحرم الطبي المترامي الأطراف، الذي يضم أجنحة الولادة وأجنحة الجراحة وغرف الطوارئ.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي عرض "جزءًا صغيرًا" مما حدث، ولكن "ما رأيناه كان دمارًا على نطاق واسع".
وكشف المراسل أن المنظر الأول الذي شاهده الصحفيون كان عبارة عن رمال، ووصف الحدث قائلًا: "أصبحت مدينة غزة الآن أنقاضًا أكثر من كونها مدينة".
وأردف أن "المجمع تفوح منه رائحة الجثث، والتعفن"، وأن كل ما يمكن كسره أو تحطيمه، تم كسره وتحطيمه.
وبحسب ما أورد التقرير عن جنود الاحتلال، فإن 6000 شخص كانوا يحتمون في مجمع الشفاء عندما بدأ الهجوم قبل أسبوعين.
مراسل واشنطن بوست: ما وصفه الجيش الإسرائيلي في البداية بأنه "عملية دقيقة" بدا أشبه بحرب مدن شاملة
وبيّن المراسل أن جيش الاحتلال أخبرهم أن هناك قناصة فلسطينيين في المنطقة، وأن بعض مقاتلي حماس ربما ما زالوا يتنقلون حول مباني المستشفى، إلا أن الصحفيين لم يروا سوى الجنود الإسرائيليين، كما أكد المراسل.
فيما تم سماع رشقات نارية متفرقة من نيران بنادق آلية، ولم يتضح من الذي أطلق النار أو على ماذا.
وشرح المراسل أنه تم تفجير جميع المباني الرئيسية في مستشفى الشفاء وتفحمها، وفُقدت الجدران، واصطدمت شظايا الأرضيات الأسمنتية بقضبان التسليح الملتوية، وأضاف أن ما وصفه الجيش الإسرائيلي في البداية بأنه "عملية دقيقة" بدا أشبه بحرب مدن شاملة.
وتمكن الصحفيون من الحصول على إحاطة إعلامية من ضابط كبير في وحدة العمليات الخاصة البحرية التي تسمى الأسطول 13، وهي واحدة من أكثر الوحدات سرية في القوات الإسرائيلية.
وعلّق الضابط على الإدعاءات الإسرائيلية التي كانت تؤكد وجود شبكة أنفاق تحت مستشفى الشفاء، بأنه "ربما لم يكن نظام الأنفاق بالأهمية التي كنا نعتقده من قبل". وبدلًا من ذلك، قال، إن مقاتلي حماس في الأشهر الأخيرة كانوا يعملون فوق الأرض، داخل المكاتب والأجنحة. وعرض الجيش الإسرائيلي صورًا ادعى أنها أموالًا نقدية وبنادق وقذائف آر بي جي وقنابل يدوية ومدافع هاون وبعض وثائق حماس التي عثر عليها في الموقع.