الترا فلسطين | فريق التحرير
حذر مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، مسؤولين إسرائيليين، من أن استمرار سياسة حكومة نتنياهو في الضفة الغربية من شأنه أن يُعرقل تنفيذ واشنطن لاتفاق مع "تل أبيب" وصل مرحلة متقدمة بإعفاء الإسرائيليين من الحصول على تأشيرة لزيارة أمريكا، بحسب ما أفادت به صحيفة "هآرتس"، مساء الأحد.
أكد المسؤولون الأمريكيون أنهم يعلمون بأن الجيش والشاباك لا يمنعون "أعمال الجريمة القومية"، ولا يلاحقون المسؤولين عن تنفيذ هذه الاعتداءات
وأوضحت "هآرتس"، أن ممثلين للمستوى السياسي والأمني الأمريكيين زاروا دولة الاحتلال مؤخرًا، وأكدوا لمسؤولين إسرائيليين في محادثات مغلقة أن قبول الحكومة الإسرائيلية بوجود بؤر استيطانية غير قانونية وتجاهل العنف ضد الفلسطينيين لن يضر فقط بالعلاقات بين "إسرائيل" ودول الخليج، والتطبيع المتوقع مع السعودية، بل إنه سيلحق الأذى أيضًا بالاتفاق الأمريكي - الإسرائيلي لإعفاء الإسرائيليين من تأشيرة الدخول للإسرائيليين الراغبين بالسفر إلى الولايات المتحدة.
وكشفت، أن "إسرائيل" استجابت للشرط الأمريكي بالسماح للمواطنين الأمريكيين من أصل فلسطيني بالسفر عبر مطار بن غوريون، وأن لا يتم إخضاعهم لأي إجراءات تُميز بينهم وبين بقية المواطنين الأمريكيين أثناء زيارتهم لفلسطين، مثل استصدار تصاريح خاصة من "الشاباك"، لكن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا لهم أن هذا قد لا يكون كافيًا لإعفاء الإسرائيليين من التأشيرة، في ظل السياسات المتبعة في الضفة الغربية.
ولم يعلن السفير الإسرائيلي في واشنطن إيلي كوهين، أن "إسرائيل" استجابت للشرط الأمريكي، وهو الشرط الذي طالما عارضته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وكذلك وزيرة الداخلية السابقة إيليت شاكيد.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن إدارة بايدن "قلقة للغاية" من الاعتداءات التي يرتكبها الإرهابيون اليهود ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وقد أكدوا أنهم يعلمون بأن الجيش والشاباك لا يمنعون "أعمال الجريمة القومية"، في إشارة إلى اعتداءات الإرهابيين اليهود، ولا يلاحقون المسؤولين عن تنفيذ هذه الاعتداءات، واعتبروا أن تصريحات بعض أعضاء الائتلاف الحكومي والوزراء تُفسر على أنها حافز "لأعمال العنف".
ويأتي التحذير الأمريكي للإسرائيليين كواحد من ملامح الأزمة بين إدارة جو بايدن وحكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو. أحد مظاهر هذه الأزمة، بحسب "هآرتس"، أن "إسرائيل" أعربت عن غضبها لعدم محاكمة الجنود الضالعين في قتل المسن عمر عبد المجيد أسعد (80 سنة)، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قائلاً: "توقعنا إجراء تحقيق جنائي شامل وقبول المسؤولية كاملة".
وأشارت "هآرتس" إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في الأيام الماضية إن "إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد لمنع العنف ضد المستوطنين. وسيكون أصعب بكثير إن لم يكن من المستحيل توسيع اتفاقيات ابراهام طالما أن النار مشتعلة في الفناء الخلفي لإسرائيل". وقبل ذلك صرح السفير الأمريكي في "إسرائيل" توم نيدس، أن الوضع الحالي غير مقبول للإدارة الأمريكية، وأن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تراقب عنف المستوطنين".