11-أبريل-2023
Getty Images - Mostafa Alkharouf

Getty Images - Mostafa Alkharouf

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

بعد مشاهد القمع الإسرائيلي القاسية التي خرجت من المصلى القبلي في المسجد الأقصى الأسبوع الماضي، أفردت وسائل إعلام عبرية مساحة واسعة للحديث عمّا أسمته "فشل الدعاية الإسرائيلية" في ترويج رواية تبرير لقمع المعتكفين خلال شهر رمضان.

فشل إعلامي، لا أحد يُصدّقنا، ونحن أشرار في نظر العالم.. مساحة واسعة أفردتها وسائل إعلام عبرية للحديث عن ما أسمته "فشل الدعاية الإسرائيلية" في تبرير قمع المكتفين داخل الأقصى 

صحيفة "يديعوت أحرنوت" كتبت في أحد عناوين تغطياتها الإخبارية "14 مليون مشاهدة لتغريدة تتبنى رواية الفلسطينيين.. هكذا تحوّلت أحداث الأقصى إلى فشل إعلامي إسرائيلي"، وقالت إنّ مقاطع فيديو لعناصر الشرطة الإسرائيلية وهم يضربون المصلين في المسجد، انتشرت كالنار في الهشيم، وفي المقابل كانت وزيرة "الدعاية" الإسرائيلية غاليت ديستيل، غائبة عن الحدث. 

وتجلّى الفشل الكبير في الجهود الدعائية الإسرائيلية منذ بداية عيد الفصح وفقًا لـ "يديعوت" بانتشار مقاطع فيديو لعناصر الشرطة الإسرائيلية وهم يضربون المصلين بوحشية في المسجد الأقصى، وقالت إن بالإمكان الاستماع بوضوح لصرخات الألم من الضرب باستخدام الهراوات والبنادق، وهي لحظات استعدّ لها الفلسطينيون جيّدًا وسجلوا كل شيء على الهواء مباشرة، وفي المقابل، امتلأت شبكة الانترنت أيضًا بصور المستوطنين اليهود وهم في طريقهم إلى المسجد الأقصى وهم يحملون الماعز لتقديمها كقرابين، وفي النتيجة لم يكن هناك اهتمام حقيقي في العالم بالادّعاء الإسرائيلي في مواجهة مقاطع الفيديو القاسية لعناصر الشرطة وهم يضربون المصلين. 

وقالت إنّ الادّعاء الإسرائيلي بأنّ "أقلية متطرفة" تثير التوتر في المسجد الأقصى لم يُساعد، واقتنع العالم الإسلامي مرة أخرى بأن الأقصى في خطر ويجب حمايته، وأثبتت الإدانات التي وجهت لـ "إسرائيل" من قبل وزارات الخارجية في العالم العربي أننا [الإسرائيليون] فشلنا".

واعتبرت "يديعوت" أنّ ما وصفتها "المعلومات المضللة" عن الأحداث في المسجد الأقصى "سيطرت على الأجواء" بعد أن تلاشت، منظومة الدعاية التي أنشأتها حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد، تلاشت بالتدريج، مشيرةً إلى أن مدير منظومة الدعاية غادي عزرا الذي أقالته حكومة بنيامين نتنياهو، كان حوّل منظومة الدعاية الإسرائيلية إلى آلة جيدة التجهيز تنسّق بطريقة غير مسبوقة بين جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. 

وأشارت الصحيفة إلى ما عدّته "نجاحًا لمنظومة الدعاية الإسرائيلية خلال شهر رمضان 2022"، مدللة على ذلك بأن "إسرائيل" وقتها  "تحدثت بصوت واحد"، وهو ما لا يحدث اليوم حيث لا يوجد رئيس لمنظومة الدعاية، ولا مدير للحملات الدعائية، كما أن رئيس الحكومة ليس لديه متحدّث لوسائل الإعلام الأجنبية، ما يعني أنّ الحكومة الإسرائيلية ليس لديها شخص يتحدث الإنجليزية قادر على مناقشة القضايا المطروحة بطلاقة.

وبيّنت "يديعوت أحرنوت" أنّ وزيرة الإعلام الإسرائيلية غاليت ديستال تشكو من أنها لا تملك المال لشراء طابعة، وليس لها علاقة حقيقية بشؤون الدعاية الموجهة للخارج، وهي ليست حاضرة في هذا الحدث، ولم ينخرط مكتبها في أنشطة الدعاية الإسرائيلية الخارجية، وفي الوقت نفسه تم نقل موظفي وزارة الشؤون الاستراتيجية قبل شهر إلى وزارة الشتات التي تعتبر غير نشطة على الإطلاق في شؤون الدعاية.

القناة 13: لم يعد العالم يُصدّق "إسرائيل"

وبثّت القناة الإسرائيلية 13 تقريرًا في نشرتها الإخبارية الرئيسة حمل عنوان "الفشل الكبير لمنظومة الدعاية الإسرائيلية: لم يعد العالم يُصدّق إسرائيل". ونقلت عن وزيرة الدعاية الإسرائيلية غاليت ديستل، إقرارها بـ "الحالة السيئة للوزارة التي تعمل بدون ميزانية، وتقتصر أنشطتها على نشر مقاطع فيديو للمتحدّث الرسمي باسم الوزارة، وبث تغريدات باللغة الإنجليزية". مضيفة أنه "عندما تتدهور صورة إسرائيل، تُترك وزارة الخارجية وحدها".

وقالت إنه يتم نشر فيديوهات عن اقتحام المسجد الأقصى في وقت "أصاب الثقة بإسرائيل شرخ كبير، وبات كثيرون لا يصدقون الرواية الإسرائيلية، حتى ولو كانت صحيحة".

ونقلت القناة عن الون فنسكس، القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك أنّ التقييم الذي يمنحه لا يتعدى 1-2 من 10 للجهود الدعائية الإسرائيلية خلال المواجهة الأخيرة، مضيفًا "ليس لدينا منظومة دعاية قومية، وزارة الخارجية يتم إضعافها، رغم أنها ليست المسؤول عن الجهود الدعائية الإسرائيلية، لكن في المجمل بالإمكان اعتبار أن الجهد الدعائي اعتراه فشل كبير".

القناة الإسرائيلية السابعة: "بالنسبة للعالم نحن الأشرار"

أما الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية السابعة المحسوبة على المستوطنين، فكتب تحت عنوان "بالنسبة للعالم نحن الأشرار"، أنّ "إسرائيل" فشلت في الدعاية الموجّهة لوسائل الإعلام الغربية.

وأشار موقع القناة التابعة للمستوطنين إلى أن من يقرأ الأخبار في العالم بات متأكدًا من أن الإسرائيليين هم الأشرار، والفلسطينيون هم الأخيار.

وأضاف أن "الضرر الحاصل ليس بالإمكان إصلاحه، فقادة العالم وصنّاع القرار وقادة الرأي العام، يتلقون المعلومات من وسائل الإعلام العالمية، وبناءً على ذلك يمارسون الضغط على "إسرائيل".