الترا فلسطين | فريق التحرير
أطلقت أكثر من 100 مؤسسة ومنظمة نداء عاجلًا، اليوم الأربعاء، طالبت فيه الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية بالإعلان الفوري عن قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة رام الله، بحضور ممثلين عن تلك المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية، تابعه مراسل "الترا فلسطين".
وفق القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، يحظر التسبب بالمجاعة كممارسة عسكريّة ضد السكان المدنيين
وفي بيان صحفي جرى تلاوته خلال المؤتمر، قال متحدث عن المؤسسات إن قطاع غزة يعاني من تجويع ونقص شديد في الغذاء، وتدهور مستمر في معدلات التغذية وانتشار سوء التغذية بين الأطفال، وارتفاع معدلات الوفيات بسبب الأمراض الناجمة عن الجوع وسوء التغذية وصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية والصحية، إضافة إلى التلوث البيئي الناتج عن تدمير شبكات الصرف الصحي وعدم قدرة البلديات على إزالة النفايات، ووجود آلاف الجثث تحت الركام، وضعف الاستجابة الإنسانية وتقديم المساعدات اللازمة للمحتاجين.
وأضاف، أنه وفقًا للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، يحظر التسبب بالمجاعة كممارسة عسكريّة ضد السكان المدنيين، كما يخالف التسبب بالمجاعة وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، التدابير المؤقتة التي أقرتها محكمة العدل الدولية، الذي قد يدفع بإمكانية مقاضاة المسؤولين عن الأمر أو المتسببين بتأخير وصول المساعدات أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وطالب الموقعون على البيان الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية بتبني إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض، والعمل على تنسيق الجهود العالمية والمحليّة بالشراكة مع المجتمع المدني الفلسطيني، لوضع خطة فورية للتعامل مع هذه الآثار، ورفع مستويات الإغاثة الفورية للمواطنين في القطاع، والدفع باتجاه محاسبة ومساءلة الاحتلال على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
مدير مركز بيسان: الرصيف البحري الأمريكي كان كذبة كبيرة ولم يدخل عبره سوى أقل من 100 شاحنة، وهذه الشاحنات واجهت مشكلة في التوزيع
وفي تعقيب لـ "الترا فلسطين"، قال مدير اتحاد لجان العمل الزراعي فؤاد أبو سيف، إن الوضع في قطاع غزة يصعب وصفه وتعدى كل معايير الإعلان العالمي لأي منطقة منكوبة بالمجاعة، حيث أن لديهم معايير في قطاع غزة تفوق تلك المعايير العالمية.
وأكد أبو سيف، أن المطلوب الآن أن يكون هناك تحرك عاجل من السلطة الفلسطينية بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة، حيث حصلت في العالم مجاعات مختلفة، لم يتسبب بها البشر، ولكن في قطاع غزة فإن الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب في هذه الجريمة الكبرى.
وأضاف أبو سيف، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جائع ولا تتوفر لديه مقومات الحياة والاحتلال قام بتدمير كل مصادر الغذاء بشكل ممنهج وبالترتيب، والنظام الغذائي الزراعي دُمر بنسبة أكثر من 90%، وكل مصادر الغذاء دمرت، وما يدخل من الخارج هو الفتات ولا يصل للمناطق المنكوبة.
من جانبه، قال مدير مركز بيسان أبيّ عابودي، إن إعلان المجاعة هو الواقع الذي يعيشه أهالي قطاع غزة اليوم، وهي حقيقة تم رصدها.
وأضاف عابودي، أن كمية المساعدات التي دخلت في شهر أيار\مايو الجاري، هي أقل من كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت منذ بدء العدوان، ورافق ذلك انقطاع في الأدوية وتدمير البنية التحتية، وعدم قدرة السكان على الوصول إلى المياه النظيفة.
وتابع عابودي، أن التوغل الإسرائيلي وصل الآن إلى منطقة تل السلطان في رفح، وفي هذه المنطقة توجد المخازن الرئيسية للأونروا في الجنوب، وبالتالي باتت عمليات التوزيع متوقفة و شبه متوقفة.
وأكد عابودي، أن الرصيف البحري الأمريكي كان كذبة كبيرة ولم يدخل عبره سوى أقل من 100 شاحنة، وهذه الشاحنات واجهت مشكلة في التوزيع.
وخلال كلمة له مسجلة له من دير البلح، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا، إن هناك الآلاف من الأسر الفلسطينية موجودة في الشوارع دون مأوى، مؤكدًا أن الحالة تتفاقم في كل لحظة في ظل استمرار جريمة الإبادة.
وأكد الشوا، أن الغذاء ينفد والوضع خطير جدًا، علاوة على نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية لدى الكثير من النقاط الطبية، بالإضافة إلى انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة وتدفق مياه الصرف الصحي.
وشدد الشوا على أن المطلوب الآن هو إعلان قطاع غزة منطقة منكوبة ومنطقة مجاعة، فالأوضاع لا تتحسن بل تسوء أكثر وأكثر، كما أن المطلوب هو العمل على وقف هذا العدوان وحماية المدنيين والبنى التحتية.