21-سبتمبر-2017

كانت باسمة قد بلغت 42 عامًا، عندما قررت الانتقال من العمل في التمريض، إلى قيادة سيارة الإسعاف، عام 2007، لتكون أول فلسطينية تمارس هذه المهنة التي ظلت لعقودٍ حكرًا على الرجال، بل على صنفٍ محددٍ منهم يُتقن قيادة السيارات بسرعة عالية، وهي تعمل الآن كسائقة بشكل متقطع، إضافة لمهام أخرى تقوم بها في المجال الطبي.

التحقت باسمة ببرنامج أكاديمي في الأراضي المحتلة عام 1948، متحدية بذلك صعوبة المواد باللغة العبرية، لكن إصرارها حذا بها لنيل شهادة سائقة سيارة إسعاف، منذ الاختبار الأول الذي اجتازته، في حين تقدم كثيرون لاختبار السياقة مرة وأخرى للحصول على الشهادة، وفق قولها.

باسمة كانت السيدة الوحيدة بين جميع من تقدموا لاختبارات قيادة سيارات الإسعاف، وقد اجتازتها جميعًا من أول مرة، متفوقة على آخرين اضطروا للإعادة أكثر من مرة

تقول باسمة لـ"ألترا فلسطين": "عندما انتسبت للبرنامج للحصول على شهادة سياقة سيارة الإسعاف، كنت السيدة الوحيدة بين المتدربين الشباب، لكن هذا لم يقلل من عزيمتي، على العكس اجتزت جميع الامتحانات ومنها ما يتعلق بالمواد السامة والخطرة، وجميعها بالعبرية".

وتضيف، "سعيدة بما أنجزته، فوجودي في الميدان لا يعني إسعافي للحالات خاصة في أحداث المسجد الأقصى من منطلق عملي، بقدر ما هو دافع إنساني ووطني، إذ يتوجب علي مساعدة المصاب والحفاظ عليه، وإيصاله إلى المستشفى"، مبينة أنها حصلت على دعم عائلتها، إضافة لدعم المجتمع، رغم استغراب اختيار سيدة لهذه المهنة.

وساهمت باسمة في تأسيس "جمعية اتحاد المسعفين العرب"، في القدس، عام 2006، التي ينشط مسعفوها في جميع الميادين التي تحتاج تغطيتهم الإسعافية. وتقوم باسمة من خلال الجمعية وكمدربة "إسعاف وطوارئ"، بتدريب ثلاث إلى أربع مجموعات سنويًا، تضم الواحدة منها نحو 25 متدربًا ومتدربة، "وذلك لأن رسالة الجمعية بأن يحضر مسعفوها في كل مضمار في ضواحي القدس، خاصة مع تكرار المواجهات، وزيادة عدد الإصابات".

وتشير باسمة إلى أن الجمعية لا تكتفي فقط بمن يلتحقون بالدورات، بل تقدم أيضًا 21 ساعة تدريبية، من خلال برنامج "المسعف الصغير"، لطلبة المدارس، ليكونوا قادرين على التعامل مع أي حالة إسعافية قد تواجههم.

يذكر أن لباسمة باع طويل في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، عمره 19 عاما، وتشارك في المؤتمرات المحلية والدولية، وهي الآن مسؤولة النقابات الصحية الوطنية في القدس.


اقرأ/ي أيضًا:

المرأة الغزية والوجه الآخر لتحدي أزمة الكهرباء

الأوريغامي في فلسطين.. فن وعلاج

ع البسكليت.. رياضة وسياحة في فلسطين