13-يونيو-2023
عمر الأسعد

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد سنة ونصف من استشهاد المسن عمر الأسعد (79 سنة) بسبب تنكيل جنود من "نيتسح يهودا" به، قررت النيابة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي إغلاق ملف التحقيق ضد قادة الكتيبة وجنودها، دون توجيه لائحة اتهام ضد أي منهم على خلفية الجريمة، وفق ما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الثلاثاء.

أكد تشريح جثمان عمر الأسعد أنه تعرض لإصابات في رأسه ويديه ونزيف بسبب تقييده وتعصيب عينيه، وخلصوا إلى أن سبب وفاته هو توقف مفاجئ لنشاط عضلة القلب بسبب الضغط النفسي الناتج عن العنف الخارجي الذي تعرض له

وأوضحت "يديعوت"، أن النيابة العسكرية قررت الاكتفاء باتخاذ إجراءات "تأديبية" ضد أربعة ضباط خدموا في كتيبة "نيتسح يهودا" خلال شهر كانون ثاني/يناير 2022، عندما ارتقى عمر الأسعد شهيدًا، بعدما قيده جنودٌ من هذه الكتيبة خلال الليل في البرد القارس.

وفي التحقيق الأولي بعد استشهاد عمر الأسعد، قال الدفاع العسكري الممثل للجنود المشاركين في الجريمة، إن الجنود "كانوا في نشاط عملياتيّ"، وقد اعتقلوا عمر الأسعد "بشكل قانوني، ووفق الإجراءات"، مضيفًا أنه "لا علاقة لوفاته بسلوك الجنود".

وفي إطار محاولات الاحتلال لتبرئة جنوده وإغلاق الملف، اتهم الجيش عائلة الشهيد عمر الأسعد (تعيش في الولايات المتحدة) أنها لم تتعاون مع عملية التحقيق، ولم تقدم التاريخ الطبي له. ويأتي البحث عن التاريخ الطبي للشهيد في إطار محاولات الزعم أنه توفي بسبب حالته الصحية السيئة أصلاً، وليس بسبب تنكيل الجنود به.

لكن لاحقًا، اعترف جيش الاحتلال بمسؤولية جنوده عن قتل عمر الأسعد، خلال اقتحام جنود الكتيبة قرية جلجليا شمال شرق رام الله.كما قررت تعويض عائلة الأسعد، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، بمبلغ يصل إلى 500 ألف شيكل. ورغم هذا الاعتراف الصريح بالمسؤولية، إلا أن الاحتلال في النهاية لم يقدم لائحة اتهام للجنود المشاركين في الجريمة.

وكان ثلاثة أطباء فلسطينيين شرحوا جثمان الشهيد عمر الأسعد، وأكدوا أنه تعرض لإصابات في رأسه ويديه ونزيف بسبب تقييده وتعصيب عينيه، وخلصوا إلى أن سبب وفاته هو توقف مفاجئ لنشاط عضلة القلب بسبب الضغط النفسي الناتج عن العنف الخارجي الذي تعرض له.

وأثارت جريمة قتل عمر الأسعد انتباه الإدارة الأمريكية إلى كتيبة "نيتسح يهودا"، التي ارتكبت مجموعة من الجرائم الإرهابية بحق فلسطينيين في الضفة الغربية، من بينها سرقة سيارات فلسطينية، والتنكيل بأشخاص عُزّل وإهانتهم.

يُذكر أن كتيبة "نيتسح يهودا" تأسست في أواخر التسعينات لتجنيد الشباب الحريديم المتطرفين، وكان بعض الجنود يختارون الانضمام لهذه الكتيبة حتى لا يخدموا مع النساء، لكنها الآن وبعد سنوات من إنشائها أصبحت ملجأ لعناصر تنظيم تدفيع الثمن الإرهابي ونشطاء اليمين المتطرف الذين لا يتم قبولهم في وحدات أخرى من جيش الاحتلال، وفق تقرير سابق لصحيفة "هآرتس".

وأكدت "هآرتس"، أن الخلفية الأيديولجية للعديد من الجنود في هذه الكتيبة، والأجواء السائدة في الكتيبة، وأحيانًا الإشراف المتراخي من قبل القيادة العليا في جيش الاحتلال، هذا كله أدى إلى ارتفاع نسبة الانتهاكات الموثقة التي يرتكبها جنود هذه الكتيبة بحق الفلسطينيين.