24-نوفمبر-2022
من أحد معاقل تنظيم جباية الثمن الإرهابي في الضفة الغربية

من أحد معاقل تنظيم جباية الثمن الإرهابي في الضفة الغربية

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

كشفت الإذاعة العبرية العامة، الخميس، أن ضابط أمن البؤر الاستيطانية في محيط مستوطنة "شيلو" جنوب نابلس، يقدّم الدعم لـ"مجموعات فتية التلال"، وهو المصطلح الذي يطلق على تنظيم "جباية الثمن الإرهابي" الذي ينفذ هجمات تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدّساتهم.

عادة ما يتراجع جيش الاحتلال عن خطواته ضد ضُباط الأمن المتعاونين مع التنظيم الإرهابي تحت الضغوط التي يمارسها عليهم قادة المستوطنين والحاخامات 

والبؤر الاستيطانية غير القانونية مصطلح يطلقه الإعلام العبري معاقل التنظيم "جباية الثمن" اليهودي الإرهابي التي شُيّدت بمبادرة ذاتية منه، دون الحصول على ترخيص من جيش الاحتلال، ويتم استخدامها كقواعد لتدريب عناصره والانطلاق لتنفيذ هجماته.

وبحسب الإذاعة العبرية فإن جيش الاحتلال "عزل ضابط الأمن المذكور بعد إبلاغه بأنه يعرقل عمل الوحدة اليهودية في جهاز "الشاباك"، ولتعاونه مع "فتية التلال"، وأن القرار جاء تنفيذًا لتوصية صادرة عن جهاز "الشاباك" تبنّاها قائد الجيش في الضفة الغربية، آفي بلوت.

وعادة ما يتراجع جيش الاحتلال عن خطواته ضد ضُباط الأمن المتعاونين مع التنظيم الإرهابي تحت الضغوط التي يمارسها عليهم قادة المستوطنين والحاخامات، كما حدث قبل أسابيع عندما اضطر إلى إيقاف ضابط أمن مستوطنة "هار براخا" عن العمل لعدة أيام دون اتخاذ إجراء أو فرض أي عقوبة بعد حادثة وقعت قرب قرية بورين جنوب نابلس، ووثقها مقطع فيديو نُشر في 22 تشرين أول/ أكتوبر، التقطه ناشط في منظمة "ييش دين" الحقوقية الإسرائيلية، إذ أظهر الفيديو ضابط الأمن وهو يعطي قنبلة غاز مسيل للدموع لأحد إرهابيي تنظيم "جباية الثمن"، ثم أطلقها الأرهابي باتجاه مجموعة مزارعين من قرية بورين.

وشهدت الأسابيع الماضية توترًا بين قادة جيش الاحتلال وتنظيم جباية الثمن الإرهابي بعد اعتداء عناصره على قائد كتيبة وجنوده على مدخل نابلس، عندما طالبهم بإخلاء المنطقة لتخفيف الأعباء على جنوده المنتشرين لحراستهم، فيما يفترض بهم فرض حواجز في محيط مدينة نابلس بحجة منع وقوع عمليات إطلاق نار قد تنفذها مجموعة "عرين الأسود"، كما ذكرت الإذاعة العبرية العامة عندما كشفت أمر الاعتداء.

ويُخصص جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" وحدة لملاحقة الإرهابيين اليهود الضالعين في عمليات إرهابية، أو هكذا من المفترض أن تعمل، واسمها "الوحدة اليهودية" غير أن العديد من الإرهابيين اليهود نفّذوا أعمال قتل واعتداء طالت فلسطينيين وظلوا طلقاء بعيدًا عن الاعتقال، إلّا في حال اقترابهم من تنفيذ اعتداءات على إسرائيليين.

وتملك الوحدة اليهودية في "الشاباك" مُخبرين داخل "التنظيمات اليهودية"، ولكنّها لا تقوم باعتقالهم إلا إذا شرعوا باستهداف رجال الشرطة الإسرائيليين. فمثلًا لم يتم إحباط أي هجوم لتنظيم "جباية الثمن" أثناء تنفيذ هجماتهم على الفلسطينيين، سوى هجوم استهدف حرق سيارة ضابط في الشرطة، وفق ما أكّده تحقيق بثّته القناة الإسرائيلية العاشرة. وفي حالة أخرى، اعتقل "الشاباك" الإرهابي "جاك تايتل" والذي كان يلقب بـ "الشبح" بعد 13 سنة من قتله فلسطينيين، لكن الاعتقال جاء بعد محاولته اغتيال شخصية يسارية إسرائيلية.

وفي مقابلة مطوّلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" في ملحقها الأسبوعي العام الماضي، حملت عنوان "أسرار من الوحدة اليهودية في جهاز الشاباك"، يكشف "آڤي آرائيلي" الرئيس السابق للوحدة اليهودية في جهاز "الشاباك" أنّ إرهابيًا يهوديًا نفّذ عمليات قتل استهدفت فلسطينيين، وظلّ طليقًا كـ "شبح"، بعد أن أفرجت عنه المحكمة الإسرائيلية لعدم كفاية الأدلة، في حين أن المعلومات الاستخبارية كانت تؤكد إدانته.

وأشار آرائيلي إلى أنّ الإرهابي اليهودي المتطرّف "جاك تايتل" الذي نفّذ عمليات استهدف فلسطينيين لم يتم القبض عليه، إلّا بعد أن نفذ عمليات ضد مستوطنين يعتبرون من الكفرة، بحسب العقيدة التي اعتنقها. وعن ذلك كتبت "يديعوت" أنّ محققي الوحدة اليهودية بدأوا بملاحقة الإرهابيّ اليهودي "الشبح"، في حزيران/ يونيو 1997، بعد توقُّف سيارة تاكسي ليس بعيدًا عن فندق هولي لاند في القدس، وعُثر بعدها على جثة السائق الفلسطيني سمير أكرم بلبيسي، وبعد ثلاثة أشهر من تلك الحادثة، وليس بعيدًا عن مستوطنة "سوسيا" جنوب الخليل، عُثر على جثة الفلسطيني عيسى جبارين، حيث جرى إطلاق رصاصتين على صدره من مسافة قريبة.

 إرهابيون يهود نفّذوا عمليات قتل ضد فلسطينيين وظلوا طلقاء لسنوات، وجرى اعتقالهم بعد أن استهدفوا إسرائيليين 

توصّلت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي -وفقًا للصحيفة- إلى أن هناك علاقة بين عمليتي القتل، وأن القاتل في المرتين شخص واحد، وأنّ القاتل يهودي يعمل انطلاقًا من دوافع أيديولوجية، وكل أجراس الإنذار راحت تدوي أن ثمّة إرهابي يهودي يتجوّل في الميدان، إلا أنه ورغم التحقيقات النشطة، ورغم انقضاء عدة أشهر إلا أنه لم يتم فكّ رموز الحادثتين، وظلّت الملفات مفتوحة، وبدا أنّ "الشبح" اختفى.

وتمضي "يديعوت" بالقول إنه وفي آذار/ مارس 2008 انفجرت عبوة ناسفة قرب منزل أسرة اورتيز اليهودية (المسيانية) التي تعتنق مذهبًا يُعتبر (كُفرًا) في عيون غالبية المستوطنين في مستوطنة "اريئيل"، والنتيجة أن أحد أفراد العائلة اليهودية أصيب بجروح خطيرة، وبعد مضيّ وقت قصير انفجرت عبوة إضافيّة في مدخل منزل البروفيسور زئيف شتيرنهل، وهو أحد الأصوات البارزة في معسكر اليسار وقد أصيب في رجله، ودارت حينها تساؤلات لدى ضبّاط "الشاباك" عن عودة "الشبح"، لكن ملفات التحقيق لم تكتمل.

  آرائيلي: الإرهاب اليهودي خطر استراتيجي على استمرار "إسرائيل" 

وبعد أشهر من إصابة شترنهل تم تعيين "آفي آرائيلي" رئيسًا لوحدة الإرهاب غير العربي في "الشاباك"، بدأ آرائيلي التحقيق من الصفر، وشكّل طاقمًا جديدًا مكونًا من عناصر لم يكونوا ضالعين في التحقيقات السابقة، وبدأ فحص المعلومات الواردة إلى أن ظهرت صورة غامضة لمهاجر جديد قدم من الولايات المتحدة الأمريكية، يقيم في مستوطنة "شفوت راحيل" يدعى "جاك تايتل"، وقد تم اعتقاله في يناير/ كانون ثاني 2013، وأدين بتنفيذ عمليتي قتل وجرائم أخرى من بينها محاولات قتل وهجمات استهدفت مساجد.

وأعرب آرائيلي عن اعتقاده بأنّ الخطر الحقيقي لوجود "إسرائيل" لا يكمن في النووي الإيراني ولا صواريخ حزب الله، وإنما في إرهابي يهوديّ يصل المسجد الأقصى حاملًا عبوةً ناسفة وكاميرا، لينفّذ عملية إرهابية "تُسقط حجر الدومينو الأول في طريق الكارثة"، وفق قوله، مضيفًا أنّ عملية كهذه تستهدف الأقصى في عصر تتواجد فيه كاميرات تبثّ كل شيء للعالم، تعني أنه وخلال ثوان ستصل الصور ومشاهد الفيديو إلى مليار و600 مليون مسلم، وحينها "ستحُلّ الكارثة الكبرى" وهذا قد يحصل غدًا.