"نجاح للدبلوماسية الفلسطينية، وسقوط لإسرائيل"، قالت الخارجيّة الفلسطينية، اليوم الجمعة، في تعليقها على إدراج بلدة الخليل القديمة والمسجد الإبراهيمي، على لائحة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر. حصل ذلك "بـفضل دبلوماسيتنا الهادئة، ومساندة الأشقّاء"، قال الرئيس محمود عباس.
وأعلنت اليونسكو، اليوم الجمعة، أنّ البلدة القديمة في الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقع "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، وذلك في أعقاب تصويت سريّ أثار جدلًا فلسطينيًا/إسرائيليا في المنظمة الدولية.
صوّتت 12 دولة من أصل 21 لصالح تبنّي القرار، بينما امتنعت 6 دول عن التصويت، وعارضته 3 دول
الحكومة من جهتها، رحّبت بالقرار، وقالت إنّه يؤكد على هوية الخليل الفلسطينيّة، ويدحض بوجه قاطع كافة الادّعاءات الإسرائيلية المطالبة بضمّ الحرم الإبراهيمي إلى الموروث اليهودي".
وزير الخارجية رياض المالكي، قال إنّه ورغم الحملة الإسرائيلية المحمومة، وإشاعة الأكاذيب وتشويه وتزييف الحقائق حول الحقّ الفلسطيني، إلّا أنّ العالم أقرّ بحقّنا في تسجيل الخليل والحرم الإبراهيمي تحت السيادة الفلسطينية"، مضيفًا أنّ احتلال إسرائيل لا يمنحها سيادة على أية بقعة من أرضنا بأيّ شكل من الأشكال.
أمّا وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، فاعتبرت أنّه بموجب القرار المتخذ "أصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (أرض العنب والزيتون).
ورأت الوزيرة أن للقرار أهميّة سياحيّة أيضًا، مشيرةً إلى أنّ طواقم وزارتها ستعمل على ترويج الموقع، كموقع تراث عالمي يستحق الزيارة لما يحتويه من قيم وعناصر جذب سياحي، بالإضافة لاستقطاب مشاريع تطويرية من خلال اليونسكو تستهدف الحفاظ على الموروث الثقافي في الخليل، وتأهيل البنية التحتية السياحية، وبناء القدرات في مجال الحفاظ على الموروث الثقافي.
الطلب الذي قُدّم لليونسكو في حينه أُرفق بتقارير فنيّة تؤكد مساس الاعتداءات الإسرائيليّة بأصالة الموروث الثقافي الفلسطيني في المدينة
وقدّمت وزارة السياحة والآثار بالشراكة مع وزارة الخارجية، وبلدية الخليل ولجنة إعمارها، ملف ترشيح المدينة على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو في آواخر شهر يناير/ كانون ثاني من العام الجاري، قبل أن تتقدم بطلب رسمي بتحويل الملف من الحالة الاعتيادية إلى الحالة الطارئة في شهر أيار/ مايو، إثر ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية على البلدة القديمة في الخليل والمسجد الإبراهيمي ومحيطه.
اقرأ/ي أيضًا: "عناب الكبير" من عنب البيزنطيين لزيتون فلسطين
تعليقات المسؤلين الإسرائيليين جاءت ساخطة على القرار، واعتبرت أنّ "اليونسكو" كانت ولا تزال منظمة معادية لإسرائيل، وأشارت إلى المزاعم اليهودية بأنّ الخليل ومسجدها الإبراهمي، لها ارتباط وثيق بالدين اليهوديّ، وأنّ الردّ الإسرائيليّ على القرار يجب أن يكون بـ "توثيق الصلة اليهودية بالمدينة اليهودية في الخليل".
الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، وصف القرار بأنّه "أكاذيب معادية لليهود"، وأنّ "اليونسكو مُصرّة على نشر الأكاذيب المعادية لليهود".
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وصف في تسجيل فيديو، قرار اليونسكو بـ "السخيف"، وقرر خفض مساعدات إسرائيل للأمم المتحدة بقطع مليون دولار من الأموال التي يتم تحويلها للمنظمة الدولية، وأمر بتحويل الأموال إلى مواقع إسرائيلية في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل.
تعليقات المسؤلين الإسرائيليين جاءت ساخطة على القرار، واعتبرت أنّ "اليونسكو" كانت ولا تزال منظمة معادية لإسرائيل
أفيغدور ليبرمان، الذي يشغل منصب وزير جيش الاحتلال، قال إنّ "اليونسكو منظمة معادية للسامية". أمّا نفتالي بينيت، وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، فقال إنّ "قرار اليونسكو معيب وعلينا رفضه"، مُتهمًا المنظمة بـ "إنكار التاريخ المرة تلو الأخرى".
وهاجم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، القرار بالقول إنه "لا حدود للنفاق... الفلسطينيون يواصلون التحريض والتزوير.. لا يمكن كتابة التاريخ من جديد ولا يمكن محوه".
وكانت خارجيّة الاحتلال أعلنت في بيان لها معارضتها إدراج البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي، وأنّ ذلك "سيؤدي إلى تسييس منظمة اليونسكو".
وسبق أن أعلنت إسرائيل في أكتوبر/ تشرين أول الماضي تعليق تعاونها مع اليونسكو، احتجاجًا على تصويت لجنة التراث العالمي في المنظمة لصالح مشروع قرار يعتبر المسجد الأقصى من المقدسات الخاصة بالمسلمين، ويؤكد القرار على عدم شرعية أي تغيير أحدثته السلطات الإسرائيلية في بلدة القدس القديمة ومحيطها.
وحصلت فلسطين على عضوية كاملة لدى اليونسكو في 31 تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2011، بأغلبية 107 دول، ومعارضة 14 دولة بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وامتناع 52 دولة عن التصويت.
اقرأ/ي أيضًا: