إنّه الثالث عشر من أيار/ مايو. ماذا يعني ذلك؟ فلسطينيًا؛ بعد يومين تصادف ذكرى النكبة السبعين للشعب الفلسطينيّ، ومن المفترض بعد يومين أيضًا أن تصل مسيرات العودة في قطاع غزة ذروتها. أمّا إسرائيليًا، فـ يحتفي الإسرائيليون بهذا اليوم في ذكرى مرور 51 سنة على احتلال الشطر الشرقيّ من القدس المحتلة عام 67، وبعد يومين يحتفلون بذكرى "إعلان دولة إسرائيل"، وكذلك نقل واشنطن لسفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
توقّعات بأسبوع ميدانيّ متفجّر في الضفة وغزة، والجيش يستعدّ لـ 100 ألف متظاهر على حدود القطاع
منذ ساعات الصباح، اقتحم ما يزيد عن 1450 مستوطنًا متطرّفًا بلدة القدس القديمة وباحات الأقصى المبارك، بحماية شرطة وعناصر الاحتلال الذين اعتدوا على المصلّين، واعتقلوا أحد حُرّاس المسجد، الأمر الذي وصفته "دائرة أوقاف القدس وشؤون الأقصى" بمحاولة لن تنجح لفرض أمر واقع جديد على المسجد الذي قالت إنّه "سيبقى إسلاميًا خالصًا".
اقرأ/ي أيضًا: صور: هكذا بدت القدس في ذكرى احتلالها..
هذه الاقتحامات، رافقها إجراءات أمنيّة إسرائيليّة مشددة، قالت عنها وكالة الأنباء الرسمية أنّ "سلطات الاحتلال "حوّلت القدس إلى ثكنة عسكرية"، حيث تم نشر ما لا يقل عن 1750 عنصرًا من المخابرات والشرطة و"حرس الحدود"، تمهيدًا لـ "احتفال" نقل السفارة الأمريكية للقدس، يوم غد الاثنين، والذي سيحضره نحو 850 مدعوًا، بينهم 250 ضمن الوفد الأمريكيّ.
منذ نحو أسبوع، دعت منظمات "الهيكل" المتطرّفة، لاقتحامات "غير مسبوقة" للمسجد الأقصى هذا العام
واعتدى عناصر الاحتلال على حُرّاس وعاملين في الأقصى بعد محاولتهم التصدي للمستوطنين في منطقة باب الرحمة داخل الأقصى، بعد أدائهم صلوات تلمودية وهتافات استفزازية ورفع للعلم الإسرائيليّ في المسجد.
وقررت شرطة الاحتلال إغلاق عدّة طرق رئيسة وفرعية في مدينة القدس وبلدتها القديمة، أمام السيارات، للسماح بمرور مسيرة الأعلام التي يقوم بها المستوطنون مساء اليوم، انطلاقًا من الشطر الغربيّ للمدينة، وصولًا للبلدة القديمة في الشطر الشرقيّ، وبالطبع يرافقها رقصات وأغان عبريّة ورفع للعلم الإسرائيليّ في منطقة باب العامود تحديدًا، وهتافات تحضّ على قتل العرب وطردهم من القدس، احتفاءً بـ "يوم توحيد القدس".
وفقًا لمكتب الإحصاء الإسرائيلي؛ يمثل الفلسطينيون 37% من سكان القدس الذين يصل تعدادهم إلى 870 ألف نسمة
حكومة الوفاق من جهتها، وصفت على لسان المتحدّث باسمها، ما حدث في باحات الأقصى بـ "اليوم الأسود" على الفلسطينيين والأمة العربية، وقالت إنّ استمرار تنفيذ اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى "يمس عقيدة الشعب الفلسطيني وكافة العرب والمسلمين".
أمّا وزارة الخارجيّة، فأدانت "التغول" و"العربدة" الإسرائيلية المدعومة بمساندة وغطاء أمريكي رسمي، وقالت إنّها "بلغت في الأيام الأخيرة مستويات غير مسبوقة"، معتبرةً أنّ "اليمين الحاكم في إسرائيل برئاسة نتنياهو، يستغل كل مناسبة للتمادي في عمليات التهويد المتواصلة للقدس المحتلة، بما فيها استهداف المقابر والحجر والشجر والبشر وجميع التعبيرات التاريخية والثقافية والحضارية والقانونية لهويتها العربية المسيحية والإسلامية".
وأعلنت الوزارة في بيان لها أنّها ستلاحق قانونيًا منتهكي القرارات الدولية الخاصة بالقدس، وستتخذ سلسلة خطوات وإجراءات سياسية وقانونية ودبلوماسية لملاحقة الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تتساوق معها في نقل سفارة بلادها إلى القدس.
اقرأ/ي أيضًا: طابع بريد عربيّ: القدس عاصمة فلسطين
ومن المقرر أن تجتمع "القيادة الفلسطينية" برئاسة الرئيس محمود عباس، يوم غد الاثنين في مقرّ الرئاسة برام الله، لاتخاذ خطوات للردّ على نقل واشنطن سفارتها للقدس.
وأشادت حكومة الاحتلال في جلستها الأسبوعية اليوم الأحد، بخطوة ترامب في نقل السفارة للقدس، قائلة إنّه "اعترف بالتاريخ اليهودي والارتباط بالمدينة المقدسة".
وقال نتنياهو: "منذ ثلاثة آلاف عام وهي (القدس) عاصمة لنا، ولنا فقط. لقد حلمنا بالعودة لبنائها، المدينة التي تمّ توحيدها. وهذا هو بالتحديد ما نفعله اليوم".
ترامب سيوجه كلمة عبر الفيديو للمشاركين في مراسم افتتاح السفارة
ورجح مسؤولون أمريكيين كبار بحسب الإذاعة العبرية العامّة "ألا يؤدي نقل السفارة إلى القدس إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، بل سيؤدي على المدى البعيد لإيجاد عملية سلام تستند إلى الواقع وليس الخيال".
وقبل نحو أسبوع، وضعت بلدية الاحتلال في القدس لافتات (بالعربية والإنجليزية والعبرية) تشير إلى موقع "السفارة الأمريكية" جنوب المدينة.
اقرأ/ي أيضًا:
برواية فلسطينية.. القدس عاصمة ذكية على هواتفكم
100 عام على احتلال القدس: قصة غزوها