05-مايو-2018

صورة من معرض فلسطين للكتاب - تصوير: حمزة شلش

لعل التأكيد على القطيعة بين جودة المنتوج الأدبي؛ ووصوله لقوائم الأعلى مبيعًا، أصبحت مبتذلة لكثرة ما جرّبها القرّاء. يحسم الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز الأمر ببساطة ويقول: "أدب الأعمال الأكثر مبيعًا: هراء حقيقي"، ولكن الأمر ليس على إطلاقه.

فقضية "الأكثر مبيعًا" تخضع - ككل ما يتم تسليعه ونشره - لحسابات السوق والرأسمال. وعلى المستوى العربي والفلسطيني؛ تلعب الجوائز ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تصدر الكتب لقوائم الأعلى مبيعًا في المكتبات.

الترا فلسطين يجمع لكم أكثر 10 كتب مبيعًا في مكتبات الضفة الغربية خلال عام 2017

في هذا التقرير لن نتطرق للقيمة الأدبية لهذه الأعمال - وبعضها جيدٌ بالفعل - ولكن سنعرض هذه الكتب فقط، كما أخبرنا بذلك أصحاب مكتبات ودور نشر فلسطينية في الضفة الغربية.

مكتبة دار العماد:

1- يسمعون حسيسها- أيمن العتوم: تنتمي الرواية لأدب السجون، وتروي حياة الدكتور السوري إياد أسعد، كيف نشأ وترعرع، ثم قصة اعتقاله في أحد فروع سجون النظام السوري - فرع الخطيب (الأمن الداخلي السوري) - ثم نقله إلى جحيم السوريين في ذلك الوقت، سجن تدمر.

تدور أحداث الرواية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ويصفها معظم من قرأها بأنها رواية مؤلمة وصادمة.

2- نظرية الفستق- فهد عامر الأحمدي: من ضمن أشهر كتب التنمية البشرية. صدر الكتاب عن دار الحضارة للنشر والتوزيع، ويتضمن 65 مقالاً تتنوع مواضيعها، ولكنها تصب في النهاية في تطوير الذات، ومحاولة التفكير بطرق مختلفة.

يركز الكتاب على أن النجاح عبارة عن عادات يومية صغيرة ولكنها مستمرة، كما أن الفرق بين الشخص الناجح والفاشل هو معرفة الهدف، ومن ثم وضع خطة وتنفيذها، أما الفاشل فلا يملك خطة للأشياء التي يريد تحقيقها.

3- ابقَ قويًا- ديمي لوفاتو: هو كتاب للمغنية الأمريكية ديمتريا ديفون لوفاتو التي دخلت المصحة النفسية لأكثر من عام كامل نتيجة لموجات حادة من الاكتئاب والإدمان، ولكنها خرجت منه –كما تقول- بالكثير من التجارب والدّروس، أهمها أن تعيش في سلامٍ مع نفسها.

تبدأ لوفاتو كتابها برسالة توجهها للقارئ، تتعلق بحياتها الشخصية، وتخبُّطها من أجل الوصول إلى السعادة، وتركز على أهمية الكلمة في التأثير على حياة الناس. ثم تقسم الكتاب على عدد أيام السنة وتضع تحت كل تاريخ حكاية أو مقولة أو نصيحة، وفي النهاية هدف يخص القارئ عليه تحقيقه، حتى يبقى قويًا لمدة  365يومًا في السنة.

4- كُتُب أحمد خيري العمري: هو كاتب وطبيب عراقي ولد عام 1970، من أشهر كتبه وأكثرها مبيعًا: سلسة كيمياء الصلاة (2008) وتضم خمسة كتيبات، صادرة عن دار الفكر، دمشق. وكذلك رواية "ألواح ودسر" التي صدرت عن نفس الدار عام 2009.

ولعل أشهر كتبه وأكثرها مبيعًا في فلسطين هو "استرداد عمر"، الذي عرض فيه سيرة الصحابي عمر بن الخطاب، متناولاً مراحل مهمة من حياته، مثل تعلمه وإجادته للقراءة والكتابة قبل الإسلام، وكيف أسلم وطوّع نفسه مع طريقة القرآن، وكيف كانت ردة فعله حين موت الرسول. ثم انتقل ليروي كيف كان منسجمًا وداعمًا لأبي بكر الصديق طيلة فترة خلافته، وكيف أقام دعائم "الدولة" الإسلامية، وتطرق لفتوحاته مع الفرس والروم، وأنهاه بالفصل الذي لم يكتب بعد "فصل استرداد عمر".

مكتبة دار الرعاة:

5- عليّ قصة رجل مستقيم- حسين ياسين: تدور أحداث الرواية في ثلاثينيات القرن الماضي، حين قام شيوعي فلسطيني بالاستجابة لـ"الثورة الأممية"، واتجه ليحارب "الأعداء" في الحرب الأهلية الإسبانية (1939-1936)، حيث كانت مشتعلة بين الجمهوريين من جهة، والجمهورية الإسبانية الثانية ذات التوجه اليساري من جهة أخرى.

يقوم النص على محاولة التوفيق بين الشيوعي الفلسطيني الذي يحارب من أجل فلسطين ضد الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية، ويحارب في الوقت ذاته، مع الرفاق في أنحاء العالم، أو فكرة الألف ثورة في العالم.

6- ماميلا- ميرفت جمعة: هي الرواية الثانية للمؤلفة، وتحاول فيها عبر أربعة فصول، التحدث عن أسئلة وجودية تستغرق الإنسان الفلسطيني في حياته اليومية. يمكن تصنيف الرواية على أنها رواية تاريخية، من حيث رصدها لتاريخ مدينة القدس، من خلال مقبرة مأمن الله، ولكنها في الوقت ذاته تستغرق معظم صفحاتها في معارك أخلاقية، تجرب في وجدان البطل "كنان".

7- الضوء الأزرق- حسين البرغوثي: هو أشهر كتب الشاعر والأديب الفلسطيني حسين البرغوثي، نشره عام 2001 عن بيت الشعر الفلسطيني، يتحدث فيه عن حياته في مدينة سياتل الأمريكية، بطريقة غرائبيّة، تجمع تجاربه الفريدة مع الأصدقاء والأمكنة.

قال محمود درويش عن الكتاب: "إنه كتاب فريد من نوعه في الكتابة العربيّة، ولعلّه أجمل إنجازات النثر في الأدب الفلسطيني".

8- رأيت رام الله- مريد البرغوثي: هي رواية سيرة ذاتية، يصف فيها الكاتب رحلة العودة إلى موطنه فلسطين عام 1996، بعد غياب قسري لمدة ثلاثين عامًا. يسجل الكاتب رحلته بموازاة بين أحاسيسه الداخلية التي يسيطر عليها الحزن والشوق، ورحلته المادية التي يسيطر عليها المحتل الإسرائيلي.

لعل هذه النوعية من التدوين الذي يتناول السفر خاص بالحالة الفلسطينية، إذ يعد السفر حالة طبيعية لدى شعوب العالم، ولكن الفلسطيني يجد فيه الكثير من الذل والقليل من الفرح.

دار الشروق:

9- حرام نسبي- عارف الحسيني: يعود صاحب رواية "كافر سبت" للقدس مرة أخرى، ليروي تفاصيل حياة أبنائها منذ احتلال المدينة، وحتى العقد الأخير في هذه الألفية. تدور أحداث الرواية في أحياء القدس من البلدة القديمة حتى بيت حنينا، مرورًا بالتكية والشيخ جراح.

عبر السخرية والنقد اللاذع يروي الحسيني تاريخ المدينة الاجتماعي، وتقاليد أهلها وعاداتهم، عبر الكثير من الحكايا على لسان الحفيدة "حورية".

10 - راكب الريح- يحيى يخلف: تقدم الرواية مدينة يافا خلال القرن الثامن عشر، في ظل الحكم العثماني، ثم تعرضها للغزو الفرنسي على يد نابليون بونابرت وتدميرها. يشكل بطل الرواية "يوسف" علامة فارقة في تاريخ المدينة، وهو البطل الفلسطيني الكامل، الذي يشكل حلمًا للفتيات، لوسامته وشجاعته، ومثلاً للرجال. حتى بات بعضهم يصفه بـ"هرقل" لأنه هزم كتيبة من "الانكشاريين" لوحده.

عبر الإنترنت:

رواية جريمة في رام الله- عباد يحيى: يظهر البحث المتقدم في "جوجل" أنه يوجد أكثر من مليون نتيجة متعلقة بالرواية، أكثرها840)  ألف) مصدرها فلسطيني، وهذا يجعلها من أكثر الروايات قراءة وبحثًا في العام الماضي.

تحكي الرواية قصة شبان ثلاثة، من جيل ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، يعايشون راهن السياسة والقضايا الكبرى بالموازاة مع حياتهم الشخصية. تبدأ الرواية بالتعقيد عندما تحدث جريمة قتل في مدينة رام الله عام 2012، وتصبح حيوات الشبان الثلاثة تتمحور حول الجريمة.

****

وإذا أردنا أن نلخص قائمة الكتب الأكثر مبيعًا من حيث النوعية، يتضح أن الرواية تسيطر على القائمة دون منازع، أما في المرتبة الثانية فيأتي الأدب المترجم برموزه الثلاث: فيودور دوستويفسكي، وأغاثا كريستي، وإليف شافاق. ومن ثم تأتي الكتب الفكرية، وأكثرها مبيعًا كتب مالك بن نبي، ومصطفى محمود، ثم تأتي كتب التنمية البشرية، والإسلاميات، أما في نهاية الهرم فالشعر والسياسة.


اقرأ/ي أيضًا: 

معرض الكتاب ع الأبواب.. ماذا نقرأ؟(1-3)

معرض الكتاب ع الأبواب.. ماذا نقرأ؟ (2-3)

معرض الكتاب ع الأبواب.. ماذا نقرأ؟ (3-3)