الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي، بدأت شخصية الناشط الشاب ايتمار بن غفير بالظهور كضيف دائم لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية. آنذاك، تحديدًا في أول "عيد مساخر" حلَّ بعد المذبحة، ظهر ايتمار بن غفير متنكرًا بزي الحاخام القاتل باروخ غولدشتاين، مرتكب المذبحة، معلنًا دعمه وتأثره بالحاخام القاتل بقوله: "إنه بطلي وقدوتي".
وحتى يومنا هذا، يحتفظ ايتمار بن غفير بصورة الحاخام القاتل في غرفة الجلوس في منزله. وقبل أيام من هذا التقرير، قال: "لن أزيل صورة باروخ غولدشتاين من غرفة المعيشة في منزلي. إنه طبيبٌ أنقذ أرواح اليهود، ولهذا فإن صورته معلقة هناك".
تطورت شخصية ايتمار بن غفير مع مرور السنوات بعد ذلك كشخصية عنصرية ومحرض على القتل، تخللها سجلٌ جنائيٌ طويل ضده. وفي السنوات الأخيرة برز اسمه في الأخبار كمحرض على الأسرى الفلسطينيين والشهداء وعوائلهم، وحتى على الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وكقائد لاقتحامات المسجد الأقصى، إضافة لمحاولته تغيير الوضع القائم في المسجد ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.
وفي منتصف شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الإسرائيلية، تزامنًا مع مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس، نشر ايتمار بن غفير تغريدة ظهر فيها مع طفليه وهما يحملان ألعاب أسلحة قائلاً: "بعد أحداث الشغب في الشيخ جراح، أخذت أطفالي إلى حديقة ألعاب لتعليمهم ماذا يتوجب عليهم العمل مع المخربين"، في إشارة إلى أن القتل هو وسيلة التعامل مع الفلسطينيين.
وفي شهر أيار/مايو، عندما قتل جيش الاحتلال الصحافية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين، كان ايتمار بن غفير من أوائل المعلقين الإسرائيليين دفاعًا عن الجريمة، إذ قال: "عندما يطلق الإرهابيون النار على جنودنا في جنين، عليهم أن يردوا بإطلاق النار بكامل قوتهم حتى لو كان هناك صحفيون من قناة الجزيرة يقفون عمدًا في منتصف المعركة ويزعجون الجنود. وبحسب التقارير، فقد أصيبت بنيران الإرهابيين، لكننا على أي حال نقدم الدعم كاملاً لجنود جيش الدفاع الأبطال".
ومن أبرز مشاريع ايتمار بن غفير، مقترح قانون إعدام منفذي العمليات الفلسطينيين الذي طرحه بالفعل أمام الكنيست المنتهية ولايته. آنذاك، قال ايتمار بن غفير في حديث لصحيفة يسرائيل هيوم: "عقوبة الإعدام للإرهابيين هي الأمر الأخلاقي والمنطقي والمطلوب الآن. لا يوجد سبب في العالم لأن يواصل حثالة البشر الذين يقتلون العائلات ويقتلعون حياتهم رؤية النور، أو يتم إطلاق سراحهم في صفقات لتحرير الإرهابيين. لن تقلل هذه العقوبة من الدافع وراء تنفيذ هجمات إرهابية فحسب، بل ستمنع أيضا الأحلام بصفقات الخطف".
وعندما قتل مستوطنٌ، الشهيد حمدي النعسان من بلدة المغير قضاء رام الله، قال ايتمار بن غفير: "يجب العثور على مطلقي النار على الفلسطيني حمدي النعسان من أجل منحهم وسامًا". كما أعرب عن دعمه لجنود كتيبة "نيتسح يهودا" بعد نشر فيديو يوثق تنكيلهم بفلسطيني قرب رام الله، إذ كتب على تويتر: "يجب دعم مقاتلي نيتسح يهودا، أبطالنا. اليوم أكثر من أي وقت مضى نفهم لماذا نحتاج إلى قانون حصانة للجنود ورجال الشرطة. يجب أن لا نتخلى عن من يدافعون عنا".
وفي حديث صحافي قُبيل الانتخابات، قال ايتمار بن غفير: "لا يوجد شيءٌ اسمه دولة فلسطين. ولا سلطة حكم ذاتي"، مؤكدًا أنه يرفض أن يكون للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أي سلطة تمثله، كما يرفض إلحاقهم بـ"دولة إسرائيل" والسماح لهم بالتصويت في الكنيست.
وأعرب ايتمار بن غفير عن اعتقاده بأن الحل الأنسب للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو إعادتهم للوضع الذي كانوا عليه قبل اتفاق أوسلو، بدون سلطة تمثلهم أو تدير شؤونهم، والاعتراف بأن هذه الأرض هي أرض دولة إسرائيل اليهودية، وإلا فإن عليهم أن يرحلوا.
يُذكر أن ايتمار بن غفير أدين بتاريخ 25 تموز/يوليو 2006 بدعم تنظيم "كاخ" اليهودي المصنف لدى "إسرائيل" بأنه تنظيم إرهابي، وإطلاق هتافات عنصرية مثل: "يجب طرد العدو العربي. الموت للعرب" في إشارة للفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
وبتاريخ 11 نيسان/ابريل 2004، أدين ايتمار بن غفير بتعليق شعارات طالب فيها قبل أربعة أعوام بمنع البابا يوحنا بولس الثاني من زيارة القدس و"إلغاء الحملة الصليبية"، وكذلك على خلفية نشره ملصقات تصف البابا بأنه "شخصية معادية للسامية تعمل ضد شعب إسرائيل". ورغم هذه الإدانة، إلا أن القضاء لم ينزل على ايتمار بن غفير عقوبة السجن، بل اكتفى بفرض غرامة مالية رمزية عليه.
تجدر الإشارة أن ايتمار بن غفير هو محامي تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي، وكان قد تولى الدفاع عن المتهمين بجريمة إحراق عائلة دوابشة.