أسفرت مجزرة إسرائيلية جديدة في مدينة جنين، عن استشهاد أربعة فلسطينيين، وذلك بعد اقتحام قوة إسرائيلية خاصة وسط مدينة جنين وتنفيذ عملية إعدام ميداني للشهداء يوسف شريم ونضال خازم، فيما تأتي العملية الإسرائيلية قبيل أيام من انعقاد اجتماع شرم الشيخ الأمني، وذلك من أجل "تهدئة التصعيد" في الضفة الغربية.
تأتي العملية الإسرائيلية قبيل أيام من انعقاد اجتماع شرم الشيخ الأمني، وذلك من أجل "تهدئة التصعيد" في الضفة الغربية
ويتوقع من اجتماع شرم الشيخ الأمني، استكمال أعمال اجتماع العقبة الأمني، الذي شاركت فيه السلطة الفلسطينية. وعقب المجزرة الإسرائيلية الجديدة، أجمعت الفصائل الفلسطينية على المقاومة ورفض المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني.
فقد أكدت حركة حماس أن "عملية الاغتيال الجبانة لاثنين من قادة المقاومة لن تمر دون عقاب، والاحتلال الذي خَبر المقاومة يوقن أن ردّها قادم، وبأنّ مسيرة المقاومة ماضية حتى التحرير".
وأضافت حماس في بيان لها: "أنّ شعبنا المجاهد لن يَبرح الرباط في أرضه، وسيواصل الدفاع عن قدسه والمسجد الأقصى المبارك، وأنّ رجال المقاومة يعرفون طريقهم نحو أهداف الاحتلال جيدًا".
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس للتلفزيون العربي إن على السلطة الفلسطينية أن تعلن انسحابها من اجتماع شرم الشيخ.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن "هذا الدم المسفوح على مذبح الحرية، سيرفع من فاتورة الانتقام من العدو وحكومته المتغطرسة، وإن تصعيد المقاومة وضرب العدو واستهدافه هو عنوان الوفاء لهذه الدماء الزكية التي ترسم معالم النصر والخلاص لشعبنا وأمتنا".
أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد أشارت إلى اللقاءات الأمنية التي تشارك فيها السلطة الفلسطينية، قائلةً: "إنّ جرائم الاحتلال ما كانت لتصل إلى هذا الحد الخطير لولا حالة العجز العربيّة والتواطؤ الدوليّ والدعم والحماية الكاملة التي توفّرها الإدارة الأمريكيّة للاحتلال الصهيوني، ورهان قيادة السلطة على اللقاءات الأمنيّة التي لا تجلب لشعبنا سوى المجازر والدمار".
بدورها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: "لقد تجاوزت عنجهية دولة الاحتلال وحكومتها الفاشية كل الحدود، وتمادت في إجرامها بدون أي حساب، في رهان منها على حالة العجز التي تعانيها السلطة الفلسطينية وارتهانها للوعود الأمريكية، واستخفافها بمصالح شعبنا وأمنه واستقراره وحقه في العيش الكريم".
وأضافت الجبهة الديمقراطية: "جريمة جنين النكراء وما سبقها من جرائم لا تقل عنها فاشية ووقاحة وعنجهية، لا يمكن الرد عليها إلا بموقف وطني صارم حده الأدنى الرجوع عن قرار المشاركة في اجتماع شرم الشيخ، والتحلل من تفاهمات اجتماع العقبة التي أنكرتها حكومة الاحتلال قبل أن يجف حبرها، والعودة بدلاً من ذلك الى رحاب المؤسسة الوطنية الجامعة وإلا فإن كل بيانات الإدانة والاستنكار، لن تكون سوى أضاليل وأكاذيب ومناورات غش، بات شعبنا يعرف مقاصدها الحقيقية وينظر إليها باحتقار شديد".
من جانبه، اعتبر ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح، "الجلوس مع حكومة الاحتلال تغطية على الجرائم بحق شعبنا وإمعان في حالة الذل السياسي"، مضيفًا أن "الجهات المتنفذة في المقاطعة غير معنية بالحوار الفلسطيني-الفلسطيني ولا تأبه بالرأي العام الفلسطيني ولا تعير بالاً لدمه أو أولوياته، لأنها موجودة في الحكم رغما عن إرادته وتدرك أنها لا تتمتع بالشرعية والعلاقة المطلوبة مع الشعب".
وحول المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني، قال القدوة إن: "الجلوس مع حكومة الاحتلال المجرمة في ظل كل ما يحدث على الأرض وفي غياب لأي سياق سياسي جدير بالاحترام ما هو إلا تغطية على الجرائم بحق شعبنا وإمعان في حال الذل والمهانة التي آلت إليها الحالة السياسية الفلسطينية".
أمّا حركة فتح، فقد قالت في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، "إنّ جريمة الإعدام التي ارتكبها جيش الاحتلال لن تُرهب جماهير شعبنا"، مضيفةً، "أنّ منظومة الاحتلال تسعى مِنْ خلال عدوانها الهمجيّ على شعبنا إلى تصدير أزماتها الداخليّة، واستكمال مخططاتها الاستعماريّة- الإحلاليّة، المرتكزة على استخدام كافة الأدوات العدوانيّة والإرهابيّة".
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن"هذه الأعمال العدوانية الإسرائيلية المستمرة، تؤكد أن إسرائيل غير معنية بتاتًا بتهدئة الأوضاع ومنع تفجرها، خلافًا لكل الجهود الدولية الساعية لمنع التصعيد في شهر رمضان الفضيل"، مشيرًا إلى أن إسرائيل وحدها تتحمل نتائج هذه السياسات العدوانية.
كما شكك عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد في جدوى مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماعات الأمنية، قائلًا: "ما هو المبرر لعقد اجتماع آخر في شرم الشيخ، إذا كانت إسرائيل لا تلتزم بما توقع عليه"، وذلك خلال تصريحات عبر تلفزيون فلسطين.
يشار إلى أن "ألترا فلسطين" علم من مصادر مطلعة عن زيارة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج إلى العاصمة الأردنية عمّان من أجل عقد لقاء تشاوري حول لقاء شرم الشيخ الأمني، المنوي عقده يوم الأحد القادم.
وقالت مصادر "ألترا فلسطين" إنه من المتوقع عودة الشيخ وفرج إلى رام الله، مساء اليوم الخميس، وذلك لعقد لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يستعرض نتائج اللقاء بالمسؤولين الأردنيين وتحديدًا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
وكشفت التلفزة الإسرائيلية الرسمية أن ما حدث في جنين عملية اغتيال وليس محاولة اعتقال وتم تنفيذ إجراء تأكيد القتل خلالها، مؤكدةً على أن قمة شرم الشيخ الأمنية ستعقد الأحد المقبل في موعدها
وكشفت التلفزة الإسرائيلية الرسمية أن ما حدث في جنين عملية اغتيال وليس محاولة اعتقال وتم تنفيذ إجراء تأكيد القتل خلالها، مؤكدةً على أن قمة شرم الشيخ الأمنية ستعقد الأحد المقبل في موعدها رغم استنكار السلطة الفلسطينية للعملية الإسرائيلية في جنين.