12-يونيو-2023
الاسير احمد الشمالي توائم

بعد ساعات من الاحتجاز والتحقيق على حاجز "بيت حانون" العسكري، تمكنت السيدة رسمية شمالي (33 سنة) من العبور إلى قطاع غزة عائدة إلى عائلتها، ومعها أربعة توائم أنجبتهم في مستشفى المقاصد، في مدينة القدس المحتلة.

أفادت رسمية الشمالي، أنها خضعت لتحقيق على حاجز بيت حانون أثناء عودتها لقطاع غزة المحاصر، وكانت الأسئلة تتمحور حول زوجها، وفي أي سجن هو، ولماذا سجن، وكيف أنجبت الأطفال، وبعد ساعات سمحوا لها بالمرور

المعجزة في ولادة رسمية شمالي ليست فقط في إنجاب أربعة أطفال، وإنما في أن الأطفال الأربعة هم سفراء حرية، أنجبتهم بعدما وصلت إليها نطف مهربة، من زوجها الأسير أحمد الشمالي، المعتقل في سجون الاحتلال منذ 15 سنة، وتبقى للإفراج عنه ثلاث سنوات.

راكان وريان وعبد الرحيم ونجاح، أبصروا النور في 3 أيار/مايو الماضي، في مستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة. واليوم، بعد أكثر من شهر على ولادتهم، بدت فرحة رسمية شمالي واضحة وهي تتحدث لـ الترا فلسطين عنهم، مؤكدة أنهم "بصحة جيدة، ولا يوجد أجمل منهم" حسب تعبيرها.

وكانت رسمية شمالي وصلت لمستشفى المقاصد بعد حصولها على تحويلة طبية، بسبب تعقيدات ولادة أربعة توائم مرة واحد، وحاجتهم للرعاية خاصة بعد الولادة. تقول، إنها تلقت عناية خاصة في مستشفى المقاصد، وقد بقي أطفالها في الحضانة قرابة 40 يومًا، منذ ولادتهم حتى السماح لها بالعودة بهم إلى قطاع غزة.

وأفادت رسمية الشمالي، أنها خضعت لتحقيق على حاجز بيت حانون أثناء عودتها لقطاع غزة المحاصر، وكانت الأسئلة تتمحور حول زوجها، وفي أي سجن هو، ولماذا سجن، وكيف أنجبت الأطفال، وبعد ساعات سمحوا لها بالمرور، مؤكدة أنها "لم تقدم لهم معلومة واحدة".

وصلت رسمية الشمالي أخيرًا مع أطفالها إلى حي الشجاعية، وهناك حظيت باستقبال وحفاوة كبيرة من قبل عائلتها وولديها عبيدة (17 عامًا) وعلي (15 عامًا)، "إلا أن الفرحة كانت منقوصة فالزوج خلف أسوار سجن نفحة ولم يكن بانتظارهم" كما تقول. واستدركت أن زوجها أحمد الشمالي تلقى الخبر في السجن، وغمرته سعادة كبيرة بالخبر.

وتتم عملية الإنجاب عن بُعد، في تهريب نُطف منوية للأسرى من داخل سجون الاحتلال، ثم تلقيح زوجاتهم بها لإنجاب الأطفال.

ويعاني الأسير أحمد الشمالي من ظروف صحية سيئة ويشتكي من التهابات شديدة في المسالك البولية، ويصاب بنوبات متكررة من المغص الكلوي التي تداهمه من حين لآخر، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وبحسب رياض الأشقر، مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، فإن عدد الأطفال الذين أنجبوا عبر النطف المهربة بلغ 118 طفلاً، بعدما كانت أولى العمليات الناجحة في العام 2012، عندما أنجب الأسير عمار الزبن من مدينة نابلس، أول طفل بهذه الطريقة، وأسماه مهند.

وأفاد رياض الأشقر لـ الترا فلسطين، أن 76 أسيرًا خاضوا هذه التجربة بعضهم أنجبوا توائم وبعضهم كرر التجربة، وآخر الأطفال هو إسماعيل طفل الأسير محمد الحروب من الخليل.

يُذكر أن هذه أول مرة يولد فيها أربعة توائم لأسير واحد في عملية واحدة، بينما زرق ثلاثة أسرى بثلاثة توائم لكل منهم، وهم رأفت القروي من رام الله، الذي تحرر بعد قضاء محكوميته (15 سنة)، والأسير بركة راجح طه من الخليل، المحكوم بالسّجن (35 سنة)، والأسير إياد مهلوس من القدس، وهو محكوم بالسّجن مدى الحياة.