25-يونيو-2024
تحذير أممي: قطاع غزة يقترب من المجاعة وانعدام الغذاء قد يستمرّ لأشهر

أكثر من 495 ألف شخص في غزة باتوا في مرحلة المجاعة (AP)

قال تقرير دوليّ إن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، يواجهون مخاطر المجاعة، والانعدام الحادّ في الأمن الغذائي، وهو وضع قد يستمرّ حتى أيلول/ سبتمبر المقبل، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض قيود على إدخال المساعدات الغذائية.

أكثر من 495 ألف شخص في قطاع غزة باتوا في مرحلة المجاعة والمستويات الكارثية من انعدام الأمن الغذائي الحادّ، وتواجه الأسر نقصًا شديدًا في الغذاء ويتضوّر أفرادها جوعًا، ويستنفدون القدرة على المواجهة

وبحسب "تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، الذي أعدّته عدد من الوكالات الإنسانية، فإنّ كل قطاع غزة يُصنّف الآن بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).

ووفق التقرير المنشور اليوم الثلاثاء، فإن أكثر من 495 ألف شخص (22% من سكان قطاع غزة) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصًا شديدًا في الغذاء، ويتضوّر الأفراد جوعًا، ويستنفدون القدرة على المواجهة.

وكان التحليل الذي أجراه التصنيف في شهر شباط/فبراير الماضي، قد توقّع احتمال حدوث المجاعة في المحافظات الشمالية في غزة بنهاية أيار/مايو بناء على افتراض استمرار الحرب بنفس الشدة مع استمرار انخفاض الوصول الإنساني. وقد شهد شهرا آذار/مارس ونيسان/أبريل زيادة في عمليات توصيل الغذاء رغم حدوث عراقيل.

وذكر التقرير أن الوصول الإنساني إلى المحافظات الجنوبية في قطاع غزة، والتي يوجد بها مليونا شخص، قد تقلّص بشكل ملحوظ مع إغلاق معبر رفح الحدودي، والعراقيل الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم. وأشار إلى أن تركّز السكان في مناطق تفتقر إلى حد كبير للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والرعاية الصحية وغيرها من البنية الأساسية، يزيد مخاطر تفشي الأمراض، ما ستكون له آثار كارثية على التغذية والحالية الصحية لقطاعات كبيرة من السكان.

برنامج الأغذية العالمي كان أبدى قلقًا بالغًا بشأن الحد من قدرة المنظمات الإنسانية على توفير المساعدات لجنوب قطاع غزة

وأبدى برنامج الأغذية العالمي، وهو أحد الوكالات المشاركة في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، القلق البالغ بشأن تقليص قدرة المنظمات الإنسانية على توفير المساعدات الحيوية جنوب غزة، بما يعرض التقدم الذي أحرز للخطر. وأشار إلى أن الأعمال القتالية في رفح شردت أكثر من مليون شخص وقلصت بشكل كبير الوصول الإنساني.

وقال البرنامج الأممي إن الفراغ الأمني أدى إلى انتشار الفوضى بما يقوض العمليات الإنسانية بشكل كبير. وأعرب عن مخاوفه من أن يشهد جنوب غزة قريبًا نفس المستويات الكارثية للجوع التي سُجلت في المناطق الشمالية.

وذكر أن تغيير المسار ومنع حدوث المجاعة يتطلب توفير مستويات كافية ومستدامة من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك توفّر الغذاء الطازج وتحسين التنوع الغذائي والمياه النظيفة، والصرف الصحي والوصول إلى الرعاية الصحية وإعادة بناء المستشفيات والعيادات.

والتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، يعمل فيه خبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة، ويهدف لقياس انعدام الأمن الغذائي وتوجيه الاستجابات الفعّالة بشكل أفضل، ويتتبع تصنيف الأمن الغذائي الجوع، ولكنّه أيضًا يمكن أن يدق ناقوس الخطر قبل الانتشار المحتمل لسوء التغذية الحاد لتجنب تحوّله إلى ظروف أكثر خطورة تهدد الحياة.

واليوم، قال المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إنّ نحو نصف مليون شخص في غزة يعاني من انعدام الأمن الغذائي، وقال إنه يتوجّب فتح كافة المعابر في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.