03-ديسمبر-2023
كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، تدمر دبابة إسرائيلية

الترا فلسطين | فريق التحرير 

أظهرت وثائق ورسائل البريد الإلكتروني ومقابلات أن المسؤولين الإسرائيليين حصلوا على خطة حماس القتالية لمعركة طوفان الأقصى، في 7 تشرين الأول\أكتوبر، قبل أكثر من عام من وقوعها، بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وأضافت أن مسؤولي الجيش والمخابرات الإسرائيليين رفضوا الخطة ووصفوها بالـ"طموحة"، معتبرين أن تنفيذها صعب للغاية على حماس.

الوثيقة المكونة من 40 صفحة تقريبًا، واطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، وأطلقت عليها السلطات الإسرائيلية اسم "جدار أريحا"، حددت بالتفصيل أحداث معركة طوفان الأقصى.

الوثيقة التي توقعت طوفان الأقصى قبل عام، احتوت على أهداف كان أبرزها اجتياح القاعدة العسكرية في رعيم.

ولم تحدد الوثيقة موعدًا للهجوم، لكنها وصفت هجومًا منهجيًا يهدف إلى اجتياح السياج المحيط بقطاع غزة، والاستيلاء على مستوطنات واقتحام قواعد عسكرية رئيسية.

وثيقة "جدار أريحا"، التي سُميت على اسم التحصينات القديمة في الضفة الغربية، تحدثت بالتفصيل عن هجمات صاروخية لإلهاء جنود الاحتلال ودفعهم إلى المخابئ، وطائرات بدون طيار لتعطيل الإجراءات الأمنية المتقنة على طول السياج الذي يحيط في قطاع غزة.

وبعد ذلك، بحسب الوثيقة، سيخترق مقاومو حماس 60 نقطة في الجدار، ويقتحمون السياج، وتبدأ الوثيقة باقتباس من القرآن :"ٱدْخُلُوا۟ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَـٰلِبُونَ ۚ".

وكان أحد أهم الأهداف التي حددتها الوثيقة هو اجتياح القاعدة العسكرية في رعيم، التي تضم فرقة غزة، كما تم إدراج القواعد الأخرى التي تقع تحت قيادة الفرقة.

وبحسب الصحيفة، فإن المقاومة الفلسطينية اتبعت الخطة الموضوعة في الوثيقة بـ"دقة مذهلة"، مضيفة أن الوثيقة دعت إلى إطلاق وابل من الصواريخ في بداية المعركة، وطائرات بدون طيار لتدمير الكاميرات الأمنية والمدافع الرشاشة الآلية على طول السياج، وتدفق المقاومين إلى الأراضي المحتلة بشكل جماعي في طائرات شراعية ودراجات نارية وعلى الأقدام، وهذا ما حدث في معركة طوفان الأقصى. 

وتضمنت الخطة أيضًا تفاصيل حول موقع وحجم القوات العسكرية لدى الاحتلال، ومراكز الاتصالات وغيرها من المعلومات الحساسة.

وتؤكد نيويورك تايمز أنه تم تداول الوثيقة على نطاق واسع بين القادة العسكريين والمخابرات الإسرائيلية، لكن الخبراء قرروا أن هجومًا بهذا الحجم والطموح "يتجاوز قدرات حماس"، وذلك وفقًا للوثائق والمسؤولين، وأشارت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أو غيره من كبار القادة السياسيين قد اطلعوا على الوثيقة أيضًا.

وأفادت نيويورك تايمز أنه في العام الماضي، بعد وقت قصير من الحصول على الوثيقة، قال مسؤولون في فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية، المسؤولة عن مراقبة السياج مع غزة إن نوايا حماس غير واضحة، وجاء في تقييم عسكري اطلعت عليه الصحيفة أنه "ليس من الممكن بعد تحديد ما إذا كانت الخطة قد تم قبولها بالكامل وكيف سيتم تطبيقها".

ثم، في يوليو/تموز، قبل ثلاثة أشهر فقط من معركة طوفان الأقصى، حذرت محللة مخضرمة في الوحدة 8200، من أن حماس أجرت تدريبًا مكثفًا دام يومًا كاملًا بدا مشابهًا لما ورد في المخطط، لكن عقيدًا في "فرقة غزة" تجاهل مخاوفها، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني المشفرة التي اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز.

وكتبت المحللة في رسائل البريد الإلكتروني: "أنا أدحض تمامًا أن السيناريو خيالي"، مضيفة أن تدريبات حماس تتطابق تمامًا مع محتوى  وثيقة "جدار أريحا".

ويعترف المسؤولون الإسرائيليون سرًا، بحسب الصحيفة، بأنه لو أخذ جيش الاحتلال هذه التحذيرات على محمل الجد، وأعاد توجيه تعزيزات كبيرة إلى الجنوب، حيث هاجمت حماس، لكان بإمكان "إسرائيل" التخفيف من حدة الهجمات أو ربما حتى تمنعها.

كشفت مذكرة، سبقت وثيقة جدار أريحا، من وزارة جيش الاحتلال أن حماس "تنوي نقل المواجهة التالية إلى داخل المدن الإسرائيلية". 

وتكشف وثيقة "جدار أريحا" عن سلسلة من الأخطاء استمرت لسنوات بلغت ذروتها، فيما يعتبره المسؤولون الإسرائيليون الآن أسوأ فشل استخباراتي إسرائيلي منذ الهجوم المفاجئ الذي أدى حرب أكتوبر عام 1973.

وكان الأساس وراء كل هذه الإخفاقات، وفقًا للنيويورك تايمز، هو اعتقاد واحد غير دقيق إلى حد كبير بأن حماس تفتقر إلى القدرة على الهجوم وأنها لن تجرؤ على القيام بذلك. وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذا الاعتقاد كان متأصلًا في الحكومة الإسرائيلية، لدرجة أنهم تجاهلوا الأدلة المتزايدة التي تشير إلى عكس ذلك .

ولم يذكر المسؤولون الإسرائيليون كيفية حصولهم على وثيقة "جدار أريحا"، لكنها كانت من بين عدة نسخ من خطط الهجوم التي تم جمعها على مر السنين، على سبيل المثال، تقول مذكرة لوزارة الاحتلال لعام 2016، وقع عليها آنذاك أفيغدور ليبرمان، إن "حماس تنوي نقل المواجهة التالية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية".

وجاء في المذكرة أن مثل هذا الهجوم من المرجح أن يشمل أخذ أسرى و"السيطرة على مدن إسرائيلية".

وجاء في المذكرة، التي اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، أن حماس اشترت أسلحة متطورة وأجهزة تشويش GPS وطائرات بدون طيار، وقالت أيضًا إن حماس زادت قوتها القتالية إلى 27,000 فرد، بعد أن أضافت 6,000 إلى صفوفها في فترة عامين، وبحسب المذكرة فإن حماس كانت تسعى إلى الوصول إلى 40 ألف مقاوم بحلول عام 2020.