07-أبريل-2024
قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب الفرقة 98 العاملة في خانيونس جنوب قطاع غزة

جيش الاحتلال يسحب قواته من قطاع غزة ويبقي على لواء واحد

قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، سحب الفرقة 98 من منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة بألويتها الثلاثة، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد.

إعلان سحب الفرقة 98 من خانيونس، يأتي بعد يوم من ضربة قاسية تعرّض لها جيش الاحتلال في منطقتي الزنة والأمل

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه لم يتبق في قطاع غزة سوى لواء "الناحال" الذي يعمل في منطقة ممر "نتساريم" الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ومهمّته منع عودة الفلسطينيين لشمال قطاع غزة.

ولواء "الناحال" أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، و" ناحال: נח"ל" بالعبرية هي اختصار لكلمات "نوعار حلوتسي لوحيم" وتعني "الشباب الطلائعي المحارب"، وهو الاسم الذي يطلق على برنامج شبه عسكري لجيش الاحتلال، يجمع بين الخدمة العسكرية وتأسيس مستوطنات يهودية زراعية، عادة ما تكون في أماكن نائية.

وجرى إطلاق "مشروع الناحال" عام 1948 ككتيبة شبابية تعمل لتحضير المجندين للانخراط في الجيش الإسرائيلي، وربطهم بالتيارات الاستيطانية. وداخل الجيش الإسرائيلي جرى استيعاب الشبان كجنود ضمن المشاة التابعة لسلاح الجو (مجوقلة) عام 1982 بعد أن تعاظمت الحاجة لقوة من المشاة في خضم حرب لبنان الأولى 1982.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن خروج الفرقة 98 يأتي عقب ما أسمته "انتهاء المناورات البرية".والفرقة 98 بجيش الاحتلال نفذت الحرب البرية في جنوب قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، خصوصًا على منطقة خانيونس.

وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أنّ اللواء المدرّع السابع الذي عمل مؤخرًا تحت الفرقة 98، ونفذ قبل ذلك عمليّات برية شمال ووسط قطاع غزة تحت الفرقة 36، بدأ الليلة الماضية مغادرة قطاع غزة، بعد القتال الذي شهده القطاع منذ بداية الحرب البرية نهاية شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

والفرقة  في جيش الاحتلال تتكون من 2-5  إلى ألوية، وتضم عادة ما بين 13 إلى 20 ألف جندي، وتتضمن وحدات هجومية ووحدات دعم قتالية ودعم جوي واستطلاع وهندسة قتالية واستخبارات عسكرية وخدمات لوجستية، وكل لواء يترواح عدد جنوده ما بين 3-7 آلاف جندي.

شارك في العملية البرية في خانيونس فوق الأرض وتحتها، 7-8 ألوية في البداية، وتقلّصت بعد ذلك تدريجيًا إلى 3-4 ألوية 

ويأتي تقليص القوات الليلة بعد أن أجرى الجيش الإسرائيلي في كانون ثان/ يناير الماضي تقليصًا أكبر لعدد قواته المتمركزة في القطاع، وأخرج منه الفرقة 36 التي تضم لواء جولاني. وكانت هذه الخطوة هي التي ميّزت المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الثالثة، والتي انتقل إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي في البداية في شمال قطاع غزة، وبعد ذلك إلى في خان يونس.

وأكّد ضابط "رفيع" للإذاعة الإسرائيلية العامة أنّ المنطق الأكثر فعالية للعمل في القطاع هو المرحلة الثالثة من المداهمات السريعة والمحدودة بناءً على معلومات استخبارية، كما حدث في مشفى الشفاء. وتقييمات الجيش تفيد أن العملية البرية استنفدت نفسها، وبالتالي، سيتم البدء في تنفيذ المداهمات الخاطفة في خانيونس بعد أن تم تفكيك لواء حماس فيها.

وأضاف الضابط الإسرائيلي الرفيع أنّ الفرقة 98 قتلت آلاف المسلحين في الأشهر الأخيرة في خانيونس، ودمّرت أكثر من 30 ألف متر من الأنفاق، معظمها استراتيجية لاستخدام قيادة حماس.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية مصدر في جيش الاحتلال قوله: بإمكاننا العودة إلى خانيونس إذا لزم الأمر. ونحن نستعد الآن لمواصلة العمليات ضد كتائب حماس التي لم يتم التعامل معها بعد، في دير البلح ورفح.

وأضاف المصدر: "ليس من الصحيح أن تكون هناك خطوط إمداد دائمة تتحرك عليها القوات بشكل دائم؛ من شأن ذلك أن يعرّض القوات للخطر في جنوب قطاع غزة، بل سيتم تنفيذ عمليات مداهمة خاطفة فقط بناءً على معلومات استخباراتية".

خدعة؟ أم انسحاب أم إعادة تموضع؟  

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنّ "العملية البرية لم تنته بعد"، فيما قال يوآف زيتون من الصحيفة ذاتها إنّ انسحاب الجيش من قطاع غزة، يأتي عقب ضغوط أمريكية مكثفة لإنهاء القتال.

وأكّد ضابط رفيع للإذاعة الإسرائيلية أنه لا توجد صلة بين الضغوط الأمريكية التي تمارس على إسرائيل والانسحاب من خانيونس. وأشار إلى أن هناك اعتبارًا آخر ساهم في هذه الخطوة وهو الرغبة في ترك أماكن للنازحين الذين سيُطلب منهم مغادرة رفح.

ورأى متابعون للشأن الإسرائيلي أن ما جرى لا يُعدّ انسحابًا لجيش الاحتلال، وإنما إعادة تموضع وانتشار في نقاط التمركز بمحيط القطاع. وحذّر آخرون من خدعة قد ينفذها جيش الاحتلال على غرار اقتحام مستشفى الشفاء مؤخرًا. فيما أشار البعض إلى أن الانسحاب المعلن بمثابة تنفيذ لرؤية بنيامين نتنياهو لإسقاط واقع الضفة الغربية على قطاع غزة، وتهيئة الظروف ميدانيًا، بما يتيح للجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية العمل بحرية في القطاع وتنفيذ اقتحامات سريعة كلمات اقتضت الحاجة.