30-أكتوبر-2023
حاجز إيرز أو بيت حانون شمال قطاع غزة

تحول حاجز معبر إيريز أو بيت حانون إلى هدف عسكري للمقاومة (Getty)

تحول الموقع العسكري شمال بيت حانون المعروف بحاجز"إيريز"،  إلى نقطة إذلال للجيش الإسرائيلي منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حين بثت المقاومة فيديوهات لاقتحام عناصر كـتائب القسـام الموقع العسكري، ورغم أن الهجوم في اليوم الأول، كان مباغتًا لجيش الاحتلال، إلّا أن الهجوم الثاني الذي شهده الحاجز والموقع العسكري، يوم الأحد 29 تشرين الأول/ أكتوبر، جاء في ذروة المعركة واستعداد جيش الاحتلال، الذي يحشده نفسه للتوغل في شمال القطاع، مما رسّخ "إيريز" باعتباره خاصرة رخوة للاحتلال وهدفًا استراتيجيًا للمقاومة.

ولم يقدم الاحتلال الكثير من التفاصيل، حول عملية الإنزال للمقاومة على موقع "إيريز"، ولكنه اكتفى بالقول إن "قتل عددًا من المسلحين خلال اشتباك في محيط المعبر، دون تقديم أي رقم، يكشف زيفه في إطار الحرب النفسية"، كما حصل عملية التسلل إلى موقع "زيكيم" العسكري، بعدما رددت القناة 12 الإسرائيلية، معلومات عن أن الجيش قتل 10 مسلحين، وصلوا إلى منطقة المعسكر، ليخرج الناطق باسم كتائب القسّام أبو عبيدة "كاشفًا زيف الادعاء، ومؤكدًا على أن ثلاثة عناصر من الضفادع البشرية لكتائب القسام، هم من نفذوا العملية".

حاجز بيت حانون أو حاجز إيريز، يفصل بين شمال قطاع غزة ودولة الاحتلال، واندلعت فيه الاشتباكات خلال اليوم الأول من طوفان الأقصى

مرتان في "إيريز"

ويرى محللون عسكريون، أن إحدى نقاط قوة المقاومة هو اعتمادها على الخلايا الصغيرة من 3 أو 5 أو 10 عناصر، إذ تقوم الخلية بضرب أهداف إسرائيلية تمركزت في أماكنها، ومضى أيام على وجودها واسترخت لتأتي ضربات المقاومة مباغتة وغير متوقعة للأهداف التي هاجمتها مسبقًا، وتصبح الأهداف الثابتة معرضة للضربات.

ويلخص الإعلام العسكري لكتائب القسام، ما جرى في "إيريز"، يوم الأحد، وبينما كانت تتصدى المقاومة إلى توغل محدود شمال قطاع غزة، تقدمت قوة من القسام إلى خلف خطوط جيش الاحتلال، وقال بلاغ مقتضب للقسـام: "مجاهدو القسام يباغتون القوات المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا بعد تسللهم خلف خطوطها والتحامهم بقوات العدو واشتباكهم معها". وفي بيان آخر، أضافت: "مجاهدو كتائب القسام يؤكدون اشتعال النيران في عدد من الآليات المستهدفة غرب موقع إيرز والإجهاز على عدد من الجنود بداخلها". وأكدت الكتائب على استهداف "دبابتين للقوات المتوغلة شمال غرب غزة واشتعال النيران فيهما".

وفي بيان آخر، قالت كتائب القسام: "مجاهدونا يخوضون في هذه الأثناء اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب غزة".

ووفق التقديرات العسكرية، فإنه "لا يمكن تفسير كيفية قيام المقاومة الفلسطينية في عمليتين إنزال في موقع وحاجز إيريز في عضون 23 يومًا، رغم أن جيش الاحتلال في أتم جهوزيته، ويقوم بقصف غزة جوًا وبرًا وبحرًا على مدار الساعة"، مما جعل خبر عملية "إيريز" تتصدر شريط  الأخبار الذي جاء فيه أت "كتائب القسام تدك موقع إيرز بقذائف الهاون والصواريخ لقطع النجدات عن الآليات المشتعلة التي تم استهدافها في محيط الموقع".

ويقع حاجز بيت حانون أو "إيريز" كما يطلق الاحتلال، عليه في أقصى شمال قطاع غزة ويفصله عن دولة الاحتلال، وهو "مخصص للمشاة والحمولات وهو تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويستخدم حاليًا لنقل المرضى والمصابين للعلاج في الأردن أو إسرائيل أو الضفة الغربية، وبالإضافة إلى الطواقم الدبلوماسية والبعثات الأجنبية والصحافة والعمال والتجار الفلسطينيين وغيرهم ممن يملكون تصاريح للعبور إلى إسرائيل".

حاجز بيت حانون حاجز إيريز

ويعرف الحاجز بأنه محطة "إذلال" للفلسطينيين الذين يعبرونه من مرضى وعائلاتهم وتجار وصحفيين وجميع من يحصل على تصريح من الاحتلال للمرور للضفة الغربية أو "إسرائيل" من خلاله، حيث تحوّل إلى" مصيدة" ونقطة إبتزاز ثابتة، يقوم من خلالها ضباط "الشاباك" باستجواب التجار والمرضى وابتزازهم لتقديم معلومات عن المقاومة مقابل التصاريح والسماح بالسفر لتلقي العلاج.

كما تحول إلى نقطة لاعتقال بعض أهالي القطاع، من خلال منحهم التصاريح للعبور من خلاله، قبل اعتقالهم عند الوصول إلى "إيريز".

ويرتبط اسم الحاجز في ذهن أهالي غزة، بالشهيدة ريم الرياشي (22 عامًا)،  وهي أول استشهادية في قطاع غزة وأول استشهادية من "كتائب عز الدين القسام".

ووصلت الرياشي وهي أم لطفلين، في الرابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2004،  إلى الحاجز مرتدية حزامًا ناسفًا بذريعة أنها تريد الحصول على "بطاقة ممغنطة"، وقامت بتفجير نفسها في الجنود لتقتل أربعة منهم وتصيب عشرة، من بينهم أربعة في حالة خطيرة، حسب التصريحات الإسرائيلية حينها.

ويضم موقع حاجز"إيريز" العسكري، نقاط الضبط والسيطرة والتنصت تابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، والأقسام المسؤولة عن قطاع غزة فيه، فيما تنتشر حشود لواء جفعاتي في المنطقة حاليًا، إلى جانب عدد من بطاريات المدفعية

وكانت المقاومة قد أكدت أنها استولت في هجومها الأول، على معلومات استخبارية هامة من موقع "إيريز" أهمها كشف تجنيد العملاء في غزة.