19-مارس-2024
المنطقة المغلقة في الخليل وحاجز 160

لقطات من الإغلاقات في الحارات الثلاثة وحاجز 160

منذ السابع من أكتوبر، يمنع جيش الاحتلال بسام الجعبري من فتح متجره الصغير في حارة واد الحصين بالمنطقة المغلقة وسط مدينة الخليل، كما منع نجله من فتح صالون الحلاقة، وأبناء شقيقه من فتح متجر الملابس الخاص بهم، ضمن سلسلة من الممارسات التعسفية التي فرضت على أهل واد الحصين.

هذه المنطقة تتعرض لانتهاكات ومضايقات من قبل سلطات الاحتلال منذ القدم، ولكن منذ السابع من أكتوبر زادت المضايقات بشكل كبير وغير مسبوق، إذ تم إغلاق 10 منافذ وطرق رئيسية وخاصة إلى هذه المنطقة

بسام الجعبري، ظلّ صباح يوم الثلاثاء 19 آذار/مارس محتجزًا لأكثر من ساعة في البرد الشديد والمطر الغزير، من أجل تفتيش هاتفه النقال، وبعدما أطلق الجنود سراحه أوقفوا طالبة جامعية كانت في طريقها لمنزلها وفتشوا هاتفها النقال.

يقول بسام الجعبري لـ الترا فلسطين، إنه يعيش في منزل يقع في حارة واد الحصين بين مستوطنة كريات أربع وعمارة الرجبي التي استولى عليها المستوطنون في وقت سابق، وعلى بعد أربع أمتار فقط يسكن شقيقه، ولكن جنود الاحتلال يمنعونه في بعض الأيام من قطع الشارع الفاصل بين منزليهما وزيارة شقيقه.

بسام الجعبري مع عائلته هم ضمن نحو 500 عائلة يزيد مجموع أفرادها عن ألفي شخص، يعيشون في منطقة مكونة من ثلاث حارات هي: حارة جابر، وحارة السلايمة، وحارة واد الحصين، وهي تقع وسط مدينة الخليل، وبالتحديد إلى الشرق من المسجد الإبراهيمي، وقد أغلق الاحتلال المنطقة بالكامل وأحكم حصارها على نحو غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر.

يقول الناشط في تجمع "المدافعون عن حقوق الإنسان" عارف جابر، إن هذه المنطقة تتعرض لانتهاكات ومضايقات من قبل سلطات الاحتلال منذ القدم، ولكن منذ السابع من أكتوبر زادت المضايقات بشكل كبير وغير مسبوق، إذ تم إغلاق 10 منافذ وطرق رئيسية وخاصة إلى هذه المنطقة والإبقاء على حاجز عسكري وحيد مؤدي إليها هو حاجز 160.

وأوضح عارف جابر لـ الترا فلسطين، أن لحاجز 160 قصة معاناة يومية يعيشها الأهالي هناك، فهو بعيد عن حارة جابر وحارة واد الحصين، ومن يريد من أهالي هذين الحين أن يصل إليهما عليه أن يلتف إلى طريق طوله 3 كم حتى يمر من الحاجز.

وبيّن عارف جابر، أن حاجز 160 يشهد إجراءات مشددة ومزود بكاميرات مراقبة، والعبور منه يقتصر على الأشخاص الذين توجد أسماؤهم في قائمة أسماء سكان المنطقة المغلقة التي يملكها جنود الاحتلال، وفي كثير من الأحياء يرد الجنود على الشخص بأن اسمه غير موجود في القائمة رغم أنه من سكان المنطقة، فيُضطر للوصول إلى بيته بالتنقل عبر المنازل وفوق الأسطح، وفي حال ضبطه سيتعرض للضرب والشبح والتنكيل.

وأضاف جابر، أن جيش الاحتلال بعد السابع من أكتوبر فرض منعًا للتجول في المنطقة بشكل دائم ومستمر لثلاثة شهور، وبعدها سمح بالتجول بين الساعة السابعة صباحًا والساعة السابعة مساءً، وكل من يتجول خارج هذه الساعات يتم شبحه وضربه واعتقاله إلى النقطة العسكرية.

وتابع: "حتى سيارات الإسعاف والإطفاء غير مسموح لها بالدخول للمنطقة إلا بعد تنسيق طويل عبر الارتباط والصليب الأحمر، وقد يستغرق هذا التنسيق ثلاث ساعات (..) وهذا تسبب قبل أيام بفقدان سيدة لجنينها نتيجة تأخر التنسيق ووصول سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى".

وإضافة إلى رغبة الاحتلال في تهجير أهل هذه المنطقة، يوجد سبب آخر لزيادة الانتهاكات بحقهم، هو أن الإرهابي ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، يسكن في مستوطنة "كريات أربع" المقامة بالقرب من هذه المنطقة.

يقول عارف جابر، إن ايتمار بن غفير يتجول في الحارات الأربعة بشكل أسبوعي، يومي الجمعة والسبت، ويحرض المستوطنين والجيش على الأهالي هنا.

ونتيجة لهذا التنكيل والتضييق، اضطرت سبع عائلات إلى الهجرة من المنطقة للسكن خارجها في مدينة الخليل.

ويحرم جيش الاحتلال العائلات في المنطقة المغلقة من استقبال أي ضيوف أو زيارة بعضها البعض في شهر رمضان. ومايزال بسام الجعبري ممنوعًا من فتحه متجره الصغير تحت منزله، حتى لمجرد تفقد البضاعة التي انتهى تاريخ صلاحيتها، كما أن عارف جابر الذي يسكن على بعد 50 مترًا فقط من المسجد الإبراهيمي محرومٌ من الوصول للمسجد وإقامة صلاة واحدة منذ ستة شهور.