قال رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة حماس، باسم نعيم خلال حديث مع "الترا فلسطين" إن الحركة لم تتلقَ حتى اللحظة أي ورقة تتضمن مقترحات جديدة حول صفقة التبادل ووقف الحرب في قطاع غزة، لا سيما بعد جولة المفاوضات غير المباشرة التي عُقدت في العاصمة الإيطالية، روما، بحضور ممثلين عن الوسطاء المصري والقطري والأميركي، بالإضافة للوفد الإسرائيلي الذي حضر ممثلًا برئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع.
وأضاف نعيم: "لم يصلنا شيء جديد رسميًا، بمعنى أنه لا يوجد ورقة جديدة للآن، ولكن سمعنا حديثًا من الوسطاء عمّا جرى في روما بأن رئيس وزراء الاحتلال، نتنياهو يحاول وضع شروطٍ جديدة على ما اُتُّفِق عليه سابقًا".
القيادي في حماس باسم نعيم لـ"الترا فلسطين": الوسيط الأميركي يدرك أن المشكلة الأساسية في إعاقة الوصول إلى اتفاق، ليست عند فصائل المقاومة، بل عند المفاوض الإسرائيلي
وجرت أمس جولة تفاوض في روما، قدم فيه فريق التفاوض الإسرائيلي مقترحًا معدلًا يتضمن آليات جديدة مرتبطة بقيود على عودة النازحين إلى شمال القطاع من خلال تفتيش العائدين، ولا ينصّ على انسحاب الاحتلال من محور فيلادلفيا رغم وجود رغبة مصرية بذلك، بالإضافة إلى عدم استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، بحسب نعيم.
وصرّح مصدر فصائلي لـ "الترا فلسطين" أن المفاوض الإسرائيلي وضع شروطًا على ملف الأسرى الذي سيُفْرَج عنهم في أيّ صفقة قادمة، من حيث الأعداد، والنوعية ومكان الإفراج، أي إن كان سيُبْعَدُون للقطاع أو الخارج، وخصوصًا الأسرى المحكومين بالمؤبد، حيث يريد الاحتلال أن يضع فيتو على أسماء عديدة.
وأصدرت حركة حماس بيانًا مقتضبًا، يوم أمس، حول ما جاء في لقاء روما الرباعي، جاء فيه: "من الواضح من خلال ما نقله الوسطاء أن نتنياهو عاد من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة تراجع فيها عمّا نقله الوسطاء على أنه ورقة إسرائيلية، والتي كانت جزءًا من مشروع بايدن ولاحقًا قرارًا لمجلس الأمن الدولي".
ويتعارض ما جاء في جولة روما، مع ما صرّح به مسؤولون في البيت الأبيض، الخميس الماضي، بأن "مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس في مراحلها النهائية، ولكن لا تزال هناك قضايا تحتاج إلى حل".
وردّ القيادي في حماس على التصريح الأميركي، قائلًا: "إذا كان القصد عن الورقة التي اُتُّفِق على صيغتها النهائية التي وصلتنا من الوسطاء بعد خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، مطلع الشهر الماضي، وما أقرّه مجلس الأمن، فإنه من الممكن أن نمضي غدًا إلى توقيع الاتفاق، لكن ما وصلنا من شروط جديدة طرحها نتنياهو، تتنافى مع مقترح بايدن".
وأشار نعيم إلى أن الوسيط الأميركي يدرك أن المشكلة الأساسية في إعاقة الوصول إلى اتفاق، ليست عند فصائل المقاومة، بل عند المفاوض الإسرائيلي، ورغم ذلك فإن المفاوض الأميركي يصطدم دائمًا بتعنت من رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، وبشكل مفاجئ يصبح الوسيط الأميركي مدافعًا ومساندًا لنتنياهو ومنحازًا له، ويبدأ بممارسة الضغط على حماس.
نفى القيادي في حماس باسم نعيم لـ"الترا فلسطين" أن تكون أيّ جهة عربية أو خارجية قد بحثت مع حماس شكل إدارة معبر رفح بعد انتهاء الحرب
وعلى الرغم من تأزم جولات التفاوض، وعدم وجود مؤشرات إيجابية من "محادثات روما"، فإن حماس تُصرّ، وفق نعيم، على البنود الخمسة التي وضعتها لإجراء صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، وتعتبرها الحدّ الأدنى من الشروط التي لا تنازل عنها، وهي: "وقف إطلاق النار الشامل، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وانسحاب الاحتلال من القطاع، والبدء بإعادة الإعمار تزامنًا مع فتح المعابر، ثم إجراء صفقة تبادل أسرى".
ونفى نعيم أن تكون أيّ جهة عربية أو خارجية قد بحثت مع حماس شكل إدارة معبر رفح بعد انتهاء الحرب. وفي إجابته عن سؤال "الترا فلسطين" حول كيفية إدارة القطاع بعد الحرب، وإن طرح الأمر في أي نقاش فصائلي، أجاب القيادي في حماس: "هناك العديد من الأفكار المطروحة على الطاولة مع الأطراف الفلسطينية، ويجري بلورة أكثر من شكل، ولكن هذا يحتاج إلى توافق فلسطيني، وتأكيدًا على أن إدارة الشأن الفلسطيني هو شأن فلسطيني خالص، وأنه لا يحقّ لأي طرفٍ عربي أو دولي أن يتدخل بالشأن الداخلي".