15-أغسطس-2023
وزارة الخارجية

الترا فلسطين | فريق التحرير

حصل "الترا فلسطين" على رسالة بعثها الدبلوماسي الفلسطيني حسين بدوان إلى الرئيس محمود عباس، وزارة الخارجية ووزير الخارجية، تحدّث فيها عن "تمييز وإهمال" تعرض لهما من الخارجية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في بوليفيا، وهي الرواية التي نفتها سعاد صبح، مسؤولة ملف أمريكا اللاتينية والكاريبي في وزارة الخارجية.

دبلوماسيّ كان يفترض أن يعمل ملحقًا في سفارة فلسطين ببوليفيا، يبعث رسالة للرئيس عباس يشتكي فيها تعرّضه للتمييز والإهمال، ويتحدّث عن "تجاوزات" داخل السفارة 

وعبّر بدوان في رسالته عن "خيبة أمل عميقة من وزارة الخارجية" جرّاء "عدم تعاونها"، وقال إن موظفيها غير مبالين، وسفراؤها "غير ملتزمين"، وأشار لكثير من "التجاوزات" في سفارة فلسطين في بوليفيا،التي يسكنها السفير محمود العلواني، ومنها أنها سفارة غير فعّالة، وفارغة من أي موظفين رغم أنها تتلقى تمويلًا شهريًا.

السفارة الفلسطينية في بوليفيا
السفارة الفلسطينية في بوليفيا
السفارة الفلسطينية في بوليفيا
السفارة الفلسطينية في بوليفيا

وأوضح حسين بدوان في رسالته، أنه وأشخاص آخرون تم اختيارهم في عام 2019 ليكونوا جزءًا من السلك الدبلوماسي الفلسطيني في سفارات فلسطين في المنطقة، وابتعاثهم إلى إسبانيا للحصول على ماجستير من "المدرسة الدبلوماسية"، ثم بعد الحصول على الماجستير انتظروا سنتين بلا عمل، ليتم اختيار اثنين من ستة أشخاص واستبعاد البقية لأسباب "لا تتعلق بالجدارة أو القدرات الفكرية، بل لأسباب شخصية" وفق قوله.

الرسالة التي بعث بها حسين بدوان إلى الرئيس محمود عباس
الرسالة التي بعث بها حسين بدوان إلى الرئيس محمود عباس 

وأفاد حسين بدوان، أن وزارة الخارجية اختارته للعمل في السفارة الفلسطينية في بوليفيا، وهناك تعرض "لسلسلة معاملات سيئة وتمييز عنصري وكلمات جارحة" من السفير، الذي قال له إنه "لا يستحق أن يكون دبلوماسيًا، وأن اللاجئين الفلسطينيين أحق منه بهذا العمل".

وبيّن، أنه تعرض لظروف صحية صعبة أثناء وجوده في العاصمة البوليفية لاباز، منها ارتفاع ضغط الدم لديه بسبب الارتفاع العالي لهذه المدينة، وطوال الوقت كان يدفع تكاليف العلاج من جيبه، عدا عن أنه لم يستلم رواتبه منذ تعيينه، وبسبب ذلك اضطر للعودة إلى المكسيك، ليتم إقالته من منصبه.

الرسالة التي بعث بها حسين بدوان إلى الرئيس محمود عباس

وأكد حسين بدوان، أنه ليس الوحيد الذي يواجه هذه الظروف، فالشخص الذي تم اختياره للعمل في السفارة في البرازيل أيضًا لم يتلق رواتبه منذ تعيينه قبل سنة.

مسؤولة في الخارجية ترد

في المقابل، تؤكد مسؤولة أمريكا اللاتينية والكاريبي في وزارة الخارجية سعاد صبح، أن حسين بدوان كان يعمل بالفعل في السفارة الفلسطينية في بوليفيا، لكنّه انتقل إلى المكسيك للعلاج، "وجميعنا في الوزارة تابعنا وضعه الصحي (..) وهو من قطع التواصل وغيّر رقمه ولم نعد نعرف أي شيء عنه، وهذه أول مرة أسمع اسمه منذ أشهر" وفق قولها.

مسؤولة أمريكا اللاتينية والكاريبي في وزارة الخارجية سعاد صبح، تقول إن حسين بدوان كان يعمل بالفعل في السفارة الفلسطينية في بوليفيا، لكنّه انتقل إلى المكسيك للعلاج

وأوضحت سعاد صبح في تعقيبها لـ "الترا فلسطين" أن حسين بدوان كان قد تواصل معها وأبلغها بوجود "مشاكل" في السفارة الفلسطينية في بوليفيا، فطلبت منه كتابًا بكل "المشاكل" في السفارة وبأنه عمل فيها، حتى تستطيع اتخاذ إجراء، "لكن للأسف لم يبعث شيئًا، وانقطع التواصل معه منذ انتقاله إلى المكسيك للعلاج".

وأقرّت سعاد صبح بوجود مشكلة في صرف الراتب، وقالت إن هذه المشكلة لا تتعلق بحسين وحده، بل تشمل زملاء آخرين له في السفارات في أمريكا اللاتينية من نفس الفوج، "والسبب أنه كان هناك إشكال في توظيفهم على الصندوق القومي الفلسطيني، لذا اضطررنا إلى توظيفهم على وزارة الخارجية، ولكن لا يوجد معهم هويات فلسطينية، وبالتالي لم يتمكنوا من فتح حسابات هُنا في فلسطين حتى تحوِّل لهم وزارة المالية راتبًا، ولم يتمكّنوا من توكيل أحد".

مسؤولة أمريكا اللاتينية والكاريبي في وزارة الخارجية سعاد صبح
سعاد صبح

وأضافت أن وزارة الخارجية فتحت بشكل استثنائي حسابات في الدول التي يتواجد فيها هذا الفوج، "ولكن بعد حل هذه الإشكالية واجهتنا إشكالية أخرى، بأنهم لم يستكملوا كامل الشهادات لأنه حتى تتوظف في المالية هناك ملف كامل يجب تسليمه وعدد من الأوراق، وكان لديهم نقص في الأوراق، حتى أنهم لم يبعثوا بشهادة الماجستير الجديدة من مدريد إلينا".

وأشارت إلى أن وزارة المالية منحت هذا الفوج سُلفًا مالية إلى حين استكمال الملف الخاص بهم والشهادات اللازمة، مضيفة أن حسين لم يوافق على السلفة، ولم يزوّد السفارة بشهادته من مدريد، ثم بسبب وضعه الصحي انتقل إلى المكسيك، "أما بقية الموظفين فيتم حل المشكلة المتعلقة بهم".

وتعقيبًا على قرار إقالته، قالت سعاد صبح، إن السفير في بوليفيا بعث إفادة مكتوبة بأن حسين قبل المغادرة أغلق حسابه في بوليفيا، وسلم كل شيء، وغادر إلى المكسيك على أساس أنه لن يعود، مضيفة: "من البداية تم توظيف حسين على عقد، وعندما تم ابتعاثه لدراسة الماجستير في إسبانيا وقّع على تعهد بالعمل مع الخارجية ولكنّه غادر، ونستطيع ملاحقته قانونيًا على ذلك، ولكن هذا لم يحدث، بل هو المقصِّر معنا" على حد قولها.