31-يوليو-2023
كواليس لقاء عباس بوفد "الشعبية": عودوا لمنظمة التحرير ومخصصاتكم محفوظة

كواليس لقاء عباس بوفد "الشعبية": عودوا لمنظمة التحرير ومخصصاتكم محفوظة

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشف قيادي في "الجبهة الشعبية" خلال حديث مع "الترا فلسطين"، كواليس ما دار في اللقاء الذي جمع وفد "الشعبية" بالرئيس محمود عباس قبيل اجتماع "الأمناء العامون" في مدينة العلمين بمصر.

أحد أعضاء الوفد المرافق للرئيس عباس، تدخل أثناء الحوار، وقال إن حقوق الجبهة الشعبية محفوظة وموجودة (في إشارة لمستحقاتهم المالية المقطوعة)، وهذه المداخلة أثارت حفيظة وفد "الشعبية" وزادت اللقاء حدّة

وقال مسؤول قيادة الخارج في الجبهة الشعبية عمر مراد، اليوم الاثنين، إن الرئيس محمود عباس طلب مساء السبت الماضي اجتماعًا مع وفد الجبهة الذي يترأسه نائب الأمين العام جميل مزهر، ويضم أعضاء المكتب السياسي؛ كايد الغول ومروان عبد العال، وعضو اللجنة المركزية ماهر مزهر.

وأضاف أن الرئيس عباس بدأ اللقاء بالحديث عن الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال، وعن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعن صمود الشعب الفلسطيني، وكل هذه القضايا وفق مراد متفق عليها، لكن الاختلاف في الحوار ومستوى حدّته ظهر بعد طلب وفد الشعبية مناقشة طرق وآلية مواجهة التحديات القائمة وانتهاكات الاحتلال.

وربط الرئيس عباس مناقشة آليات المواجهة بعودة الشعبية لمنظمة التحرير، لكن مراد أوضح لـ "الترا فلسطين": "قلنا للرئيس أننا لم نخرج من المنظمة، بل نغيب عن جلسات اللجنة التنفيذية، والمجلسين المركزي والوطني ولن نحضر قبل الاتفاق على أن تكون الشراكة السياسية أمر حقيقي"، وبعد ذلك تدخل أحد أعضاء الوفد الرئاسي المرافق للرئيس وقال إن حقوق الجبهة الشعبية محفوظة وموجودة (في إشارة لمستحقاتهم المالية المقطوعة).

"قلنا للرئيس أننا لم نخرج من المنظمة، بل نغيب عن جلسات اللجنة التنفيذية، والمجلسين المركزي والوطني ولن نحضر قبل الاتفاق على أن تكون الشراكة السياسية أمر حقيقي" 

ووفق المصدر فإنّ المداخلة أثارت حفيظة وفد "الشعبية" وزادت اللقاء حدة، حيث كان ردّهم: "نرفض الابتزاز بهذه الطريقة، وهذه حقوقنا لا نساوم عليها، ولو بقينا 100 عام لن نبيع مواقفنا مقابل ضغوط من أي أحد، والمنظمة من ثوابتنا الوطنية، لكنها ليست صنمًا نعبده لأننا نريد أن تعود لنضال وكفاح الشعب لا أن تبتلعها السلطة واتفاقية أوسلو".

وأضاف مسؤول قيادة الخارج في الجبهة "الشعبية" عمر مراد، أن ملف المقاومة كان حاضرًا على طاولة اللقاء، وأصر خلاله الرئيس عباس على أن تكون المقاومة الشعبية السلمية هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني ضمن مخرجات اللقاء، فيما رفضت "الشعبية" تحديد خيارات المقاومة وطالبت أن تكون شاملة، لأن الاعتراف بالمقاومة السلمية وحدها يعني رفع الغطاء عن المقاومة المسلحة. كما طالب الرئيس بأن تكون الشرعية الدولية هي سقف النضال الفلسطيني في الداخل والخارج.

وتابع مراد في حديثه لـ الترا فلسطين: "الرئيس عباس قال إنه لا اعتقالات سياسية لديه، وأن المعتقلين فقط على قضايا جنائية، وأنه يتحدى الجميع بذلك ولكننا أكدنا له أن الاعتقالات موجودة والحريات في الضفة منتهكة".

الاختلاف في الحوار ومستوى حدّته ظهر بعد أن طلب وفد الشعبية من الرئيس عباس مناقشة طرق وآلية مواجهة التحديات القائمة وانتهاكات الاحتلال 

في نهاية اللقاء أدرك وفد الشعبية أن نقاط الاختلاف أكثر من نقاط الاتفاق، وأن الخلاف واضح في صياغة المفاهيم وطرق المواجهة، ولذا كان الاتفاق بأن يخرج بيان يلقيه الرئيس ينص على تشكيل لجنة لاستكمال الحوار. وتابع مراد: "نأمل ألا يرى الرئيس هذا اللقاء على أنه تسوية سياسية، ويجب أن يتابع أعمال اللجنة من اليوم، وأن يطلب تقريرًا منها بعد أسبوع، وفي النهاية نحن محكومون بالأمل على أن نتفق".

والتقى وفد الجبهة الشعبية مع حركة حماس وكل الفصائل، وكان التقاطع بينهم بنسبة 90 في المئة حتى مع حركة فتح، لكن بعد اجتماع وفد فتح مع الرئيس، اختلفت الأمور وفق عمر مراد، القيادي في الجبهة الشعبية الذي ختم حديثه مع "الترا فلسطين" بالقول إن "الرئيس بعد هذا العمر، وهذه التجربة يعتقد أنه أعلم منّا ويغار على المصلحة الفلسطينية أكثر منّا، ويظن أنه يمون علينا، نحن نحترم سنّه ولكن لنا مواقفنا وقراراتنا ونحن أحرار".