08-فبراير-2023
انتفاضة ثالثة

صورة توضيحية: متظاهر يحمل حجرًا ويشير بعلامة النصر مقابل برج إسرائيلي في حاجز قلنديا | تصوير عباس مومني

الترا فلسطين | فريق التحرير

خلص مقال تحليلي أعده عاموس هرئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتفق مع رئيس وكالة المخابرات المركزية (CIA) بوجود فرصة قوية لاندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية قريبًا".

الاختلاف بين المرحلة الحالية وفترة الانتفاضة الثانية، أن نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي لم ينخرطوا في العمليات والمواجهات كما حدث في الانتفاضة، وكذلك الأمر بالنسبة لأفراد الأجهزة الأمنية

وأشار عاموس هرئيل إلى أن وليام بيرنز، رئيس (CIA) هو في الأصل دبلوماسي مخضرم وصاحب خبرة طويلة، واكب الانتفاضة الثانية بصفته سفيرًا للولايات المتحدة في الأردن، وكذلك من خلال عمله كمساعد لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، في فترة إدارة بيل كلينتون ثم جورج بوش الابن.

وقال هرئيل: "في عام 2015، اندلعت موجة عمليات الذئاب المنفردة، التي وُصفت في إسرائيل لفترة وجيزة بأنها انتفاضة، لكنها تلاشت في غضون ستة شهور. ومنذ شهر مارس (آذار) من العام الماضي (2022)، طرأت أيضًا زيادةٌ حادةٌ في عدد الهجمات في الضفة الغربية وداخل مناطق الخط الأخضر. وقد وصفها جهاز الشاباك بأنها اتجاه دائم متواصل إلى حد ما، لكنها ليست موجة عنف".

وأضاف، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتردد في استخدام كلمة انتفاضة، لكن في ذات الوقت فهو يعتقد أن الاختلاف بين المرحلة الحالية وفترة الانتفاضة الثانية، أن نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي لم ينخرطوا في العمليات والمواجهات كما حدث في الانتفاضة، وكذلك الأمر بالنسبة لأفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين شاركوا في الانتفاضة الثانية بشكل كبير، بينما حضورهم في الأحداث الحالية محدودٌ ويقتصر على أفراد. ومن هنا، فإن التشخيص السائد لدى جيش الاحتلال و"الشاباك" لما يجري في الضفة الغربية، وفق هرئيل، هو (إرهابيون أفراد) وخلايا محلية، معظمهم ليس لهم انتماءٌ تنظيمي.

ما يجعل "الموجة" الحالية أكثر إثارة للقلق مما حدث في موجات سابقة هو استخدام الأسلحة النارية "الفتاكة"

وأوضح عاموس هرئيل، أن ما يجعل "الموجة" الحالية أكثر إثارة للقلق مما حدث في موجات سابقة هو استخدام الأسلحة النارية. ففي موجة 2015 استخدم منفذوا العمليات السكاكين في الطعن والمركبات في الدهس، أو في بعض الحالات تسلحوا بأسلحة محلية الصنع، لكن منفذي العمليات في هذه المرحلة يستخدمون أسلحة "فتاكة" حسب وصفه، معظمها تم الاستيلاء عليه من جيش الاحتلال، أو تهريبه للضفة الغربية من الأردن ولبنان. لكن في ذات الوقت، لم ينضم إلى المعركة حتى الآن أي مهندس متفجرات يمكنه تصنيع أحزمة ناسفة مميتة.

ورأى، أن ما يثير قلق ويليام بيرنز هو على الأرجح ما يقض مضاجع جميع كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية و الأمنية الإسرائيلية منذ عدة شهور. ففي الضفة الغربية هناك الآن مزيج متفجر من العوامل التي يمكن أن تقود لتفاقم الوضع لدرجة الصراع المباشر والواسع.

ولخص هرئيل العوامل التي تشكل "المزيج المتفجر" بأنها الضعف المستمر للسلطة الفلسطينية في ظل حكم محمود عباس المسن، وصعود حكومة يمينية متطرفة في "إسرائيل"، ودخول عدد من مشعلي الحرائق المعروفين إلى "الكابينيت"، والغياب التام لأي أفق سياسي.