15-يونيو-2024
خطبة يوم عرفة وغزة والاحتلال الإسرائيلي وماهر المعيقلي

(Getty) غزيون منعهم الاحتلال من أداء الحج يرتدون ملابس الإحرام وينظمون مظاهرة حول مجسم للكعبة، في مدرسة صلاح الدين في شارع الجلاء بمدينة غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات لخطبة يوم عرفة، التي قدمها شيخ الحرم المكي ماهر المعيقلي، حيث لم يأت على ذكر الاحتلال الإسرائيلي أو المسجد الأقصى بشكل صريح ومباشر في خطبته رغم حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وغاب الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين عن خطبة عرفة بشكلٍ كامل تقريبًا، ولم تظهر إلّا في الجزء الأخير من الخطبة التي قرأها ماهر المعيقلي عن ورقة، إذ قال: "ادعوا لإخواننا في فلسطين الذين مسهم الضر وتألموا من أذى عدوهم سفكًا للدماء، وإفسادًا في البلاد، ومنعًا من ورود ما يحتاجون إليه من طعام ودواء وغذاء وكساء".

لم تحضر غزة وفلسطين في خطبة يوم عرفة، إلّا في الجزء الأخير المخصص للدعاء

وبحسب المقطع المصور لخطبة يوم عرفة والنص الكامل لها والمنشور على وكالة الأنباء السعودية، فإن هذا الجزء الوحيد الذي ورد في الإشارة إلى فلسطين، دون التطرق إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي وصلت إلى حصيلته إلى 37296 ضحية، ومع استمرار انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى.

وفي سياق خطبة يوم عرفة، دعا ماهر المعيقلي إلى عدم التطرق للسياسة في الحج، بالقول:"في الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة لله، وليس مكانًا للشعارات السياسية ولا التحزبات مما يوجب الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل أداء الحجاج لمناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة".

وضمن حديث المعيقلي عن "عدم التحزب"، قال: "أكد الشارع الحكيم وجوب المحافظة على الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع على العناية بها وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض بل اعتبر الشرع أن التعدي عليها جريمة تكون سببًا للعقوبة، ومن هنا كان الحفاظ على هذه الضروريات من أسباب دخول الجنان ورضا الرحمن، ومن أسباب الاستقرار والسعادة والرقي والحضارة في الدنيا، وبفقدها تختل الحياة، ويكون الإخلال بها سببًا لعقوبة الآخرة".

وأضاف: "علينا جميعًا كل بحسب مهمته وعمله ومركزه مسؤولية تجاه ذلك وعلينا جميعا أن نربي النفوس وخصوصاً نفوس الناشئة على احترام هذه الضروريات ولئن كانت المحافظة على هذه الضروريات الخمس واجبةً في كل مكان وزمان فإن وجوبها يتأكد في هذه المواطن الشريفة".

تترافق خطبة عرفة هذا العام، مع تصاعد حملة السعودية ضد ما تصفه بـ"تسييس الحج"، ويوم أمس قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية العقيد طلال الشلهوب: "تؤكد المملكة أنها لن تسمح بأي مساع لتحويل المشاعر المقدسة في الحج إلى ساحة للهتافات الغوغائية البعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة وقداسة المناسبة وروحانية العبادة أو محاولة التأثير في أمن الحجيج بأي شكل كان"، وفق تعبيره. وأضاف: "سنتعامل بقوة وحزم مع كل من يخالف ذلك". وجاءت هذه التصريحات بعد تغريدة للمرشد الإيراني يدعو فيها حجاج إيران إلى أداء "مراسم البراءة".

وقبل أسبوع، قال رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن السديس: "لا مجال في الحج للشعارات السياسية أو الدعوات العنصرية والطائفية والمذهبية، أو التحزبات والجدالات والمهاترات، أو السجالات والملاسنات، أو مخالفة الأنظمة والتعليمات؛ بل هو فريضة شرعية ورحلة إيمانية".

وفي صباح يوم عرفة، قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام "ندعو حجاج بيت الله الحرام أن يتذكروا إخوانهم في غزة وفلسطين بدعواتهم الخالصة في المشاعر المقدسة وأثناء مناسك الحج، وأن يستحضروا غزة وشعبها الصابر ومجاهديها في هذه الأوقات العظيمة المباركة".

وأضاف: "إننا إذ يؤدي ضيوف الرحمن فريضة الحج فإننا نؤدي فريضة الجهاد ضد أعداء الله المحتلين الغاصبين نيابة عن أمة الإسلام الكبيرة"، وتابع: "إن "طوفان الأقصى" انطلق من أجل ثالث الحرمين الشريفين، وإن مناسك الحج هي فرصة لنذكّر أمة الملياري مسلم بحقيقة صراعنا مع عدونا الذي ينتهك مسرى رسول الله ويعيث فيه فسادًا وتهويدًا كل يوم".