17-يناير-2024
رونين برغمان: الضغط العسكري لن يحرر الأسرى وهو مجرد مبرر لمواصلة الحرب

عائلات أسرى إسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل فورًا | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أكد رونين برغمان، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن "الضغط العسكري لا يؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين في غزة (..) والقيادة الإسرائيلية تعلم ذلك جيدًا، ولكنها تستخدمه كمبرر لاستمرار الحرب البرية".

رأى برغمان، أن إسرائيل في وقوفها أمام "ماكينة القمار" تخسر مرارًا وتكرارًا ولا تربح إلى عددًا قليلاً من العملات المعدنية، ورغم ذلك تواصل لعب القمار، على أمل أن يكون هناك لحظة حظ قادمة

وأشار برغمان في مقال نشره، الأربعاء، أن جيش الاحتلال على مدار 100 يوم من الحرب نجح في إطلاق سراح رهينة واحدة فقط، مشددًا أن الإجراءات التي قال العديد من القادة السياسيين والعسكريين إنها ستؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى لا تحقق النتائج المرجوة، في حين تخسر إسرائيل أوراق المساومة.

وقال برغمان، إن "إسرائيل وأجهزتها الأمنية وجيشها وجهاز الموساد وجهاز الشاباك وحاشية رئيس الوزراء مثل تلك العذراء الساذجة في الكازينو، أو مثل شخص مفرط الثقة بنفسه، يدخل قاعة القمار ويبدأ في قذف العملات المعدنية في آلة القمار دون التفات للعواقب، وكل جهة من هؤلاء تدعي أنها تعرف  جيدًا المعلومات الحساسة، والخطط العملياتية للقوات، ومخابئ قيادات حماس، وتفاصيل العملية في عمق غزة، على أمل أن تسفر الحرب عن تحقيق هدف واحد على الأقل من أهداف الحرب، مثل رأس يحيى السنوار أو استعادة المختطفين".

ورأى برغمان، أن إسرائيل في وقوفها أمام "ماكينة القمار" تخسر مرارًا وتكرارًا ولا تربح إلى عددًا قليلاً من العملات المعدنية، ورغم ذلك تواصل لعب القمار، على أمل أن يكون هناك لحظة حظ قادمة، "وهكذا تنقضي الأيام وهي لا تلاحظ أنها تخسر كل أموالها، ولا تدرك حقيقة أن الكازينو يفوز دائمًا في النهاية" حسب قوله.

وأضاف، أن إسرائيل خلال مئة يوم تمكنت من إطلاق سراح 80 "مختطفًا"، وذلك من خلال صفقة تبادل قال الوسطاء القطريون إنها مطروحة على الطاولة حتى قبل انطلاق الحرب البرية، معتبرًا أن ادعاء قادة الاحتلال بأن الحرب البرية ستقود إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين "حُفر عميقًا في الذاكرة بعد أن ردده قادة المؤسسة الأمنية وممثلوها في وسائل الإعلام، دون أن يُطلب من المتحدثين باسم  المنظومة الرسمية إثبات صحة الادعاء، بل صار هدف تحرير المخطوفين ذريعة الدعوة لمواصلة الحرب البرية".

وتابع: "لن نسأل كيف سيتم تحرير المخطوفين مع تزايد الضغط العسكري، وجرافات الجيش الإسرائيلي تحفر بمخالبها الأرض التي يحُتجز فيها المخطوفون. مائة يوم، وفقط همسًا يتحدث الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات عن احتمال أن يكون ما كان يخشاه الجميع قد حدث أكثر من مرة، بل أكثر من ثلاث مرات، وربما أكثر من ذلك بكثير: أن المختطفين قُتلوا بينران الجيش أو قُتلوا على يد حماس بسبب العملية البرية".

وأكد رونين برغمان، أنه بينما يقول وزير الجيش إن قواته تقترب من يحيى السنوار، يزيد الأخير مواقفه تشددًا.

وخلص إلى أن قيادة الاحتلال توصلت لقناعة أن "فرصة إنقاذ المخطوفين بالقوة ضئيلة للغاية (..) ولكنها تستخدم هذا الادعاء كمبرر لاستمرار الحرب البرية"، مشددًا أن ملف الأسرى في قطاع غزة لم يكن منذ البداية أولوية للقادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وليس هدفًا لهذه الحرب أيضًا، ولكنه أضيف إلى الهدف الرئيسي بعد أسبوعين من عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، بسبب الضغوط الشعبية والتنظيم السريع لعائلات الأسرى.