02-أغسطس-2022
Getty

getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

وقّع أكثر من 400 صحافي فلسطينيّ عريضة تطالب بإجراء انتخابات نقابة الصحفيين خلال مدّة لا تتجاوز شهرين، وذلك بعد مرور عشر سنوات على إجراء آخر انتخابات.

يقول الصحافيون الموقعون على العريضة إنهم يستحقّون نقابة قوية وفاعلة لخدمة الصحافة والصحافيين والدفاع عنهم وحراسة الحريات

ويأتي إطلاق العريضة في ظل عدم إجراء انتخابات دورية وفق القانون واللوائح الداخلية لنقابة الصحفيين منذ عام 2012، وتأجيل الانتخابات منذ سنوات بذريعة الانقسام، وعدم الالتزام بمواعيد انتخابية سبق تحديدها، عقب تكليف الزميل ناصر أبو بكر نائب نقيب الصحفيين كمسيّر لها منذ عام 2016، بعد استقالة النقيب السابق المرحوم عبد الناصر النجار.

وعلم "الترا فلسطين" من مصادر مطّلعة أنّ لجنة العضوية في نقابة الصحفيين، والتي كان آخر اجتماع لها قبل نحو ثلاث سنوات، اجتمعت قبل نحو ثلاثة أسابيع وقررت توقيف عضوية أعضاء لعدم دفع اشتراكاتهم السنوية، ومن بين من تم توقيف عضويتهم أعضاء في لجنة العضوية، دون أن تتم دعوتهم للاجتماع أو إبلاغهم بعزم اللجنة توقيف عضويتهم.

حاولنا في "الترا فلسطين" التواصل لأكثر من مرّة هاتفيًا، وعبر الرسائل، مع رئيس لجنة العضوية في نقابة الصحفيين، جهاد القواسمة، لسؤاله عن سبب الاجتماع الأخير بعد تأخّر عقده مدة ثلاث سنوات، ولماذا تم توقيف عضوية أعضاء لم يدفعوا اشتراكاتهم، دون دعوتهم للاجتماع؟ وعدم إبلاغهم بذلك، وعن عدد الأعضاء الذين أوقفت عضويتهم، وما إذا توفرت قائمة بأسماء أعضاء النقابة الحاليين، وعن موعد الاجتماع المقبل، لكننا لم نحصل منه على إجابة حتى الآن.

علم الترا فلسطين عن اجتماع استثنائيّ للجنة العضوية في نقابة الصحافيين جرى خلاله توقيف عضوية أعضاء لعدم دفعهم الاشتراكات، دون دعوتهم للاجتماع أو إبلاغهم بذلك 

وتواصلنا بعد ذلك مع عمر نزال عضو نقابة الصحفيين، وقد نفى من جانبه عقد اجتماع مصغّر للجنة العضوية قبل ثلاثة أسابيع، ووقف عضوية بعض الأعضاء غير المسددين لاشتراكاتهم دون إشعارهم بذلك، وذلك بخلاف ما أكّدته المصادر لـ "ألترا فلسطين". وأضاف نزال أن لجنة العضوية تجتمع بشكل دوري، للمصادقة على طلبات العضوية والبتّ فيها.

وأوضح أنّ النظام الداخلي للنقابة ينصُّ على أن الصحفي الذي يمتنع عن دفع الاشتراكات مدة ثلاث سنوات متتالية يتم تجميد عضويته، ويصبح بحاجة لإعادة تجديدها وإحضار إثبات مهنة من جديد.

ويطالب الصحافيون في عريضتهم، بإجراء انتخابات نقابتهم في وقت لا يتجاوز شهر تشرين أول/أكتوبر، مع إشراك لجنة الانتخابات المركزية كجهة محايدة للإشراف على العملية الانتخابية، وتصويب ملف عضوية نقابة الصحفيين، بما يشمل تنقيح الأسماء وإعادة فرزها وفق النظام الداخلي للنقابة من قبل لجنة العضوية، وفتح باب العضوية وفقًا للنظام الداخلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، للانضمام إلى النقابة وتجديد العضوية.

كما يطالب الصحافيون بنشر وتسليم التقارير المالية والإدارية خلال الانتخابات، بحيث تكون متاحة لجميع الصحفيين ووسائل الإعلام، على أن يكون ذلك شرطًا لدفع المبالغ المتراكمة لتجديد عضوية الأعضاء، ونشر أسماء الأعضاء المنتسبين لنقابة الصحفيين الفلسطينيين على موقع النقابة الإلكتروني، وأن يكون الكشف متاحًا لجميع الصحفيين المنتسبين.

الصحافيون الموقّعون على العريضة: في حال عدم الاستجابة لما سبق سنعلن عن خطوات نقابية وحقوقية وقانونية، لضمان الوصول بالنقابة إلى بر الأمان 

الصحفي محمد الأطرش من الخليل، يقول في حديثه لـ "الترا فلسطين" إنّ إطلاق العريضة للتوقيع بمثابة أرضيّة للانطلاق في نضال نقابي لتصويب أوضاع النقابة، وتعيين جدول زمني لإجراء الانتخابات، وتصويب بعض الملفات التي تشكّل أزمة كملف العضوية، ثانيًا.

ويؤكد الأطرش أنّ تحرّكهم صحفي مهني مستقل، وجديّ، يشمل كل الصحفيين الفلسطينيين، لافتًا إلى أنّ من بين الموقّعين على العريضة صحافيون يعملون في المؤسسات الرسمية وتلفزيون فلسطين ووكالة وفا، وكذلك منهم من يعمل في الإعلام الحزبي التابع لحركتي فتح وحماس.

التقييم الأولي لنتائج العريضة -بحسب الأطرش- يشير إلى أنّ هناك اهتمامًا واسعًا، ورغبة عارمة في خلق جسم نقابي قوي يمثّل الصحفيين بعيدًا عن الأهداف والتوجّهات الحزبية، لافتًا إلى أنّ نصف الموقّعين تقريبًا تزيد خبرتهم المهنية عن عشرة أعوام، ونحو 37 في المئة منهم عمرهم المهني بين 4 إلى 7 أعوام.

كما أنّ من بين الموقّعين أعضاء هيئة عامة في نقابة الصحفيين، و33 في المئة أعضاء لم يجددوا عضويتهم، و17 في المئة لديهم عضوية نشطة،  ونحو 48 في المئة لا يمتلكون عضوية.

ويتابع الأطرش: لدينا تصميم على إنهاء هذه المشكلة، وانطلقنا في نضالنا النقابي الطويل لتحقيق أهدافنا في إجراء الانتخابات في نقابة الصحفيين بشكل دوري، مبيّنًا أنّ لديهم مجموعة خطوات سيتم الإعلان عنها لاحقًا، وستكون ضمن مسار نقابي وقانوني.  

 الأطرش: ما الذي يمنع إجراء الانتخابات الآن، بعد 10 سنوات من آخر انتخابات شهدتها النقابة؟ 

ويقول الصحفي الأطرش في حديثه لـ "الترا فلسطين" إنّ التحرّك النقابي الحالي لعدة نقابات في الضفة الغربية، خلق شعورًا لدى الصحفيين بأنّ نقابتهم "كيان مغيّب"، وأن الصحفيين يستحقون أن يكون لهم جسم قوي يمثلهم ويدافع عن حقوقهم في ظل غياب أجواء الحريات، ما يؤثر على بيئة عملهم الصحفي، والافتقار لأبسط الخدمات التي تقدمها النقابات الأخرى، وحتى إن وُجدت فالاستفادة منها تتم بـ "انتقائية واضحة"، كما أن قضايا الاعتقالات على خلفية الرأي تتعامل معها النقابة بدور "الوسيط" الذي يطالب بالإفراج عن المعتقلين، وليس إيجاد حل جذري لمشكلة غياب الحريات. 

  • خلاف سياسي 

ويقول عمر نزال عضو نقابة الصحفيين إنّ من حق الصحفيين الدعوة إلى إجراء الانتخابات بشكل دوري، وهو ما سيضفي حيوية على عمل نقابة الصحفيين والعمل الصحفي الفلسطيني، غير أنّ هذا الأمر بحاجة "ترتيبات ضرورية يجب إجراؤها قبل تنظيم الانتخابات"، لافتًا إلى أنهم في النقابة حاولوا خلال السنوات الماضية البحث في هذه الترتيبات ومحاولة تذليل العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات.

ما هي العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات؟ يشير نزّال إلى أنها مرتبطة بواقع الانقسام الفلسطيني بشكل رئيس، مضيفًا أنّ المئات من صحفيي قطاع غزة غير منتسبين للنقابة، بسبب عدم مشاركتهم في انتخابات النقابة التي جرت عام 2012، واعتقادهم أنّ النقابة وقيادتها غير شرعيين.

عمر نزال عضو نقابة الصحفيين: نرفض إجراء الانتخابات دون مشاركة الصحفيين الذين يرفضون في ذات الوقت الانتساب إلى النقابة كأفراد، ويطالبون بتنسيبهم كجماعة سياسية  

واستدرك نزال بالقول إنّ المشاكل السابقة تبقى شكليّة،وفي حقيقة الأمر هناك خلافٌ سياسيّ، وفي شباط/ فبراير العام الماضي، توصّلنا لشبه اتفاق لإجراء انتخابات للنقابة، ولكن انتهى كل شيء بعد قرار تأجيل الانتخابات الذي أصدره الرئيس محمود عباس، مضيفًا أنّ انتخابات النقابات الأخرى كنقابة الأطباء والمحامين تتم وفق قانون، لكن في حالة نقابة الصحفيين فإنها تتم وفق النظام الداخلي للنقابة، وهو غير ملزم كالقانون، ما يعطي هامشًا لوضع عقبات إمام إجراء الانتخابات، وفق قوله.

تجدر الإشارة إلى أنّ آخر انتخابات جرت لنقابة الصحفيين في آذار/ مارس 2012، وتنافس على مقاعد المجلس الإداري البالغة 63 مقعدًا، ثلاث قوائم انتخابية، بمشاركة 837 ناخبًا. وفازت في حينه قائمة "نقابة مهنية للجميع" المحسوبة على حركة فتح بأكثر من ثلثي أصوات الناخبين في الانتخابات. 

وبعد مطالبات حثيثة من الصحفيين لإجراء انتخابات نقابة الصحفيين، حددت الأمانة العامة للنقابة موعدًا لإجرائها في 29 نوفمبر 2019، إلا أن هذا التاريخ مرّ دون إجرائها.

ولاحقًا، ومع إجراء مجموعة من النقابات انتخاباتها في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العام الجاري، إضافة إلى حراك النقابات الحالي، عاد الصحفيون للمطالبة بحقِّهم في اختيار ممثليهم، وإجراء انتخابات تفرز جسمًا نقابيًا قويًا يدافع عن الحريات والحقوق.