بعد طول انتظار، وصراع طويل على الأرض، وفي أروقة المحاكم الإسرائيلية، استطاع أهالي قرية قريوت جنوب نابلس، حراثة أراضيهم في منطقة الصرارة لأول مرة منذ سنوات، بعد أن استولى عليها مستوطنو مستوطنة "شيلو".
نحو 80 دونمًا استولى عليها المستوطنون قبل نحو عقدين، واسترجعها أهالي قريوت بعد مسار قضائي طويل
في الطريق إلى نابلس وعقب قطع الإشارات الضوئية عند جادة مستوطنة "شيلو"، على يمين الطريق رقم (60)، يوجد نحو 80 دونمًا من الأراضي الزراعية، سرقها المستوطنون إبان انتفاضة الأقصى الثانية، وشرعوا بزراعتها بالخضار والفواكه والأزهار ونصبوا فيها البيوت البلاستيكية، لكن المحكمة الإسرائيلية العليا وأمام إصرار أهالي القرية على استرداد أراضهم، أصدرت قبل نحو عام قرارًا قضائيًا يقضي بإعادتها لأصحابها من مزارعي قرية قريوت.
ولا يخفي المزارع رفعت سلامة من قرية قريوت فرحته بعدما تمكن، اليوم الإثنين، من حراثة أرضه لأول مرة بعد 16 عامًا من الحرمان.
منذ عام 1992 بدأت أطماع المستوطنين في أرض سلامة وجيرانه من المزارعين، ومنذ ذلك الوقت وحتى انتفاضة الأقصى كانوا يحرثون الأرض بين حين وآخر، حتى قطع المستوطنون أرجلهم منها بشكل كامل قبل 16 عامًا.
يقول سلامة في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، إنه ومنذ عام 2000 لم يتمكن من حراثة الأرض سوى مرتين، وهو ما دفعهم للتوجه إلى المحاكم الإسرائيلية ورفع دعوى قضائية على المستوطنين.
ويضيف سلامة، أنه حضر عدة جلسات في المحكمة الإسرائيلية في القدس، رغم أنه "مرفوض أمنيًا" ويحظر عليه الدخول إلى داخل الخط الأخضر، إلا أنه كان يدخل وفق ترتيبات خاصة مع شركة أمنية وصولاً إلى المحكمة.
ويبيّن أن المحكمة حكمت بالقضية لصالحهم، وأقرّت إخلاء المستوطنين، لكن جيش الاحتلال ماطل في تسليمهم الأرض حتى اليوم، وفي كل مرة كانوا يتوجهون لحراثتها منذ صدور القرار القانوني كانت تحدث مواجهات مع المستوطنين.
ونوه سلامة إلى أنّهم توجّهوا الأسبوع الماضي لحراثة الأرض، وهاجمهم نحو 60 مستوطنًا، ولم يكن هناك سوى 10 جنود، لم يتمكنوا من السيطرة على المستوطنين، الذين اعترضوا على تسليم الأرض لأصحابها.
وينوي سلامة الحفاظ على الأرض قائلًا: "طبعًا بدي اهتم فيها، أنا من سنوات في المحاكم وفي صراع، وإن شاء الله يسمحوا بالتواجد فيها، ومن بكرا بزرعها".
من جانبه يقول رئيس مجلس قروي قريوت نضال البوم، لـ"التر فلسطين" إن الأرض مساحتها 80 دونمًا، وتعود ملكيّتها لحوالي 23 مزارعًا من قريوت، وهي قريبة من مستوطنة شيلوا، وصادرها المستوطنون قبل سنوات، ما دفعهم للتوجه إلى المحاكم. وأكد أن المحكمة الإسرائيلية نطقت لهم بالحكم، وبأنها أرض خاصة.
وأشار رئيس المجلس القروي إلى أن أصحاب الأرض حاولوا حراثتها أكثر من مرّة، لكن المستوطنين كانا يهاجمونهم، وحصل ذلك في آخر مرة قبل نحو أسبوع، حين هاجمهم عشرات المستوطنين وأطلقوا عليهم الرصاص الحيّ وسرقوا جرارًا زراعيًا. وشدد على أنّ إصرارهم على استرداد الأرض مكّنهم اليوم من حراثتها تمهيدًا لزراعتها.
