02-يناير-2021

شبان من "فلاحي كفر نعمة" خلال عملهم في أراضي القرية (تصوير ألترا فلسطين)

برفقة خمسةٍ من أصدقائه خريجي الجامعات الجُدد في قرية كفر نعمة شمال غرب مدينة رام الله، وجد الشاب عبد الله خويرة (22 عامًا) نفسه قبل عامٍ ونصف، وقد انضم تلقائيًا إلى صفوف العاطلين عن العمل، في ظل قلة الفرص المتاحة للعمل بشهادته الجامعية.

الشبّان الستة، قرروا أن حلًا وحيدًا يمكنه انتشالهم من قعر الشعور بالعجز أمام  الواقع الصعب: العودةُ إلى زراعة الأرض

الشبّان الستة، قرروا أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي، وأن حلًا وحيدًا يمكنه انتشالهم من قعر الشعور بالعجز أمام هذا الواقع الصعب: العودةُ إلى زراعة الأرض، مهنةُ آبائهم وأجدادهم منذ الأزل هنا.

اقرأ/ي أيضًا: خضار يمكنكم زراعتها في حديقة المنزل ولا تحتاج لعناية

"أنشأنا تعاونية زراعية، حملت اسم (فلاحو كفر نعمة)" يقول عبد الله لـ الترا فلسطين، "ولقد بدأنا بزراعة دونم ونصف، ليتطوّر المشروع اليوم وهو يقترب من ختام عامه الثاني، إلى 19 دونمًا مزروعة بعدة أنواع من المحاصل الزراعية المختلفة" يضيف.

نجاح الموسم الأول، دفع بالشبان الستة، إلى التفكير بتوسعة المشروع، فمساحة دونم ونصف، لم تعد تكفي لإنتاج ما يلبي حاجة أهالي القرية، والأسواق خارجها، "كما أن الكميات التي بيعت في الموسم الأول، لم تحقق العائد المطلوب".

يكمل خويرة: "نعمل اليوم في مساحة 19 دونمًا، ترجع ملكيتها لأقارب لنا في القرية، منحونا حق استخدامها، واستصلاحها دون أي مقابل مادي، واكتفوا بتشجيعنا على العمل".

14 دونمًا من أراضي "فلاحي كفر نعمة" باتت اليوم مزروعةً بالقمح، والفول، والبازيلاء، والبطاطا.

14 دونمًا من أراضي "فلاحي كفر نعمة" باتت اليوم مزروعةً بالقمح، والفول، والبازيلاء، والبطاطا، وقد اقتصرت على ذلك بسبب ضيق الوقت، يعلق الشاب: "أما في المستقبل، نطمح لتوسعة سلة خضار الأرض لتشمل منتجات زراعية أكثر من هذه بكثير".

اقرأ/ي أيضًا: حدائق المنازل تنتعش في زمن كورونا

وبرغم أن تسويق منتجات "التعاونية" في موسمها الأول، تزامن مع تفشي فايروس "كورونا"، إلا أن خويرة يؤكد عدم مواجهتهم لأي مشكلات في التسويق داخل القرية، مردفًا بالقول: "نحن بانتظار الموسم الثاني بعد شهر من اليوم، على أن يجري توسعة التسويق خارج القرية".

وعن النصف الممتلئ من الكوب، يزيد عبد الله: "رأينا في هذا رزقًا ساقه الله إلينا، وقد أعجبنا جدًا العمل بشكلٍ مريح، بعيدًا عن الوظائف، وروتينية الدوام، وأوامر المدراء والمشرفين، وصرامة القوانين".

عدد العاملين في سوق العمل، انخفض من (951) ألف عامل عام 2019، إلى (884) ألفًا عام 2020 وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

يشارُ إلى أن عدد العاملين في سوق العمل، انخفض من (951) ألف عامل عام 2019، إلى (884) ألفًا عام 2020 وفق آخر إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فيما ارتفعت معدلات البطالة من 26.3% إلى 27.8%.

ويوضح رامي مسعد منسق ملتقى "شراكة" الشبابي (المتخصص في دعم المجموعات الشبابية)،  أن التعاونيات الزراعية، هي مشاريع زراعية، يقوم عليها مجموعة من الأفراد، لتحقيق أهدافٍ وطنية، تتمثل بالحفاظ على الأرض، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومقاطعة منتجات الاحتلال، بالإضافة إلى تحقيق أهدافٍ اقتصادية، كتوفير مصدر دخل للخريجين، والحد من مشكلة البطالة.

وحسب مسعد، فإن في فلسطين ما يزيد عن (500) تعاونية زراعية، غالبيتها لكبار السن، "إلا أن السنوات الأخيرة، شهدت توجه الشبان إلى إنشاء التعاونيات أيضًا، حتى كاد عددها يصل إلى (20) تعاونية شبابية التجربة والهوية" يضيف.


اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | زيتون زمان.. رزق وهداة بال

"قلاية" بندورة في موسم الزيتون