15-ديسمبر-2023
تجمّعات لجنود الاحتلال في مواقع بغلاف غزة - Mostafa Alkharouf/ Getty Images

تجمّعات لجنود الاحتلال في مواقع بغلاف غزة - Mostafa Alkharouf/ Getty Images

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

قال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إنّ "معركة الشجاعية" التي أسفرت عن مقتل 9 عسكريين إسرائيليين غالبيتهم ضبّاط، كشفت عن نقاط ضعف الجيش الإسرائيليّ، في الوقت الذي لا يعرف الأخير حجم خسائر كتائب القسام في تلك المواجهة.

لم يسبق لجيش الاحتلال الإسرائيليّ أن شهد قتالًا مطوّلًا في منطقة مأهولة كما حدث في الشجاعية 

ولم يسبق لجيش الاحتلال الإسرائيليّ أن شهد قتالًا مطوّلًا في منطقة مأهولة كما حدث في الشجاعية. ورأى كاتب المقال أنّ الجيش لا يستطيع حتى الآن إعلان سيطرته على الجزء الشمالي من قطاع غزة، الأمر الذي يتطلّب إجراء تغيير في طبيعة الحرب البريّة مع تزايد الضغوط الأمريكية.

وأضاف أنّ "الحادث الخطير الذي قُتل فيه تسعة ضباط وجنود من لواء غولاني ووحدة الإنقاذ 669 في حي الشجاعية بغزة مساء الثلاثاء، يظهر قدرًا كبيرًا من حالة الحرب في قطاع غزة. وبعد مرور أكثر من شهرين على بدء القتال، ونحو شهر ونصف منذ بدء الحرب البرية، لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إعلان سيطرته على شمال قطاع غزة".

وجاء في المقال أنّه لم يتم إنهاء تواجد المقاومين في منطقة شمال قطاع غزة بأكملها رغم التواجد الإسرائيلي هناك منذ نحو شهر ونصف، وما تزال هناك مخاطر كبيرة تلوح في الأفق، فالشجاعية على وجه الخصوص تعدُّ رمزًا للمقاومة الفلسطينية، ومثلما هو الحال في الحروب السابقة في قطاع غزة، تركّز حماس قوات كبيرة هناك، وما تزال قادرة على إدارة مجموعة منظّمة إلى حد ما في بعض الأحيان، وتفرض ثمنًا من الخسائر البشرية على الجيش الإسرائيلي مقابل محاولة تقدّمه على الأرض.

وأشار كاتب المقال الذي نشرته "هآرتس" إلى أنه وبعد هذا الحادث، وهو ثاني أخطر حادث بالنسبة للجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب البرية -سبقته كارثة مدرعة النمر التابعة للواء جفعاتي، والتي قُتل فيها 11 مجنّدًا- سارع كبار مسؤولي حماس في الخارج إلى إعلان الانتصار، لكن حتى الآن لا تشير الحادثة إلى نقطة تحوّل في القتال.

لم يتم إنهاء تواجد المقاومين في منطقة شمال قطاع غزة بأكملها رغم التواجد الإسرائيلي هناك منذ نحو شهر ونصف

ووقع الاشتباك في الشجاعية -طبقًا للصحيفة- أثناء عمليات تفتيش قامت بها كتيبة غولاني داخل المركز القديم والمزدحم للحي الكبير. حيث دخلت قوة مشاة صغيرة المبنى وتعرضت لهجوم بإطلاق النار والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة ووقعت في كمين. الأمر الذي أدى لحدوث انفصال، وانقطاع في الاتصالات بين الضابط والجنود، عندها شعر قادة غولاني بالقلق من أن تكون هذه محاولة لاختطاف جنود داخل نفق. وقد تم استدعاء قوات كبيرة إلى المكان وحاصرت المبنى، ووصل إلى هناك قادة كبار للتأكد من سير العمل بشكل فعّال ولمنع حدوث حالة إطلاق نار من الجانبين بين القوات المزدحمة.

ويمضي الكاتب بالقول إن عملية الاقتحام والإنقاذ تعقّدت، كما تعرضت القوات الواصلة حديثًا لهجوم بقذائف "آر بي جي" وتم استهدافهم بعبوات ناسفة. وفي تلك المواجهة قُتل ستة ضبّاط وثلاثة جنود، فيما ليس لدى الجيش علم بماهيّة الخسائر في صفوف مقاتلي القسام.

ويشير إلى أنّ الضباط القتلى لعبوا أدوارًا رئيسة في المعارك الدائرة بغزة، ومنهم: قائد الكتيبة 13 في غولاني، وهو جنرال سابق خدم كضابط كبير في الكتيبة غولاني/ مقر اللواء. وقائدا سرية من اللواء، وقائد فصيلة في الكتيبة 669، وقائد فصيلة من غولاني. مضيفًا أنّه وحتى الآن سقط ما لا يقل عن خمسة جنرالات، وستة برتبة مقدم.

واعتبر "عاموس هرئيل" أن كمين كتائب القسام في الشجاعية يُذكّر بحوادث خطيرة تعرّض لها الجيش الإسرائيلي سابقًا، رغم أنّ "إسرائيل" لم تشهد قط مثل هذه الحرب المطوّلة في مثل هذه المنطقة المكتظة بالمباني. وأشار إلى اجتياح مخيم جنين في حملة "السور الواقي" عام 2002 ما أسفر عن 13 قتيلًا من لواء الاحتياط 5. وفي بلدة بنت جبل في حرب لبنان الثانية 2006 قتل تسعة جنود من لواء غولاني، وتكرر الأمر أيضًا في استهداف ناقلة الجنود المدرعة في الشجاعية خلال حرب 2014 وقُتل إثر ذلك 7 جنود. ولفت إلى أن القاسم المشترك بين جميع هذه الاستهدافات هو استغلال نقطة ضعف للجيش الإسرائيلي في منطقة كثيفة المباني، وأبطل المقاتلون المزايا النسبية التي كان من المفترض أن تستفيد منها القوة الإسرائيلية، وتسبب ذلك في خسائر كبيرة نسبيًا في مواجهات قريبة، باستدراج الجيش لاشتباك من مسافة قريبة ثم قطع اتصال القوة الإسرائيلية المشاركة في الاشتباك.