الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرًا مطولاً من إعداد معلقها العسكري يوآف زيتون، حاول فيه إقناع الإسرائيليين بعدم قدرة جيش الاحتلال على تسوية كامل قطاع غزة بالأرض، باعتبار ذلك هو الحل لمشكلة الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الجيش في المعارك مع المقاومة.
المطالبات بتسوية غزة بالأرض، خاصة حي الشجاعية، تصاعدت بعد الكشف عن خسائر كبيرة في معارك حي الشجاعية، خاصة الكمين الذي أعلن على إثره عن مقتل 9 جنود وضباط، بينهم قائد الكتيبة 13
وأوضح الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، أن عددًا من الجنرالات الكبار حرصوا في ظهورهم عبر وسائل إعلام إسرائيلية خلال الساعات الماضية على التأكيد للإسرائيليين أن نطاق الذخائر الذي تم استخدامها في قصف قطاع غزة غير مسبوق، وأن تسوية غزة بالأرض بشكل كامل غير ممكن بسبب نقص القنابل والذخائر اللازمة لتحقيق مثل هذا الهدف.
وبيّن أنس أبو عرقوب لـ الترا فلسطين، أن المطالبات بتسوية غزة بالأرض، خاصة حي الشجاعية، تصاعدت بعد الكشف عن خسائر كبيرة في معارك حي الشجاعية، خاصة الكمين الذي أعلن على إثره عن مقتل 9 جنود وضباط، بينهم قائد الكتيبة 13.
يسرائيل زيف، قائد العمليات الأسبق في جيش الاحتلال، كان أحد أبرز من تحدثوا في هذا الموضوع، إذ أكد أن القصف الذي نفذه الجيش الإسرائيلي من الجو على غزة منذ بداية العدوان حتى يومنا هذا أكبر من كل من كل القصف الذي نفذه في جميع حروبه مجتمعة، واستدرك: "ولكن ماذا يمكننا أن نفعل في مدينة غزة وحدها هناك حوالي 200 ألف منزل؟".
وانسجامًا مع رأي يسرائيل زيف وغيره من الجنرالات الإسرائيليين، جاء مقال يوآف زيتون في "يديعوت أحرنوت"، الخميس، إذ أكد أن القتال القريب، وجهًا لوجه، بين الجنود ومقاتلي المقاومة "أمرٌ لا مفر منه".
واستعرض يوآف زيتون خمسة أسباب تحول دون تسوية غزة بالأرض. وهذه الأسباب هي:
أولاً: ليس هناك إمكانية لمهاجمة جميع منازل رجال حماس والجهاد الإسلامي وفوهات الأنفاق وراجمات الصواريخ وقواعد المسلحين الموجودة تحت الأرض في قطاع غزة. من الناحية الفعلية هناك مئات الآلاف من الأهداف، وربما أكثر من مليون هدف. وعلى مدار عقد من الزمان، كان الجيش الإسرائيلي، باستثناء العملية المحدودة في "الجرف الصامد"، يعتمد على قصف حماس من الجو. هذه العمليات والجولات فشلت ليس فقط من الناحية النظرية بل أيضًا في التنفيذ. وفي اختبار الزمن، صارت حماس "جيشٌ وحشي" حسب وصفه.
وأوضح يوآف زيتون، أن حركة حماس أمرت عناصرها بالاختباء مؤقتًا في آلاف الأنفاق الدفاعية في قطاع غزة حتى زوال الغضب، وهذه الأنفاق مرتبطةٌ ببعضها عبر وصلات في مساحة محدودة تحت الأرض تبلغ 30-40 مترًا، والبعض الآخر منفصلٌ تمامًا عن أي نفق آخر. ورغم تعرض بعض الأنفاق للهجوم أو "تحييدها"، لكن ما يزال هناك الكثير من فتحات الأنفاق في قطاع غزة.
ثانيًا: معظم الأهداف التكتيكية الدقيقة الأقل أهمية غير معروفة للاستخبارات، لذا يلزم إجراء تمشيط للأراضي واحتكاك بري من أجل الوصول إليها أو إنتاج أهداف سريعة لتدميرها.
ثالثًا: الغارات الجوية خطوة غير فعالة لكل منزل يحتوي على 30 قذيفة آر بي جي، وخمس بنادق قنص من طراز دراغونوف، وثماني عبوات ناسفة كبيرة من نوع شواظ محلية أو كاليما غور. قد يتم تدمير المنزل أو تدميره بشكل جزئي، وسوف تنفجر بعض العبوات، ولكن معظم الأسلحة ستبقى بين الأنقاض، وستظل صالحة للاستخدام. كما تقوم حماس بإخفاء الأسلحة في أماكن آمنة نسبيًا إلى أن يتم استخدامها للقتال.
رابعًا: الهدف الأساسي من الهجوم البري هو القضاء على المقاتلين في غزة، وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه بالقصف من الجو، لأنهم يختبئون في الأنفاق. وبحسب التقديرات كان عدد المقاتلين في قطاع غزة عشية اندلاع الحرب حوالي 30 ألف مقاتل تابعين لحركة حماس، إضافة إلى آلاف المقاتلين في تنظيمات أخرى، مثل الجهاد الإسلامي.
وبحسب يوآف زيتون، يقر الجيش الإسرائيلي بأنه لن يستطيع القضاء على جميع المسلحين مع نهاية الهجوم البري الذي سيتواصل في أحسن الأحوال حتى نهاية شهر كانون أول/يناير المقبل، لكن الهجوم لن يتوقف هنا، بل سيستمر ربما عامًا كاملاً بعد ذلك عبر تنفيذ غارات ومداهمات محدودة من أجل منع حركة حماس من إعادة بناء ما دمرته إسرائيل.
خامسًا: تسوية غزة بالأرض يعني مقتل آلاف الأشخاص غير الضالعين في القتال، بطريقة من شأنها أن تقلل التأييد الدولي للهجوم البري، وبالتالي فإن الجيش بحاجة إلى معلومات استخبارية عن مناطق حماس، وهذه المعلومات الاستخبارية ضرورية من أجل الحصول على معلومات مهمة حول مواقع قادة حماس ومواقع الأسرى الإسرائيليين.